رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حاجتنا إلى السهر اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة (مت26: 41)إن الطبيعة البشرية وعدو الخير لا يؤمَن لهما جانب! فهذه الطبيعة مهما تهذبت وارتقت، لا يطرأ عليها تغيير، بل إنها تظل كما هي بكل ميولها وغرائزها حتى نهاية الحياة على الأرض. كما أن عدونا لا يضعف ولا تثبط همته، فهو دائماً أبداً العدو اللدود الحقود الذي إن هدأ حيناً، لا يهدأ إلا لكي يترقب الفرصة المناسبة له، حتى ينفث فينا كل الأهواء التي يراها كافية لسقوطنا في الخطية. ومن ثم إذا لم يحيا المؤمنون حياة اليقظة والسهر، عرّضوا أنفسهم للسقوط في الخطية في وقت لا ينتظرونه وفي ظروف لا يعملون لها حساباً. لذلك قال الرب لنا « اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة » (مت26: 41). وقال الرسول بطرس « لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً مَنْ يبتلعه هو، فقاوموه راسخين في الإيمان » (1بط5: 8،9). ويقصد بالسهر؛ المواظبة على الشركة مع الرب، وحفظ القلب تحت تأثيره. وهذا العمل ليس من العسير علينا القيام به، لأنه لا يتطلب منا مجهوداً عقلياً كما يظن البعض، إذ أن كل ما يتطلبه هو الإيمان الحقيقي بوجود الرب معنا ومحبته لنا ورغبته الخالصة في أن نحيا معه. والطبيعة نفسها تعلمنا هذا الدرس الثمين. فالنباتات مثلاً لا تبذل مجهوداً في سبيل نموها، إذ أن كل ما تفعله هو أنها تظل في مكانها هادئة مطمئنة. وفي هدوئها واطمئنانها تمتص من الشمس والهواء والأرض، ما تحتاج إليه من غذاء، وبذلك تنمو وتُثمر أيضاً. وإذا لم نستطع التمتع بالشركة مع الرب وقتاً ما، فلا نفشل، بل لنتذكر في الحال أن الرب يحبنا أكثر مما نحبه، ويهتم بنا أكثر مما نهتم به، ويشتاق إلينا أكثر مما نشتاق إليه. فهو القائل أيضاً « محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة » (إر31: 3)، وبذلك تتجه نفوسنا إليه وتستريح في حضرته، ومن ثم لا تستطيع الخطية أن تخدعنا أو يكن في نفوسنا ميل إليها. |
|