رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أكياس لا تفنى «بيعوا ما لكم وأعطوا صدَقَة. اعملوا لكم أكياسًا لا تفنى وكنزًا لا ينفدُ في السماوات» ( لوقا 12: 33 ) الناطق بهذه الأقوال هو سيد الأرض كلها. قديمًا كان قد وعدَ يشوع بأن كل موضع في الأرض تدوسه بطون أقدامهم سيكون لهم، أما الآن فإنه يدعـو خلفاءهم وذراريهم أن يتخلُّوا عن مقتنياتهم ويتبعوا ذاك الغريب السماوي. عليهم أن يضعوا قلوبهم ليس على كل كنز أرضي يفنى، بل على الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، المحفوظ في السماوات لأجلهم. وإذ تستقر عيونهم على كنز السماء، يستطيعون أن يبيعوا ما لهم ويوزعوا على الفقراء. وليس هكذا كانت الحال مع التقي قديمًا حيث كان من حقه، ومن الواجب عليه، أن يتمسَّك بميراث آبائه. ومن هنا كان ”نابوت اليزرعيلي“ على حق يوم أبَى أن يبيع حقله للملك أخآب (1مل21). غير أن الملك الحقيقي ينصح سامعيه أن يبيعوا ما لهم ويعطوا صدَقة للفقراء، فيكون لهم كنز في السماء. ونعلم أن الرئيس الشاب الغني فشل في هذا الامتحان، فقد ترك المسيح حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة، وكان يعوزه ذلك الشيء الواحد: إنكار الذات ( مر 10: 17 - 22). أما برنابا اللاوي القُبرسي، فإذ كان له حقل باعه، وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل ( أع 4: 37 ). لقد ضرب الرب مثلاً عن التاجـر الذي اشترى لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن. وكان هو ذلك التاجر، فإنه باع كل ما كان له واشتراها. وهو نفسه الذي باع كل ما كان له ليحصل على الكنز المُخفى في الحقل ( مت 13: 44 - 46). وهكذا يُدعى تلاميذ الرب أن يبيعوا ما لهم ليكون لهم كنز في السماوات لا ينفد. وحيث الكنز هناك قلب الإنسان ( لو 12: 34 ). بيد أنه عن طريق تفريق الممتلكات الأرضية، يزداد الكنز السماوي ( أم 11: 24 ). وإذ «أُطعم كل أموالي» فإنني بذلك أعمل لنفسي كيسًا لا يفنى. فالإحسان العملي الذي من هذا الطراز ليس معناه إخفاء الوزنَة في الأرض، كما فعل العبد الشرير الكسلان، بل وضعها في المصرف السماوي بحيث عند مجيء الرب يأخذ الذي له مع الفائدة. والعطاء هو الكيس الأبدي، الصندوق الذي لا يبلـى. بينما كان أولئك الذين في أيام حَجَّي يبنون بيوتهم مُهملين بيت الرب، يضعون أجورهم في كيس مثقوب ( حج 1: 6 ). بمعنى أن سعيهم ومجهودهم كان بلا فائدة، كانوا كمَن يحاولون أن يحملوا الماء في غربال. على أنه خير لي أن أكون غنيًا لله من أن أكنز لنفسي ( 1تي 6: 17 - 19). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تفنى العباد ولا تفنى صنائعهم فاحتبر لنفسك ما يحلو به الأثر |
كنوز لا تفنى: كيف نحب الله ؟ |
كنوز لا تفنى: الخطية |
كنوز لا تفنى: الأفكار |
واذ لم يكن له اصل جف (كنوز لا تفنى) |