رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القيامة أعظم أنتصار وتعزية ( أما الآن فالمسيح قد قام من بين الأموات بكراً للراقدين ) " 1قو 20:15 " قيامة المسيح من بين الأموات ليست مجرد حدث تاريخي فحسب ، بل هو أعظم أنتصار وقع في التاريخ . أنه تحدي ما بين النور والظلمة . بين الحرية والعبودية . أراد الشيطان أن يستعبد الأنسان بالخطيئة الى الأبد لهذا حارب الأله المتجسد بقوة فدفعه الى الموت على الصليب معتقداً بأنه سيجهض خطة الخلاص لبني البشر . فظن في موت المسيح سيحقق انتصاراً لكي يبقى الأنسان في عبوديته . لكن المسيح قام من بين الأموات وأنتصر بموته على الموت الذي كان أقوى سلاح بيد الأبليس . تحولت قيامة المسيح من بين الأموات الى أعظم أنتصار في التاريخ لأننا نحن المؤمنين نرى في تلك القيامة قوة ألهية جبارة كسرت قيود عدو الخير . فقيامة المسيح المعجزية من القبر المختوم والذي بقي مختوماً بعد القيامة ، يشبه طريقة ميلاده المعجزي من مريم العذراء التي حافظت على عذراويتها بعد الولادة . والحدثان يعبران عن قوة ألهية فاقت في قدرتها كل قوانين الطبيعة وأدراك المجرب . المسيح أنتصر بقيامته على آخر عدو يباد وهو الموت ( طالع 1 قو 26:15 ) والموت قد ساد على جميع البشر بسبب خطيئة الأبوين " رو 12:5 " فحكم الله على الأنسان به ، فلا يستطيع أحد أن يدفع ثمن الخطيئة لكي يرضى الله سوى الله الذي أصدر هذا الحكم . فهو الذي دبر خطة الخلاص بأبنه الوحيد بموته على الصليب لكي يدفع ثمن العدل الألهي بسبب رحمته ومحبته لبني البشر . القيامة حدث تاريخي وأنتصار على الخطيئة ، لأن بالخطيئة مات الأنسان عن الله . أما المسيح الذي صار أنساناً باراً وبلا خطيئة ، أستطاع أن يقاوم ذلك الموت بالقيامة ، وهكذا بقيامته مات سلطان الموت . صار المسيح بكر القائمين من بين الأموات ، ونحن المؤمنين به نتحد بموته بالمعمودية ، ونتحد أيضاً بقيامته عندما نخرج من ماء المعمودية منتصرين على الخطيئة والموت معاً . وهكذا يصلب الأنسان العتيق مع المسيح لكي يبطل جسد الخطيئة ( رو 5:6) وعربون القيامة نحصل عليه في سر التناول لأننا نأكل جسد المصلوب الذي هو ثمر شجرة الحياة الأبدية ، لهذا قال ( من لا يأكل جسدي ويشرب دمي ليس له الحياة ) فقيامة المسيح مرتبطة بخلاصنا ، ولولا قيامته لكان أيماننا باطل ( طالع أصحاح 1قو 155 ) . قام المسيح بجسدٍ ممجد ، هكذا سنحصل نحن أيضاً على جسدٍ مماثل بعد قيامة أجسادنا يوم مجىء الرب الثاني ، فتتحول أجسادنا المنتصرة على الموت والفساد لتصبح روحانية ونورانية وسماوية وخالدة . وأجسادنا الجديدة لا تخضع للخطيئة أو المرض أو الضعف أو الجوع أو العطش والبرد والحر ( رؤ 16:7) . القيامة بالنسبة لنا هي تعزية كما كانت تعزية وفرح للتلاميذ وكانت لازمة لهم لتثبيت أيمانهم ففرحوا وآمنوا بالقيامة وأدركوا لاهوت المسيح وقدرته الألهية التي أعطتهم بعد القيامة العزاء والشجاعة والتحدي والحكمة في الوعظ وقوة في التبشير. القيامة هي قوة وأنتصار على موت الخطيئة ، فالتائب عن الخطيئة هو كمن يقوم من قبر الظلمة الى النور ، ومن الفساد الى الحياة الطاهرة . فالذي يموت في الخطيئة ، فموته ليس مجرد موت الجسد ، بل موت الروح مع الجسد . وبموت الروح الأبدي سيفصل الأنسان عن الله أبدياً . قال الرب يسوع ( أنا هو الطريق والحق والحياة ) " يو 6:14" وأكد يوحنا الرسول المعنى في نفس الأصحاح قائلاً ( أنا هوالقيامة والحياة ) " يو 25:144 " فالذي يؤمن ويثبت في الله سيحيى الى الأبد . أما الذين يختارون الخطيئة لإنهم يختارون الأنفصال عن الله بأرادتهم وحريتهم فيختارون العيش في ظلام الموت على هذه الأرض قبل موت أجسادهم وسيستمرون بعد الموت منفصلين عن نور الله ، لأنه لا شرك بين النور والظلمة ( 2 قو 14:6) . أما الذي ينوي ويعود الى النور فهو كمن يقوم من بين الأموات . فيقول عنه الله الآب ( أبني هذا كان ميتاً فعاش . كان ضالاً فوجد ) " لو 24:15 " . هكذا نحن جميعاً كنا أمواتاً بالخطايا ، أقامنا المسيح بقيامته وأجلسنا معه في السماوات ( أف 5:2 ) فكل خاطىء هو ميت أمام الله . أما إذا عاد الى الله وأعلن توبته فتعتبر له قيامة وأنتصار . لهذا أيقظ الرسول بولس الخاطىء الغافل الراقد في الظلام ، قائلاً ( أستيقظ أيها النائم ، وقم من بين الأموات ، فيضىء عليك نور المسيح ! ) فالتوبة إذاً هي يقظة روحية وقيامة من بين الأموات ، وأنتصار على مكائد الشيطان . والمجد الدائم لربنا القائم من بين الأموات |
|