منذ سنوات نشرت احدى الصحف قصة رجل استقل الأتوبيس قاصداً الذهاب إلى مدينة "ديترويت" بأمريكا لكن في نهاية الرحلة الطويلة وعند نزوله من الأتوبيس في مكان الوصول، وجد نفسه ليس في "ديترويت" بل في مدينة "كنساس". لقد استقل الأتوبيس الخطأ. وهذا ما يحدث مع البشر مراراً وتكراراً. كم من البشر، بعد رحلة حياة طويلة يكتشفون أنهم في مكان آخر تماماً، مكان لم يقصدوا أبداً أن يكونوا فيه أو يذهبوا إليه. فالابن الضال مثلاً لم يخطط يوماً أن ينتهي به الحال مع الخنازير بل كان يخطط للحصول على الحرية والسعادة! لذلك من الأسئلة الهامة جداً في الحياة: (إلى أين أنا ذاهب؟) أغلب البشر في حالة تيه (توهان) وفي حاجة إلى من يرشدهم في خط سيرهم. ربنا يسوع قدم نفسه "الطريق" لكل انسان حائر تائه. اسمعه يقول بثقة بالغة "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق، لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب" ثم يقول "خرجت من عند الآب، وقد أتيت إلى العالم، وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب". ألسنا في حاجة إلى قائد عنده مثل هذا الوضوح في الرؤية ويعرف الطريق فنتبعه بثقة كاملة؟ بل قائد يكون هو نفسه الطريق والرفيق.. ربي يسوع، علمني أن أسأل نفسي دائماً "هل أنا على الطريق الصحيح؟ إلى أين أذهب؟" وكلما فقدت القدرة على اتخاذ قرار حكيم ساعدني لأنك ترشد حتى الذين يخطئون في الطريق. وكما نصلي في القداس "اهدنا يارب إلى ملكوتك".. اهدني في طريقي حتى يكون الجواب حاضراً عندي إني"أذهب إلى الآب".
تدريب: في القداس، تأمل صلاة "اهدنا يا رب إلى ملكوتك" واطلبها بحرارة.