585 - الله قادر أن يحمينا من هجمات عدو الخير الذي يتربص بنا . هو لا يكل ، لا ييأس ، لا يدخر وسعا ً في الهجوم علينا . يكيد لنا ، يجول حولنا ملتمسا ً من يبتلعه هو . هذا متوقعا ً منه فهو عدو الله وعدونا نحن ابناء الله . نحن نتوقع ذلك فلا نفاجأ ولا نخاف لأن الله القوي معنا . ولا يسمح له أن يغلبنا . رغم هجماته ، برغم جولاته ، لنا ضمان النصرة . حتى الجولة الاخيرة النصرة لنا ، الغلبة لنا . حتى حين تبدو الظواهر انه تغلب علينا يتدخل الله ويقلب النتائج لصالحنا . يسحقه الله تحت ارجلنا ويجعل هزيمته هزيمة منكرة ونصرتنا نصرة عظيمة . يسمح له الله ان يهاجم ويصخب ويزأر لكن في حدود وقيود وشروط لا يتعداها . هجماته لا لسحقنا بل لاختبار بهجة الانتصار . وفي وسط المعارك نجد الله بجوارنا ، يحارب في صفنا . كتفه تسند كتفنا ويده مجاورة ٌ لأيدينا . وتواجده معنا وسط المعركة يجعلها مغامرة عظيمة رائعة ، ورفقته لنا تملئنا بالبهجة والبركة والسعادة والرضا . في القديم صنع نبوخذ نصر الملك تمثالا ً كبيرا ً من الذهب وأمر جميع الشعب ان يسجدوا امامه . " وَمَنْ لاَ يَخِرُّ وَيَسْجُدُ ، فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ يُلْقَى فِي وَسَطِ أَتُّونِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ " وكان الشعب كله يسجد للتمثال خوفا ً من الموت الا ثلاثة فتية كانوا يعبدون الله ، لم يقبلوا السجود للصنم الذهبي . اتوا بهم امام الملك الذي هددهم بالموت حرقا ً في اتون النار فقالوا له : " فَلِيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ " ، وقالوا : " إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ " . والقوا بالشباب الثلاثة وسط النار بعد ان حموا الأتون سبعة اضعاف ، واكلت السنة النار اولئك اللذين رفعوهم والقوهم في الاتون الرهيب ووقف الملك يراقبهم وهم يحترقون لكنه رأى وسط النار مشهدا ً عجيبا ً . رأى الثلاثة شبان يتمشون وسط النار ومعهم رابع ٌ شبيه ٌ بابن الألهة واخرجهم من وسط النار وشعرة من رؤوسهم لم تحترق ولم يمسهم ضرر وحتى رائحة النار لم تأتي عليهم . كانوا امناء لله فكان الله رحيما ً معهم . فلنسلم اليوم كله لله . وهو يحمينا ويحفظنا ويقوينا اليوم وكل يوم .