لم أقع في حب رجل من قبل .....

[Rena Jesus]

أنا الآن بنت الثامنة و العشرين ....
لم أقع في حب رجل من قبل ..... و لم أكن في علاقة عاطفية مع أحدهم قط ...
عندما يسألني البعض ... هل وقعتي في الحب من قبل ... ؟!
يستنكرون تلك ال "لا" ... و كأنني كاذبة .... و لكن ....

لما قد ينكر أحدهم شيئا رائعا كهذا ؟؟!....
و لما قد يكون عدم وقوعي في الحب من قبل و أنا بنت الثامنة و العشرين مادة للتفاخر ؟!!
و "لم لا ".... هذا سؤال منطقي ... بديهي .... و إشارة قوية أن سائله يمتلك نوعا من "العقل" ....
بدلا من جحوظ العينين المبالغ به و التمتمة ببعض الجمل الإغريقية الغير مفهومة و كأنني قد خرقت قوانين الطبيعة بعدم وقوعي في الحب من قبل ........

"و لم لا .... " ..... لعلها الكتب و الروايات ....
لطالما أخبرتني والدتي بأن تلك الكتب "ستفسد" عقلي ....
و لطالما ظننت حينها أنها ترتاب ضياعي للوقت و تأثير ذلك على دراستي و تحصيلي العلمي الروتيني ..... و لكنه خوف الأم ... قلبها ....
كانت تخاف علي من أن أخرج من نطاق "العادي" أو أن أخترق سياسة "القطيع" ....
هذا ما كانت تعنيه أمي ب"فساد عقلي" .....
بأن أثور .... بأن أتمرد .... بأن أقول لا .... بأن أختار .... بأن أفكر ....
بأن أرفع مقاييس متطلباتي إلى الأعلى على قدر ما أملك ...
على قدر ما أسعى ..... نعم ... هذا ما تصنعه الكتب بالعقول .... تجعل منه "إنسانا" ....

" و لم لا .... " ... سؤال أكتفي بالابتسامة لسماعه ....
و "لم لم أقع في الحب " ؟!! .... ألم تجدي انسانا مناسبا؟ ....
"مناسبا ؟!! " ... كموظف يمتلك مؤهلات عالية للعمل في مكان ما ؟!!!! ....
هذا ليس مني ... و ليس من تكويني النفسي .... سؤال خاطيء لشخصي .....

"و لم لا ... ؟! " أم أنكي لست بحاجة للحب ... للعاطفة؟!! أ
م أنكي قوية بالشكل الكافي ؟!!! .....
سؤال يحكم على مظهري الخارجي ... سؤال سطحي يثير غضبي .....
ليس هناك مخلوق على وجه الأرض قد ينكر حاجته للحب ... ....
نحن أرواح تقتات على العاطفة .... على المشاركة .....
على الأمان الذي يقدمه لنا "الحب" ... خالص الحب ....
كل معارك الحياة و صعابها تتساقط تباعا بين ذراعي من نحب .....

"و لم لا ..... " أم أنك كارهة لصنف الرجال بأكمله ؟!! .....
سؤال قد يرتبط بدفاعي المستمر عن المرأة .....
و لكن ... عزيزي .... لم يحالفظ حظك بأن ترى أبي و أخي ....
كلاهما رائع بشكل خيالي ..... كلاهما حنون و معطاء ....
كيف لي أن أكره ما ترعرع عليه قلبي ؟!
كيف لي أن لا أحلم بلقاء فارس أصيل كأبي و كأخي ...... ؟!!!!!

" و لم لا ....... " ...... لأنني امرأة تؤمن بالحب و لا شيء سواه .....
لأنني امرأة بارعة حقا في الانتظار .... ل
أنني امرأة لا أتنازل عن متطلباتي ل"أجعل المركب تسير" ....
لأنني امرأة لا تخاف الوحدة .....
لأنني امرأة أعرف قدري جيدا ....
لأنني امرأة تعرف ماهية الحب ....
في مجتمع لا يعرف عن الحب سوى شهواته ....
بداياته .... ثمنه نقدا ..... مجتمع ضرير القلب ....
لأنني امرأة حرة .... لا تحتاج إلى الاستناد على أكتاف أحدهم ....
لأنني لست عويلة .... لأنني شريكة حياة و لست تابعة لأحد ......

نعم .... أنا امرأة الثامنة و العشرين ... و لم أقع في حب رجل من قبل ........