عندما تسخر مني و تحقر بايماني و معتقداتي تري ان هذه حريتك الشخصية ، و عندما أواجهك تقول اني اعتدي علي رأيك و انه ليس علي أن أغضب و لا اتألم و لا حتي ادافع عن نفسي ، احتراما لحريتك في التعبير عن رأيك !!
تري نفسك فقط و تعمل قيمة لرأيك ، اما رأيي فهو بعيد عن احترامك .. تهينني و مطلوب مني أن اصمت و لا اشرح نفسي و لا أوضح ما عندي ..
عند حقك تثور و تهاجم و تحطم كل رأي أو شخص آخر ، و عند حقي تحتقر و تهين و تستهين ..
هل الحق حكر عليك ؟ و هل حقي في نظرك ليس له قيمة ؟
هل رأيك هو الأوحد ؟
الحق هو العدل و الحب و الرحمة .. الحق هو الله الذي يحب الكل و يحتوي الكل بخلافاتهم و تنوعهم ..
إن كان فكرك يعلمك أن تحطم المختلف عنك و تكسر نفسه و تجرح قلبه و تقلل من شأنه و تدعو عليه و تكرهه و تظلمه ، أعلم أنك لم تعرف الله بعد ، لم تعرف حبه و طول اناته و رقته و اتساع رحمته .. أعلم أنك كسرت كل قوانين الحب و العدل ..
و حتي ان كان هذا معتقدك ، الا تري وجه أو أسلوب آخر لشرحه و طرحه ؟ و انت تعلم أن لكل تفسير أوجه عدة يختلف عليها أعاظم المفسرين ؟ أو لم يكن من الممكن تجنب حقول الألغام في التفاسير حرصا علي سلامة الحب و التعايش بين العائلة الواحدة ؟
عندما تدعو الي مراعاة مشاعر حتي الحيوانات و عدم أذيتها ، ثم تجرحني بسيف لسانك و لا تراعي بيتي و أولادي و حريتي و سلام قلبي ، و تتسبب بهجومك في تجبر الناس علي و تفتح لهم باب قتلي ؛ ثم تدعي اننا اشقاء و احباء و اننا "واحد" ، هل تطلب مني أن أصدقك أو اطمئن إليك ، أو اتبع ما تؤمن به ؟؟
و مع كل هذا نحن نحبك .. فعقيدتنا "الفاسدة" كما تدعوها ، علمتنا أن نحبك حتي و انت تعادينا و تكرهنا .
و إن كانت العقيدة الفاسدة تعلمنا أن نحب حتي قاتلينا مثلما علمنا السيد المسيح عندما غفر لصالبيه ، فمرحبا بتعاليم مثل هذه ؛ تعاليم جعلت أخلاقنا فوق أخلاق الملائكة !! أخلاق الرحمة و الرفق و التسامح و العطاء و العفة ..
نعم نحبك و سنظل نحبك و ستظل قلوبنا نحو بلدنا الغالية و نحو كل إخوتنا و نحوك لا تحمل إلا كل الخير و التسامح و الحب و الاتساع و الرحمة..