555 - كل ما حولنا يدعو الى القلق . الحياة سلسلة ٌ متتابعة ٌ من حلقات قلق . تُشرق الشمس ويبدأ الانسان في القلق ، هل الشمس صحو ٌ أم مظلم ؟ هل تُمطر السماء أم تصفو ؟ هل تهب الريح أم تهدأ وتخبو ؟ هل سأتعب أم استريح ؟ هل سأحزن أم أفرح ؟ ماذا يخبأه ُ اليوم لي ؟ ماذا يختفي في الطريق عند المنعطف ؟ ما هي مفاجئات اليوم ؟ هل ينتظرني سلام ٌ أم حرب ؟ هل لدي ما يكفيني أم أعيش ُ احتياجا ً وعجزا ً ونقصا ً ؟ والانسان متشائم ٌ اكثر ُ منه متفائل ، قلق ٌ أكثر منه مطمئن . وينادينا الرب على لسان داود ويقول : " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي .... انْتَظِرِ الرَّبَّ " ( مزمور 37 : 5 ، 7 ) . انت لا تعرف ماذا يخبأه ُ لك الطريق ؟ الطريق مجهول ٌ لك . كل ما تعرفه هو ما تراه ُ عيناك ، وعيناك نطاق رؤيتهما ضيق . هناك مناطق في الطريق لا يكشفها نظرك ، لا تراها ، لكن الرب يرى الماضي والحاضر والمستقبل ، يرى المكشوف والخفي . افق الله كبير ٌ ، واسع . هو يرى العالم كله كبقعة ٍ صغيرة ، وهو يقول لك : سلّم الطريق لي ، اتكل علي ، أنا اُجري . لا تنظر الى الشرير ، لا تغر منه ، لا تقارن نفسك به ، لا تخافه ُ ولا تخشاه " لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ ..... تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ." هل تراه ُ يمتلك الكثير ؟ " اَلْقَلِيلُ الَّذِي لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ. " هل تراه ُ يبغى ويتجبّر ويعتدي ؟ انتظر " لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ تَنْكَسِرُ " اطرد القلق ، ابعد التشاؤم ، ثق بالرب ، اتكل عليه " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ. " انتظر اشياء عظيمة رائعة قادمة ، ثق به ، لن يخذلك . انا لا استطيع ان ارى ما سيحدث لكنني ارى من يُحدث الاشياء . انا لا استطيع ان اتنبأ بالمستقبل ، لكنني اعرف من بيده المستقبل . كيف اشعر بالقلق . صوت العالم مليء بالمخاوف لكن صوته اعلى . اسكت امامه ، اسمعه ، اعرض امامه مخاوفك ، كل مخاوفك . ضعها في كفك ، يرفعها عنك ، يطويها في يده ، يُبعدها عن بصرك ، انظر الى شروق الشمس بتفاؤل ، بيقين ٍ ، بفرحة ٍ ، بأمل . لا تخف من الغيوم والامطار والزوابع والامواج الهادرة ، " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي " .