سمات الخلوة المسيحية
الخلوة مع النفس : تتيح للإنسان أن يعرف نفسه على حقيقتها ويصلح من عيوبها ويرى خطاياه التى لم يراها فى زحمة الحياة ، ويبادر بالتوبة عنها وعدم الرجوع إليها مرة أخرى "بالرجوع (لله) والسكون تخلصون ، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم"(أٍش30: 15) إن تدريب الخلوة العملية مع روح التأمل هو انجح الوسائل لتهذيب النفس وإعادة تكوين الشخصية على ضوء المُثل العليا ووصايا الله ، قال القديس مقاريوس الكبير "الوحدة هى مرآة تبين للإنسان عيوبه." وقال القديس يوحنا القصير "ليس شيء أفضل من الخلوة والسكون لان بدونها لا يقدر الإنسان أن يعرف نفسه." وقال القديس مار افرام "اليوم الذي لا تجلس فيه ساعة مع نفسك لا تحسبه من عداد أيام حياتك ، حب السكون لأنه فيه حياة لنفسك." في الخلوة تعرف حقيقة إنسانيّتك ، وتدرك دورك في الحياة ، وتستشعر مكانتك لدى الله وتتلمّس دعوتك في الكنيسة وخدمتك للمجتمع..
2- الخلوة مع الله : هي تفريغ القلب والعقل من الاهتمامات العالمية للخلوة مع الله ، فالعقل خالي من كل اهتمام ، والقلب خالي من كل شهوة ، ما خلا شهوة الحب المقدس لله الحبيب والمكان خالي من الناس" يا الله إلهي أنت ، إليك أبكر عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مز63:1) قال القديس انطونيوس" إذا انفرد العقل عن الناس وصار فى هدوء الوحدة ، فأن الله يقويه ويثبته ليمكنه أن يسأل ويبحث فيما هو الله . وحينئذ يُؤهل لنظر عظمة الله وقوته ولاهوته وبهائه فى خلائقه .."ما أجمل ما عبر به القديس نيستاريون عن أهمية شعور المؤمن وإيمانه بحضور الله إذ قال "صلى إلى الله كأنك مشاهد له لأنه بالحقيقة حاضر." وقال القديس باسيليوس الكبير "الصلاة التصاق بالله في جميع لحظات الحياة ، ومواقفها ، فتصبح الحياة صلاة واحدة بلا انقطاع ولا اضطراب." عليك أن تهتم بحياتك الداخلية لأن عن طريقها يبلغ عمل الله فيك كماله .