منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 04 - 2017, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
nasser Male
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية nasser

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1213
تـاريخ التسجيـل : Apr 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 22,672

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

nasser غير متواجد حالياً

افتراضي رد: فرح الخلاص(يصدرها خدام وخادمات منتدى الفرح المسيحى) عدد شهر مايو 2017

بقلم:ولاء فاروق
مرنم اسرائيل الحلو..داود النبى


وقف الملك والألم يمزق قلبه ، والدم يقطر من أصابعه ، دم برئ طاهر ، ليست دمائه وليتها كانت !
و طفل رضيع مريض على شفا الموت يذكره بفعلته المريضة المشوهة و إمرأة يقتلها الحزن و العار !
هل من شئ يمكن أن يعيد النقاوة إلى يديه !
وقف ينظر إلى الخلف ، كيف كان يهبط دون أن يدري ، ينحدر دون أن يشعر !
سلماً زلقاً كان يهبط درجاته حتى الى قاع الرزيلة !
----
درجات .. الهبوط .
الخطوة الاولى ..
إستقر الحال أخيراً في المملكة ، الأعداء يهابونها و الحدود مصانة ، الملك محبوب مرضي عنه من الله و الجيش قوي و القادة جبابرة ،
وعندما إستراح الملك بعد عناء سنين و سنين ، و بعد أن قضى السنوات هارباً و تعرض لإهانات و خيانات ، ثم تعويضات روحية و صداقات ،
أخيراً إستقر في مملكته و إستراح في بيت عظيم و في عاصمة قوية غنية إسمها أورشليم ، لم يعد هناك ما يشغل باله أو يقلق قلبه ،
لم يعد الملك يخرج للمعارك بنفسه ، بل بعض الجيوش منتشرون في الجوار ، يحافظون علي الحدود و ينشرون الهيبة .
و تفرغ الملك و إستراح ، فقام متكاسلاً عن سريره ، و تمشى بلا "هدف" على سطح بيته .. فرأى من على السطح ....!!!!
--
إنه الفراغ ، أولى درجات الهبوط !
ليس الفراغ فراغ اليد عن العمل بل فراغ الروح عن الجهاد و السهر !
ظن الملك أن المملكة قد تخلصت من أعداءها ، كما نظن قلوبنا قد تتطهرت من الإثم .. فنتراخى .. نترك قلوبنا نظيفة مكنوسة .. و لكنها فارغة !

“مَتَى خَرَجَ ٱلرُّوحُ ٱلنَّجِسُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً،
وَإِذْ لَا يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي ٱلَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ.
فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا.
ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!».”
**لُوقَا‬ *11:24-26‬ *

----
الخطوة الثانية ..
وبينما يمثل الفراغ "حالة " يختارها الملك لنفسه و عذراً مريحاً لضميره بعد فترة من العمل و الاجتهاد ، يمثل الشيطان " ظروفاً " متشابكة ، فخاً مخفياً ، إستغلالاً مناسباً لهذه الحالة ..
يكمن كأسد ، أو كحية !
تمشى الملك على سطح بيته ، فرأى .. إمرأة تستحم !
إهرب اذاً أيها الملك ، حاول ضميره أن يصرخ ،
حول نظرك أنظر الى السماء ،
حول عقلك ، إفتح أذنك و إسمعني ،
إنه فخ و شباك تلتف حول أقدامك !
إرفع عينك عنها الآن !
و لكن الملك لم يرفع عيناه و لم يفتح أذناه لضميره ، بل همس إبليس في أذنه " المرأة جميلة المنظر جداً" ، كما كانت الثمرة على الشجرة شهية للنظر جداً ..
فإستسلمت عيناه في تكاسل .. نعم .. إنها جميلة المنظر جداً.
إنه إبليس ،
خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.”
**بُطْرُسَ ٱلْأُولَى‬ *5:8‬ *
----
الخطوة الثالثة ..
و تقصى الملك و سأل معارفه ، من تلك المرأة التي تسكن بالجوار ؟ أليست "بثشبع " زوجة " أوريا" ؟
فأجابوه .. نعم ،
وعندها إنتفض الضمير مؤكداً، متزوجة هي ، هلم بنا نبتعد ،
هيا أيها الملك العظيم ، تذكر مكانتك و هيبتك ، سمعتك و صيتك ،
أذكر الله في قلبك يا مولاي ، إنه يرى أفكارك و قلبك ، يرى الخطية الرابضة عند أعتاب بيتك ، يسمع فحيحها ، أنت قوي أيها الملك ، أنت تسود على أفكارك و شهوتك !
و لكن الملك تذكر ، تذكر سلطته وسلطانه ، و أمر فأطاعه خدامه ..
فأرسل و أحضر المرأة من بيتها ، فدخل إليها و إضطجع معها !
إنها السلطة ، الإمكانيات .

-----
الخطوة الرابعة ..
سقط الملك سقطته العظمى ، و هدأ صراخ الشهوة التي كانت تئن في جوانب عقله .
وظن الأمر زلة و إنتهت ، أو كبوة .. و لكل فرس كبوة !
ولكن ذلك الفخ الذي كان يبدو حفرة صغيرة ، إذ هو بئر عميق القاع !
و الإنسان وإن ظن نفسه متسلطاً متمكناً لا يحسب أبداً حساب كل شئ !
معركة خاسرة بين ذكاء الانسان و دهاء الشيطان !
الملك الذي ظن أن الامر عابر ، إذ المرأة تحبل ، و ترسل و تخبره !
نعم ، فزوجها في الحرب ، رجل شريف ، يحارب بإسم الملك و المملكة !
أما عن ضمير الملك ، فكان جريحاً متهاوياً !
ويرفع الشيطان يده عندئذ ، بعد إمضاءه الاخير و ختمه الخبيث !
لا تنتهي الخطية ببساطة ..
دائماً إمضاء الشيطان " ما لم يكن محسوباً حسابه "

الخطوة الخامسة
هدأ الملك نفسه بعد صدمته الشديدة ، جلس يخطط للخروج من مشكلته .
قديماً كان الله يفتح أمامة الطرق و يحل العقد و يزيح الصعاب ، كانت الخطط بيد الله الذي يدبر الأمور و يهزم الأعداء ،
قديماً ، حين لم يكن هناك ما يفصله عن الله ، كانت الفخاخ تنكسر من تلقاءها بينما كان هو مطمئناً مستسلماً ينجو من شباك الصيادين بنعمة الله !
أما الآن .. عليه أن يهرب من وجه الله، عليه في هذه المرة أن يخرج من الفخ بذكاءه !
فكر ..
يمكنه بسهولة أن يستدعى زوجها من جبهة القتال ، فيعود مشتاقاً لزوجته ، مرتاحاً في أحضانها ، ثم يرجع الى القتال.
وتحل المشكلة، وتقول المرأة أن الحمل من زوجها ، ويفتخر الشيطان بذكاء الانسان !!
و لكن الشيطان لا يحب الانسان و لا يفخر بذكاءه و لا يسعده إن نجا من فخ دون كسر !
الشيطان ينتظر ليشتكي و ليشمت ، ويسيل لعابه ليفترس !
وعاد الزوج الشريف من الجبهة بأمر الملك ، ووقف أمامه يطلعه أخبار الجيوش و مسار الحرب ، فيسمعه الملك بتملل ، و يصرفه من أمامه بتعجل " إذهب الى بيتك أطعم و إغتسل و أرتاح الى قلب زوجتك " ! وأمضى الملك ليلته متوتراً قلقاً.
بينما الرجل الشريف يأبى أن يرتاح في بيته !
يستعف أن يدفأ في أحضان زوجته بينما الجيش في قتال و الجنود في خيام !
و يَهمس الخدم أذن الملك .. هوذا الرجل أمام البيت ينام حتى موعد العودة لجبهة القتال !
و يملأ الغيظ الملك ،
لماذا يبدو الرجل شريفاً بهذا الشكل ؟!
وفوجئ الملك إنه لم يعد يسر بالحق !
لم يعد سعيداً بولاء قائد بجيشه ، بل حانقاً من هذا الشرف و التعفف!
أصبح الملك ( لا يسر بالشرفاء ) .
-----------
الخطوة السادسة
و بعدما أظهر الجندي الأمين الولاء الشديد لملكه و للجيش و للشعب ، و لم يستسيغ الراحة و التنعم ، أصبح أمام الملك خياران كلاهما مُرٌ ، طريقان كلاهما كرب !
أيندم و يتوب .. و يفتضح
أم يداري فعلته بأي وسيلة .
أي وسيلة ؟!
ربما يموت زوجها قضاء و قدراً و ليستره الله ويتزوج المرأة ؟
ربما يموت الجنين دون أن يعلم أحد ؟
ولكن لا الزوج الشريف يموت و لا الجنين !
لابد للزوج أن يموت ،لابد للفضيحة أن تموت !
لابد أن يداري فعلته بأي ثمن !
و أصدر الملك أمراً لرئيس الجيش أن يكلف أوريا بأن يتصدر القتال ، ثم ، ليتراجعوا الى الخلف تاركينه في المواجهة .
.. ماهذه القسوة الجامحة؟!
ما هذه السلسلة المتشابكة الحلقات من الخطايا ؟
ما هذه الشهوة التي تلد خطية فتنشئ موتاً ؟!
وكأنما الملك يغزل بنفسه شباكاً تلتف حول قدميه ، ويختار حكم الموت لنفسه !
وجاء رسول بالخبر !
و فرح الملك بالشر جداً، فرح بموت رجل تقي برئ !
عند الهبوط، درجات لا تنتهي ، حتى القاع .
الخطية سلسلة .. تتنقل هبوطاً بين حلقاتها .. تفاجأ بها في القاع .
الخطوة السادسة " الوسائل "
------
الخطوة السابعة
وأمر رئيس الجيش أن يُخبر الملك بالهزيمة المؤقتة للجيش ،
وفي هذه المرة ، لم يهاب الملك ،
فقد إهتزت صورة الملك !
أصبح مكشوفاً أمامه و خطيته يعرفها جيداً.
الملك العظيم أصبح مكسوراً أمام قائد الجند .
أوصى القائد رسوله أن يخبر الملك بالهزيمة ، فإن غضب يسرع فيخبره أن " أوريا الحثي " قد مات !
للهبوط " سمعة " رديئة و " صيتاً " ملوثاً .
فتتزعزع المكانة و تهتز الثقة !
---------
الخطوة الثامنة
الخطوة الاخيرة في الهبوط..
ذلك التغير السافر في الشخصية .
بعدما كان الملك يغار على نصرة الشعب ، بعدما كانت الارواح مهمة ، فجأة تبدلت آراءه لتناسب موقفه الجديد.
أصبح يرى أنه لا ضرر من خسائر الحرب ، و لا يتألم لهذه الهزيمة و لا لمن مات من الابرياء لينعم هو بحياة بلا ندم أو فضيحة .
برر لنفسه أن " السيف يقتل هذا و ذاك "
و أعاد الرسول الى قائد الجيش يطمئنه أنه راض ، و يؤمد أمامه كم هو مستسلم للشر .
و كم أعمت الشهوة و الخطية عيناه عن الندم .
إنه القاع ،
( حين تصبح الخطية هينة و الإثم كالماء . )
-------
الغريب ، إنه في نهاية السلم الزلق للخطية يقف أب حنان !
يعد خطة أخرى للتوبة و تأديباً خاصة للإستفاقة ، و مساراً معداً للعودة !
مهما كان الإنحدار و مهما زل و سقط و كسر ..
يقوده الرب نحو التوبة ! مهما تعددت وسائل الاغراء تتعدد أبواب التوبة ..
هذا القلب الذي أحبه الرب يمكن إصلاحه و استعادته
ليعود لداود مكانته .. مرنم إسرائيل " الحلو ".



 
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فرح الخلاص (يصدرها خدام وخادمات منتدى الفرح المسيحى) عدد شهر سبتمبر 2017
فرح الخلاص(يصدرها خدام وخادمات منتدى الفرح المسيحى) عدد شهر أغسطس 2017
فرح الخلاص(يصدرها خدام وخادمات منتدى الفرح المسيحى) عدد شهر يوليو 2017
فرح الخلاص(يصدرها خدام وخادمات منتدى الفرح المسيحى) عدد شهر يونيو 2017
فرح الخلاص (يصدرها خدام وخادمات منتدى الفرح المسيحى) عدد شهر إبريل 2017


الساعة الآن 02:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024