|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25 - 04 - 2017, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: فرح الخلاص(يصدرها خدام وخادمات منتدى الفرح المسيحى) عدد شهر مايو 2017
بقلم:ولاء فاروق مرنم اسرائيل الحلو..داود النبى وقف الملك والألم يمزق قلبه ، والدم يقطر من أصابعه ، دم برئ طاهر ، ليست دمائه وليتها كانت ! و طفل رضيع مريض على شفا الموت يذكره بفعلته المريضة المشوهة و إمرأة يقتلها الحزن و العار ! هل من شئ يمكن أن يعيد النقاوة إلى يديه ! وقف ينظر إلى الخلف ، كيف كان يهبط دون أن يدري ، ينحدر دون أن يشعر ! سلماً زلقاً كان يهبط درجاته حتى الى قاع الرزيلة ! ---- درجات .. الهبوط . الخطوة الاولى .. إستقر الحال أخيراً في المملكة ، الأعداء يهابونها و الحدود مصانة ، الملك محبوب مرضي عنه من الله و الجيش قوي و القادة جبابرة ، وعندما إستراح الملك بعد عناء سنين و سنين ، و بعد أن قضى السنوات هارباً و تعرض لإهانات و خيانات ، ثم تعويضات روحية و صداقات ، أخيراً إستقر في مملكته و إستراح في بيت عظيم و في عاصمة قوية غنية إسمها أورشليم ، لم يعد هناك ما يشغل باله أو يقلق قلبه ، لم يعد الملك يخرج للمعارك بنفسه ، بل بعض الجيوش منتشرون في الجوار ، يحافظون علي الحدود و ينشرون الهيبة . و تفرغ الملك و إستراح ، فقام متكاسلاً عن سريره ، و تمشى بلا "هدف" على سطح بيته .. فرأى من على السطح ....!!!! -- إنه الفراغ ، أولى درجات الهبوط ! ليس الفراغ فراغ اليد عن العمل بل فراغ الروح عن الجهاد و السهر ! ظن الملك أن المملكة قد تخلصت من أعداءها ، كما نظن قلوبنا قد تتطهرت من الإثم .. فنتراخى .. نترك قلوبنا نظيفة مكنوسة .. و لكنها فارغة ! “مَتَى خَرَجَ ٱلرُّوحُ ٱلنَّجِسُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لَا يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي ٱلَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!».” **لُوقَا *11:24-26 * ---- الخطوة الثانية .. وبينما يمثل الفراغ "حالة " يختارها الملك لنفسه و عذراً مريحاً لضميره بعد فترة من العمل و الاجتهاد ، يمثل الشيطان " ظروفاً " متشابكة ، فخاً مخفياً ، إستغلالاً مناسباً لهذه الحالة .. يكمن كأسد ، أو كحية ! تمشى الملك على سطح بيته ، فرأى .. إمرأة تستحم ! إهرب اذاً أيها الملك ، حاول ضميره أن يصرخ ، حول نظرك أنظر الى السماء ، حول عقلك ، إفتح أذنك و إسمعني ، إنه فخ و شباك تلتف حول أقدامك ! إرفع عينك عنها الآن ! و لكن الملك لم يرفع عيناه و لم يفتح أذناه لضميره ، بل همس إبليس في أذنه " المرأة جميلة المنظر جداً" ، كما كانت الثمرة على الشجرة شهية للنظر جداً .. فإستسلمت عيناه في تكاسل .. نعم .. إنها جميلة المنظر جداً. إنه إبليس ، خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.” **بُطْرُسَ ٱلْأُولَى *5:8 * ---- الخطوة الثالثة .. و تقصى الملك و سأل معارفه ، من تلك المرأة التي تسكن بالجوار ؟ أليست "بثشبع " زوجة " أوريا" ؟ فأجابوه .. نعم ، وعندها إنتفض الضمير مؤكداً، متزوجة هي ، هلم بنا نبتعد ، هيا أيها الملك العظيم ، تذكر مكانتك و هيبتك ، سمعتك و صيتك ، أذكر الله في قلبك يا مولاي ، إنه يرى أفكارك و قلبك ، يرى الخطية الرابضة عند أعتاب بيتك ، يسمع فحيحها ، أنت قوي أيها الملك ، أنت تسود على أفكارك و شهوتك ! و لكن الملك تذكر ، تذكر سلطته وسلطانه ، و أمر فأطاعه خدامه .. فأرسل و أحضر المرأة من بيتها ، فدخل إليها و إضطجع معها ! إنها السلطة ، الإمكانيات . ----- الخطوة الرابعة .. سقط الملك سقطته العظمى ، و هدأ صراخ الشهوة التي كانت تئن في جوانب عقله . وظن الأمر زلة و إنتهت ، أو كبوة .. و لكل فرس كبوة ! ولكن ذلك الفخ الذي كان يبدو حفرة صغيرة ، إذ هو بئر عميق القاع ! و الإنسان وإن ظن نفسه متسلطاً متمكناً لا يحسب أبداً حساب كل شئ ! معركة خاسرة بين ذكاء الانسان و دهاء الشيطان ! الملك الذي ظن أن الامر عابر ، إذ المرأة تحبل ، و ترسل و تخبره ! نعم ، فزوجها في الحرب ، رجل شريف ، يحارب بإسم الملك و المملكة ! أما عن ضمير الملك ، فكان جريحاً متهاوياً ! ويرفع الشيطان يده عندئذ ، بعد إمضاءه الاخير و ختمه الخبيث ! لا تنتهي الخطية ببساطة .. دائماً إمضاء الشيطان " ما لم يكن محسوباً حسابه " الخطوة الخامسة هدأ الملك نفسه بعد صدمته الشديدة ، جلس يخطط للخروج من مشكلته . قديماً كان الله يفتح أمامة الطرق و يحل العقد و يزيح الصعاب ، كانت الخطط بيد الله الذي يدبر الأمور و يهزم الأعداء ، قديماً ، حين لم يكن هناك ما يفصله عن الله ، كانت الفخاخ تنكسر من تلقاءها بينما كان هو مطمئناً مستسلماً ينجو من شباك الصيادين بنعمة الله ! أما الآن .. عليه أن يهرب من وجه الله، عليه في هذه المرة أن يخرج من الفخ بذكاءه ! فكر .. يمكنه بسهولة أن يستدعى زوجها من جبهة القتال ، فيعود مشتاقاً لزوجته ، مرتاحاً في أحضانها ، ثم يرجع الى القتال. وتحل المشكلة، وتقول المرأة أن الحمل من زوجها ، ويفتخر الشيطان بذكاء الانسان !! و لكن الشيطان لا يحب الانسان و لا يفخر بذكاءه و لا يسعده إن نجا من فخ دون كسر ! الشيطان ينتظر ليشتكي و ليشمت ، ويسيل لعابه ليفترس ! وعاد الزوج الشريف من الجبهة بأمر الملك ، ووقف أمامه يطلعه أخبار الجيوش و مسار الحرب ، فيسمعه الملك بتملل ، و يصرفه من أمامه بتعجل " إذهب الى بيتك أطعم و إغتسل و أرتاح الى قلب زوجتك " ! وأمضى الملك ليلته متوتراً قلقاً. بينما الرجل الشريف يأبى أن يرتاح في بيته ! يستعف أن يدفأ في أحضان زوجته بينما الجيش في قتال و الجنود في خيام ! و يَهمس الخدم أذن الملك .. هوذا الرجل أمام البيت ينام حتى موعد العودة لجبهة القتال ! و يملأ الغيظ الملك ، لماذا يبدو الرجل شريفاً بهذا الشكل ؟! وفوجئ الملك إنه لم يعد يسر بالحق ! لم يعد سعيداً بولاء قائد بجيشه ، بل حانقاً من هذا الشرف و التعفف! أصبح الملك ( لا يسر بالشرفاء ) . ----------- الخطوة السادسة و بعدما أظهر الجندي الأمين الولاء الشديد لملكه و للجيش و للشعب ، و لم يستسيغ الراحة و التنعم ، أصبح أمام الملك خياران كلاهما مُرٌ ، طريقان كلاهما كرب ! أيندم و يتوب .. و يفتضح أم يداري فعلته بأي وسيلة . أي وسيلة ؟! ربما يموت زوجها قضاء و قدراً و ليستره الله ويتزوج المرأة ؟ ربما يموت الجنين دون أن يعلم أحد ؟ ولكن لا الزوج الشريف يموت و لا الجنين ! لابد للزوج أن يموت ،لابد للفضيحة أن تموت ! لابد أن يداري فعلته بأي ثمن ! و أصدر الملك أمراً لرئيس الجيش أن يكلف أوريا بأن يتصدر القتال ، ثم ، ليتراجعوا الى الخلف تاركينه في المواجهة . .. ماهذه القسوة الجامحة؟! ما هذه السلسلة المتشابكة الحلقات من الخطايا ؟ ما هذه الشهوة التي تلد خطية فتنشئ موتاً ؟! وكأنما الملك يغزل بنفسه شباكاً تلتف حول قدميه ، ويختار حكم الموت لنفسه ! وجاء رسول بالخبر ! و فرح الملك بالشر جداً، فرح بموت رجل تقي برئ ! عند الهبوط، درجات لا تنتهي ، حتى القاع . الخطية سلسلة .. تتنقل هبوطاً بين حلقاتها .. تفاجأ بها في القاع . الخطوة السادسة " الوسائل " ------ الخطوة السابعة وأمر رئيس الجيش أن يُخبر الملك بالهزيمة المؤقتة للجيش ، وفي هذه المرة ، لم يهاب الملك ، فقد إهتزت صورة الملك ! أصبح مكشوفاً أمامه و خطيته يعرفها جيداً. الملك العظيم أصبح مكسوراً أمام قائد الجند . أوصى القائد رسوله أن يخبر الملك بالهزيمة ، فإن غضب يسرع فيخبره أن " أوريا الحثي " قد مات ! للهبوط " سمعة " رديئة و " صيتاً " ملوثاً . فتتزعزع المكانة و تهتز الثقة ! --------- الخطوة الثامنة الخطوة الاخيرة في الهبوط.. ذلك التغير السافر في الشخصية . بعدما كان الملك يغار على نصرة الشعب ، بعدما كانت الارواح مهمة ، فجأة تبدلت آراءه لتناسب موقفه الجديد. أصبح يرى أنه لا ضرر من خسائر الحرب ، و لا يتألم لهذه الهزيمة و لا لمن مات من الابرياء لينعم هو بحياة بلا ندم أو فضيحة . برر لنفسه أن " السيف يقتل هذا و ذاك " و أعاد الرسول الى قائد الجيش يطمئنه أنه راض ، و يؤمد أمامه كم هو مستسلم للشر . و كم أعمت الشهوة و الخطية عيناه عن الندم . إنه القاع ، ( حين تصبح الخطية هينة و الإثم كالماء . ) ------- الغريب ، إنه في نهاية السلم الزلق للخطية يقف أب حنان ! يعد خطة أخرى للتوبة و تأديباً خاصة للإستفاقة ، و مساراً معداً للعودة ! مهما كان الإنحدار و مهما زل و سقط و كسر .. يقوده الرب نحو التوبة ! مهما تعددت وسائل الاغراء تتعدد أبواب التوبة .. هذا القلب الذي أحبه الرب يمكن إصلاحه و استعادته ليعود لداود مكانته .. مرنم إسرائيل " الحلو ". |
||||
|