منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 04 - 2017, 06:28 AM
 
ناردين Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  ناردين غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 995
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلد يسوع
المشاركـــــــات : 7,347

عندما يسلب الانسان الله
بقلم القس ميلاد يعقوب
هل يسلب الانسان الله؟، وكيف يمكن لانسان مخلوق ضعيف، ان يسلب الله القدير، ويسرق الخالق وينهب سيد الكون؟!... كيف يجرؤ انسان عاجز، على ان يسلب الهه وخالقه، وفي نفس الوقت يتابع دون خوف او رعب؟... لا نقدر ان نتفوه بهذه الكلمات، اي ان نقول ان الانسان يسلب الله، لو ان الكتاب المقدس لم يقل ذلك. فالوحي الالهي اعلن وجهة نظر الله، وقال بصريح العبارة متسائلا ومستغربا قائلا "أ يسلب الانسان الله؟" (ملاخي 3: 10). والمتكلم بهذه العبارة هو الله نفسه، ثم يجيب الله على هذا السؤال الخطير، ويقول لشعبه نعم "انتم قد سلبتموني"، وسرقتم المال الذي هو لي، ونهبتم ما ليس لكم.. وحين يتسائل الانسان مندهشا، ويقول لله كيف سلبناك؟، وبأية طريقة؟، يجيب الله "في العشور والتقدمات"..
فقد أمر الرب الخالق البشر، ان يعطوا عشورهم، اي عُشْر من كل ما يملكون، واضافة الى العشور تقدمات، ويأتون الى بيت الرب، ويقدّمون عشورهم وتقدماتهم، من دون تأخير او نقصان او تردد.. وعندما يتجاهل الانسان هذه الوصية الالهية والامر السماوي، يعتبر الله الانسان سارقا، يسلب الله نفسه.. وطبعا اراد الله ان يقول انه لن يرضى ولن يقبل ان يسلبه انسان، بل يصرّ الله على متابعة الموضوع، فيتعامل مع الانسان، ولن يتركه حتى يوفي الفلس الاخير . ومهما كانت الاعذار التي يمكن للانسان ان يقدّمها، الا ان الله يطالب البشر، شاءوا ام ابوا، ان يُعطوا عُشْر ما لديهم من كل شيء لبيت الرب وعمله وخدّامه (1 كو 9)....
ويدعوا الرب القدير الجميع، ان يأتوا بالعشور والتقدمات الى بيته، اي الى كنيسته لدعم عمله ولانتشار الانجيل البشارة الالهية لخلاص البشر. ويقول ايضا "ليكون طعام في بيتي" (ملا 3)، اي لدعم خدّامه، لأن "الرب أمرَ ان الذين يخدمون الانجيل يعيشون من الانجيل ايضا" (1 كو 9).. فلكي تذاع كلمة الله للخلاص والحياة الابدية ولغذاء المؤمنين، يجب تقديم العشور. ويقول الله "جرّبوني"، اي هاتوا العشور والتقدمات، وسترون البركات الروحية، التي سأمطرها عليكم، ان كنتم امناء في العشور والتقدمات.. ان الله رب الجنود يعد ان يفتح كل كوى السموات ويمطر البركات والاحسانات على شعب الله، ان كانوا امناء في العطاء. ومن جهة اخرى يؤكد الله ايضا ان السموات ستكون نحاس، اي دينونة وستمطر باللعنات والضربات، ما دام شعبه يتجاهل العطاء والعشور والتقدمات وبسخاء. ويقول الانجيل "ان المعطي المسرور يحبه الله" "ومغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ" (اعمال 20)، اي يكون الانسان سعيدا، اذا اعطى ودعم، وكان امينا في العطاء لعمل الرب.. ويؤكد سفر الامثال ان مَن يعطي بسخاء، سيحصد بسخاء، ومَن يمسك يده، سيفتقر".. فالعطاء هو زرع وغرس واستثمار، وما "يزرعه الانسان، ايّاه يحصد ايضا " (غلا 6). فمَن يزرع بسخاء، يحصد بوفرة، ومَن يزرع بالشح والبخل، لن يحصد شيئاً، بل سيموت جوعا، ويكون الرب ضده ويقاومه الله، ويكون تعيسا وقلقا وخائرا، اينما ذهب ومهما فعل.. وفي العهد الجديد في سفر الاعمال في الكنيسة الاولى، ومن دون ان يطلب الله ذلك، فالمؤمنون الاوائل عندما امتلئوا بالروح القدس والايمان واختبروا بهجة الخلاص، باعوا كل املاكهم، ووضعوها عند ارجل الرسل، واثقين بهم، مع ان القائد بين الرسل كان بطرس اي صياد سمك، غير معتبر من الناحية الاجتماعية. ولم يكن خافٍ على احد، انه هو التلميذ الذي انكر المسيح عند الصليب، ومع كل هذا، لم يجد المؤمنون الاعذار التافهة، بل اعطوا بسخاء كبير، وعندما اعطى حنانيا وسفيرة من ثمن الحقل الذي باعوه، لكنهم اخذوا جزئا منه الى انفسهم، نزل التأديب الالهي عليهما، وماتا في الحال (اعمال 5)... اما مؤمنوا هذه الايام، فيواظبون على الاجتماعات، ويرنّمون ويصلّون ويهتفون مع الموسيقى الدينية الصاخبة، ومع كل هذا، ورغم خلاص الله والحياة الابدية والرحمة الالهية والوصية الكتابية بالعطاء، الا ان معظمهم يتجاهل العطاء، ويسخر منه، وحين يعطي احد، يعطي بالبخل، ويريد الجميع ان يعرفوا عن عطائه، مع انه شحيح، ويتباهى انه اعطى لسنين طويلة.. لكن الكلمة الالهية واضحة لشعبه "انتم سلبتموني".. ما اصعبه من كلام، ومهما تجاهله البعض، الا ان الله مصِرّ على اخذ حقه الكامل، من كل واحد.. فما يجب ان يُعطى للانجيل وللعمل ولبيت الله، سيأخذه الله بشكل من الاشكال، مهما حاول الانسان ان يتجاهل الامر... ولا عجب ان الكنائس تعاني من ضعف روحي وضحالة روحية، منتشرة في كل مكان وعجز روحي وانحطاط وتدهور، وكلمات الوعظ اليوم بدون اي تأثير. كل هذا الفقر الروحي الذي يعاني منه شعب الله، يعود الى سبب واحد، عدم الامانة في العطاء، وسلْب الرب في العشور والتقدمات...فالذي يخلّصه الرب بقوة شديدة، تراه يصرف الاموال الكثيرة على نفسه وعلى عائلته، وعلى وسائل الراحة في بيته، اما في بيت الله فيعطي قروشا، ويهب الآخرين ما لا يحتاجه، ويتباهى بأقل عطاء، ولا يعطي الا اذا رأى الجميع عطاءه... ان للرب محاكمة مع شعبه، يظن الناس انه يمكنهم ان يخدعوا الله الذي يرى كل شيء، وكل شيء مكشوف امامه، ويرى القلوب والدوافع والنوايا، ويرى روح عدم التقدير وروح الأخذ دون عطاء، وروح الانانية. وعندما يطلب الرب منهم شيئا، يصابون بالصمم. فتح الجيب لدعم العمل الانجيلي بسخاء هو المفتاح للانتصار بعد الهزيمة. والعطاء يجب ان يكون اولا لخدام الرب ومعلّمي الكلمة والمبشّرين في كل مكان، وكل الذين ينادون بالانجيل. ومَن يتجاهل ذلك، لن يرضى الله عنه، حتى ولو صلّى طول النهار، وردد الآيات الانجيلية طول الليل ورنّم كل كتاب الترنيم. والعطاء بسخاء علامة على الايمان وعلى الامتنان لكل ما يعطاه الرب، وعلى الثقة ان الرب هو الذي يعطي
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عندما يصمت الله
عندما يصمت الله
عندما يصمت الله ولا تشعر بأي شئ...
عندما يصمت الله ولا تشعر بأي شئ
عندما يصمت الله و لا تشعر بأى شئ


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024