رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل مصير من ُيقدم على الانتحار النّار؟ ماذا تقول الكنيسة عن الإنتحار؟ هل مصير من ُيقدم على الانتحار النّار؟ لقد انتحر ابني وكتب في رسالته الوداعية إنه سيذهب إلى جهنّم بسبب فعلته إّلا أنه لا يملك خيارًا آخر. لقد اقترف الكثير من الأخطاء وأنا أخطأت بدوري في تربيته. أنا آسفة جدًّا. لا يستطيع أحدٌ تقدير الألم الرّهيب الذي يدفع الإنسان إلى الإقدام على هذه الخطوة المؤسفة وغير المبررة. لذلك لا يمكن لأحدٍ أن يحكم على إنسان دون أن يفهم الدّافع الذي أودى به لاختيار هذا المصير. يمكننا أن نتذكّر حياته ولكن لا يمكننا استعادتها كما ولا يمكن أن نفهم الألم الذي عاناه. هكذا تنظر الكنيسة إلى من يُقدم على الانتحار. تعلّمنا الكنيسة أن الانتحار هو خطأ فهو يتناقض ووصيّة الله الخامسة. الانتحار فعل يسير بعكس مفهوم محبّة الذّات ومحبّة الله واهب الحياة. نحن وكلاء على الحياة لا مالكين لها. إن الشّخص الذي ينهي حياته بإرادته ليس مخطئًا تجاه نفسه وحسب بل تجاه الآخرين الذين سيعانون ألم الخسارة والحيرة والحزن. لن تجدوا في هذه التّعاليم ما يتعلّق بهلاك النّفس في جهنّم. الكنيسة لا تنظر بعين الإدانة إلى من يُقدم على الانتحار بل بعين الشّفقة حيث تُقدّم القداديس وتُرفع الصّلوات على نية من قرر وضع حد لحياته. كما ويُدفن المعني بكرامة علمًا أنّه ومنذ فترة ليست ببعيدة كانت الجنازة المسيحية مرفوضة لمن يقوم بالانتحار. هذا وتدعونا الكنيسة إلى الصّلاة دائمًا لراحة نفس من أقدم على مثل هذه الخطوة. “يجب ان لا نيأس من خلاص الأشخاص الأبدي، إذا ما انتحروا، فالله يستطيع أن يهيّء لهم بالطّرق التي يعلمها الظّرف الملائم للندامة التي قد تخلّصهم. والكنيسة تصلي لأجل الأشخاص الذين اعتدوا على حياتهم الخاصة.” (تعليم الكنيسة الكاثوليكية 2282) وفي أيامنا الحالية هناك إنكار أيضًا لعدم قدرتنا على فهم الألم الذي دفع بالشّخص للإقدام على مثل هذا العمل. نحن نفترض أن من يختار أن يُنهي حياته يقوم بذلك بكل حرّية دون أن يعاني من إضطرابات نفسية أو مرض ما. والأسوأ من ذلك الهروب من مسؤولية تفهّم الألم. كما قال ابنك في رسالته الأخيرة هو لم يكن يرى أي مخرج آخر. إن الكنيسة تحثّ ذوي المُنتحر على معرفة وفهم الألم الذي سبب هذا الفعل الموجع. والنّظر إلى الأمام لا إلى الماضي. النّظر إلى الألم الذي ينتابنا ويجرح قلب الآخرين خصوصًا عندما لا نرى أي إشارة أو نسمع أي نداء للمساعدة. لماذا نتجنب الحديث عن الألم الدّاخلي؟ لماذا لا نشعر بألم الآخرين ولا نستطيع رؤية هذا الألم في أعينهم؟ لمذا ننفق الملايين من الدّولارات على المسكّنات بدل تشجيع المعني بمناقشة مشكلته مع شخص يثق به والبتّالي التخفيف عن كاهله؟ طريقة التّفكير هذه هي قسم من ردّ التّعاليم المسيحية على مأساة الإنتحار. أعتقد أن هناك نوع من غموض يلتف حول الإنتحار. للأسف فإن المحيطين بالمنتحر لا يستطيعون قراءة أفكاره وهو لا يستطيع بالمقابل طلب المساعدة منهم. مجدّدًا إنّه الألم غير المتوقع. تعلّمنا الكنيسة من خلال اللّيتورجيا. وفي قضيّة الانتحار تشدّد اللّيتورجيا على الرّحمة الإلهية حيث نقرأ في المزمور :”103 كبعد المشرق من المغرب أبعد عنّا معاصينا كما يترأف الأب على البنين يترأف الرّب على خائفيه… أمّا رحمة الرّب فإلى الدّهر والأبد على خائفيه، وعدله على بني البنين.” لا تزال الكنيسة ومن خلال التّعاليم تتحدّث عن وجود جهنّم إلّا أنها تضع في يد الله هوية من يدخل إليها. وفي هذه الحالّة تؤخذ القرارات الإلهية بعد تصفيتها عن طريق الرّحمة. إن إنتهاء حياة أحدهم بطريقة مأساوية لا يعني أبدًا أن النّفس ستعرف مأساة أبدية في الحياة الثّانية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لم تطفئ النّار لكنّك كنت معهم فيها |
لا يكافحون النّار بالنّار |
كلمات من نور ( النّار الإلهيّة |
الفتية الثلاثة في أتون النّار |
الفتية الثلاثة في أتون النّار |