الغيرة هو أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب، ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح في نفس الوقت بنموها.إن القليل من الغيرة يفيد الطفل، فهي حافز يحثه على التفوق، لكن الكثير منها يفسد الحياة، ويصيب الشخصية بضرر بالغ. مسببات الغيـرة:
نوع البيئة التي نشأ بها الطفل، وبالذات البيئة التي تقارن / تفرق / تفضل بين طفل وأخوته في البيت. إن التفرقة أو التفضيل بين الأخوة يلمسها الطفل من خلال نوع وكمية الطعام المُعين لكل طفل إضافة إلى نوع اللعب المقتناة، إعطاء رعاية أكبر لطفل وليد أو مريض أو متفوق في العائلة، طبيعة الحوار (الصرامة، الليونة، الرحمة) نسبة إلى بقية أخوته.
نظرة الطفل الخاطئة إلى ذاته وهي النظرة المخدوعة عن النفس والتي تضخم الأمور وتؤولها (خدعة)، وتحجب الحقيقة.
خيانة الثقة الأبوية وهنا يشعر الطفل أو يعتقد بأن أهله خانوا علاقة محبتهم له والتي عهدها معهم من قبل.
نتائج الغيـرة:
القلق والاضطراب بسبب فقدان الأمان.
الأنانية، لا يستريح لنجاح غيره.
الميل إلى الانزواء والانطواء.
المرارة والشفقة على الذات، الغضب وعدم المغفرة.
التمرد و العدوانية والإحساس باللذة في إيذاء ومشاكسة الآخرين وبالذات أخوته.
قلة القيمة الذاتية، بسبب التربية أو النظرة المخدوعة إلى النفس، النظرة السلبية إلى النفس وإلى الحياة.
واجب الوالدين لمنع الغيرة بين الأبناء:
في حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه. إضافة إلى تهيئة الطفل إلى حادث الولادة.
عدم المقارنة الصريحة بين الأخوة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها مزاياها واستعداداتها الخاصة.
تنمية الهوايات المختلفة بين الأخوة كالموسيقى والرسم والفنون والعمل في الحديقة أو التسوق... وبذلك يتفوق كل في ناحيته وتقل المقارنة.
المساواة في المعاملة بين الأخوة لمنع الغرور والعدوانية بينهم.
عدم إعطاء أمتيازات كثيرة إلى الطفل المريض مما يؤدي إلى كراهية هذا الطفل.
دراسة نفسية الطفل لمعرفة سبب الغيرة (جذر المشكلة) لمعالجته.
تجنب القسوة وسوء المعاملة.
الصلاة من أجله.
أمثلة من الكتاب المقدس:
غيرة قايين من أخيه هابيل والتي أدت به إلى العدوانية والقتل والتمرد على الأبوين وعلى الله.
غيرة عيسـو من أخيه يعقوب والتي أدت به إلى المرارة والشفقة على الذات، ألغضب وعدم المغفرة، لكن إلى حد معين لأن مغفرته لأخيه واعتذار أخوه منه حلَ المشكلة.
غيرة أخوة يوسف من أخيهم (بسبب التفرقة وتفضيل يوسف عليهم من قبل أبوهم يعقوب)، والتي أدت بهم إلى العدوانية إلى حد النفي أو القتل. بالتأكيد أن يد الله القديرة كانت تعمل في الخفاء مع يوسف ومعهم أيضاً وانتهت المشكلة بالمغفرة ولخير الجميع.
ونحنُ نعلم إن الله يعمل سويةً مع اللذين يحبونه لخيرهم في كل شيء، أولئك اللذين دعاهم حسب قصدهِ.