رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بلا شك كلنا نعلم هذه القصة انه عندما صُلب الملك المسيح صُلب مع لصين. إحداهما عن يساره والأخر عن يمينه و كان الكهنة والجند وأيضا الشعب يعيرانه و يستهزؤوا به و قال له احد اللصين " «أن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا!»" يمكن لما بتقرأ هذه الكلمات المُقدسة بتلوم كثيرا هذا المُذنب, ولكن لو تأملت ملياً في حياتك الشخصية كم من مرات بيكون فعلك مثله وتصنع سيناريو لله لكي يتصرف مثلما يحسن في عينيك وليس كما يحسن في عينيه, تنتظر ما ترجوه من الله بفكرك أنت دون انتظار حكمة الله. كم من مرات لا تثق في محبة الله الشخصية لك؟؟ وكم من مرات تشك في قدرته؟ وكم من مرات بالرغم من انك تأكدت من محبته لك ومن قدرته ولكن لا تثق في حكمته انه صاحب الكلمة الأخيرة في كل شيء وموجود في المشهد دائما... أحبائي .. نحن نريد أن الله يعمل ما نريد بأسلوبنا نحن وليس كما هو يريد وبأسلوبه وبحكمته هو.. نريد أحبائي في معظم الأحيان حلولاً سريعة نشعر بها فوراً وننظرها بالعيان.. كم من مرات تذمرت علي الله كما فعل ها اللص المُعلق؟؟ كم من مرات تحدثت مع نفسك "أين هو الله.. الله ليس بموجود" بالرغم انك حضرت مئات المرات الكنيسة في أسبوع الآلام ولكن جاء الوقت يا صديقي .. دعنا نتخيل سوياً لو كان المسيح فعل مثلما فكر اللص المذنب؟ وخلص نفسه من الصليب ولم يُصلب وكان انتصر علي الجنود في مشهد عجيب؟؟ أكيد اللص كان سيفرح فرحاً كبير بهذا الحل السريع المُرضي الذي يُظهر فيه القوة.. ولكنه كان لا يعلم أن ابن الله مستمر في هذا الذل و الهوان لأجله ليس لينقذه من الصليب الخشبي المصلوب عليه ولكن لينقذه من صليب الخطية.. ليس هذا فقط بل ليحرره تماماً من سلطانها, والكثير والكثير من امتيازات الصليب له.. دعني أسألك يا صديقي كم من مرات فعلت مثله. وانتظرت الله أن يأتي ويحل المشكلة كما ترغب وبالأسلوب الذي توده, وان لم يفعل كما تريد, تبدأ رحلة تذمرك عليه أو استسلامك وليس تسليمك له؟؟!!!! من فضلك تأمل وامكث عند الصليب واعرف كيف تتعامل مع الله؟ وتعلم ثقافة العتاب (لوقا7) واترك فرصة للروح القدس انه يجدد ذهنك لكي يغيرك عن شكلك وتتحرك سفينة حياتك في اتجاه مشيئته.. حان الوقت يا صديقي قبل فوات الأوان... لا تقرأ هذه السطور دون أن تأخذ قرار. + الصليب مدرسة .. فالهروب منها ضياع للمستقبل.. + بقدر ما يزداد تأملنا في الصليب بقدر ما تتعمق شركتنا ومعرفتنا للرب يسوع. تابع معنا عين مختلفة أخرى ترى الصليب بزاوية أخرى...(عين الموضوع القادم هي عين المصلوب الاخر التائب) وكما تأملنا في عين المُصلوب المُجدف كيف رات الصليب, نشجعك انك تشاركنا بعينك كيف رأت الصليب من خلال قراءتك لمشهد الصليب.. صلي كثيرا والصلاة الناجحة هي التي تحصل فيها علي شيء من الله. + الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظره عابرة، بل أن نتملى ونشبع منه الصليب بعيون المصلوب الأخر التائب تأملنا امس في موقف احد الاثنين اللذان صُلبوا مع يسوع وكيف كان الصليب بعيونه, وكيف هذا المُذنب نظر إلى الصليب منتظراً أن يكون الصليب كما يحسن في عينيه هو وليس كما يُخطط الله بحكمته,, كيف لم يعترف بخطئه و لم يتنازل عن كبريائه ويعترف بعجزه أمام قوة الله, ومحبته, فحكم علي الأمور حكماً سريعاً, أما لو تأملنا كيف كان اللص الأخر ينظر إلى الصليب, فنظر إلى الصليب بعيون خاصة جداً جداً بعكس كل العيون السابقة.. فأولاً: رأى في الصليب عدل الله وهذا يظهر عندما قال " أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله» "لوقا 41:23 فأعترف بخطئه فلم يكن متكبراً ومكابراً مثل الأخر.. ثانياً: لم يسكت عن الحق على عكس بيلاطس (راجع حلقة الصليب بعيون بيلاطس) ولكنه انتهر الأخر قائلاً: " أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ " لوقا 40:23 من الممكن أن يكون الأخر صوت داخلي أو خبرات سابقة أو صوت من عدو الخير أو تشويش خارجي أو مفاهيم مغلوطة ترسبت داخلك.. يا تُرى لما تمكث عند الصليب اليوم ستظل بنفس الفكر أم ستنتهر أي أفكار سلبية تُبعدك عن الصليب, ثالثاً: امن بالرب يسوع, فلم يكتفي أن ينتهر اللص الأخر ولكن اعلن إيمانه بالله, كم من مرات نسمع عظات بالكنائس ثم نسمع و نسمع دون أن نأخذ قرار,, الحياة قرارات يا عزيزي,, والإيمان إعلان قلبي بتسليم دفة الحياة كاملة الأن إلى الله فالله لا يريد مالك ولا أعمالك ولا بعض الفروض دون أن تعطي له قلبك " يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي. "أمثال 26:23 أي تُعطي له إرادتك. رابعاً: لم يكتفي اللص بالإيمان القلبي بل اعلن ذلك بلسانه مجاهرة لم يخجل أو يفكر ماذا يقول عنه اللص الأخر؟ ولكن بكل تواضع ممزوج بقوة بالإيمان ليسوع " «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». " لوقا42:23 كم من مرات تخجل من تقديم إيمانك والاعتراف بيسوع الحي بكل مجاهرة, كم من مرات تكسل أن تحرك شفتيك لكي تُكلم الله.. صدقني لو مكثت عند صليب حبه بتواضع وإيمان ستُكلم المسيح شخصيا كما فعل هذا اللص التائب فلم يلتفت لأي مشهد أخر ولا لأي شخص, و لم ينتظر أو يأجل, لكنه اخذ الخطوة مسرعاً فتنعم بمتعة الوجود في حضرة الملك المسيح.. يا عزيزي تأمل جيداً هناك الكثير من العيون شاهدت الصليب, وكان هناك اقرب شخصين إلي الصليب اللصان اللذان صُلبا مع يسوع فواحداً عن يمينه والأخر عن اليسار وبالرغم من انه صليب واحد ومن قرب مسافتهما لكن كل شخص نظر اليه بعين مختلفة وكانت النتائج مختلفة تماماً, يا تُرى أنت ستنظر له بأي عين.. واعرف جيداً أن كل الأحداث التي تحدث سواء من اضطهادات أو حرق أو تفجير أو تكسير أو حروب أو خصومات.. الخ سببها واحد أوحد ألا وهو أن يبعدنا عدو الخير لكي لا نمكث عند الصليب ونأخذ من الله غفراناً وتجديد ذهن ورعاية ونستمتع بحضرة رب المجد يسوع ونتألم معه لكي نتمجد أيضا معه.. هل تقدر أن ترى الصليب بعين اللص التائب حتى لو اضطر الأمر إلى أن تُصلب معه؟ + الصليب هو مكان تطابق النفس مع الله " مع المسيح صلبت ". يا تُرى يا صديقي هل ترى الصليب؟؟؟؟ هل أنت مشغول بالصليب؟؟؟؟؟؟؟ وان كانت إجابتك بنعم فبأي عيون ترى هذا الصليب؟ + الصليب لا يجب أن ننظر إليه نظره عابرة ، بل أن نتملى ونشبع منه . تذكر أن حياتك قرار.. قف بجوار الصليب أيها الجندي الجبار سنغلبُ عن قريب ونرجعُ بالانتصار |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنظروا بعيون يسوع |
الصليب بعيون يهوذا الإسخريوطي |
الصليب بعيون بيلاطس |
الصليب بعيون مختلفة |
الصليب بعيون بطرس |