رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يمسك الجلاّدون بالمطرقة والمسامير وكأنَّها مُحمَّاة في أتون الجحيم، وبدون اعتناء يدقّون المسامير في أقدس وأطهر يدين وقدمين، وتنهال ضربات المطرقة الثقيلة الَّتي تهز القلوب، لتشهد في أُسلوب مرعب عن خطايا البشر وغضب الله. لقد غاصت المسامير فتدفَّقت دماء القُدّوس من يديه ورجليه، شقّت المسامير صخرة خلاصنا ففاضت بماء الحياة، وعندما نفذت في جسد البار ثقبت الصك الَّذي كان ضدنا مسمّرة إياه بالصليب، ودخلت في رأس الحيّة القديمة المدعوة إبليس، فأهلكتها وأبادت سلطانها، فيسوع كما قال مار يعقوب السروجيّ: " بسط ذراعيه على الصليب كالأغصان، ونثر أثماره في الأرض الميِّتة، بمسامير يديه ثقب مرارة الحيَّة الَّتي تُسمَّى التنين، لئلا تملأ الأرض بغشَّها المرذول ". وأخيراً انتهت مأساة التسمير، وها هم يستعدون لرفع الصليب من على الأرض، لينتصب مرتفعاً إلى السماء، وقد تمَّ ذلك بتقريب الصليب من حُفرة كانت قد حُفرت له، ويمسك رجال أقوياء بحبال رُبطت بقمَّة الصليب ويجذبونها بقوّة، والصليب يرتفع إلى أعلا حاملاً الذبيحة عليه إلى أن ينتصب، وهكذا ترفض الأرض الملعونة بقسوة رئيس الحياة من عليها وتلفظه مـن فوق سطحها!! |
|