رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صباحى والإخوان.. وجها لوجه الهجوم الإخوانى على حمدين يثبت أنه أصبح زعيما للمعارضة و«الجماعة» تعتبره خطرا عليها فى المستقبل القريب الهجوم «الإخوانى» الشديد والفج على حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، له أسبابه عند الإخوان، ولكنه فى ذات الوقت يبدو هجوما كاشفا لطبيعة المشهد السياسى فى مصر، ويبدو معبرا عن خريطة القوى السياسية والاجتماعية الجديدة -القائمة أو التى ما زالت تتشكل بعد- فالمشهد الآن يبدو فيه الإخوان المسلمون متوجين على رأس مؤسسات الدولة -مجلس الشعب المنحل ومجلس الشورى ومؤسسة الرئاسة فضلا عن الحكومة التى ستتشكل قريبا- بما يعنى أن الإخوان المسلمين يشكلون الآن السلطة الحاكمة بالفعل، ومن الناحية الأخرى يبدو المجلس الأعلى للقوات المسلحة مشاركا فى السلطة بدرجة أو أخرى، بما يعنى أن هناك صراعا سياسيا ربما يستمر لفترة قادمة، وربما ينتهى الأمر بتحالف -أو حتى اتفاق- بين الطرفين وهو السيناريو الأقرب للتحقق. على الجانب الآخر تبدو هناك قوى جديدة تتشكل على الأرض فى مواجهة الطرفين معا -الإخوان والمجلس العسكرى- هذه القوى يبدو حمدين صباحى هو الرمز الأهم لها حتى الآن، فهو حتى هذه اللحظة صاحب السبق فى ما يتعلق بتشكيل «الكتلة المصرية» تلك التى تدافع عن مدنية الدولة والحريات العامة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، ولا ترى أن القوتين اللتين فى السلطة الآن -الإخوان والعسكر- تعبران عنها. ومن هنا كان صباحى هدفا لهجوم إخوانى غير إخلاقى وغير مسبوق، فالرجل يمكن القول الآن إنه يعبر عن المعارضة الحقيقية للسلطة الحاكمة، والرجل يمتلك برنامجا سياسيا ووطنيا حاز على أصوات الملايين فى الانتخابات الرئاسية، وهو فى ذات الوقت يحمل مشروعا سياسيا مناهضا للمشروع الإخوانى الذى يحمله الرئيس الجديد محمد مرسى، وبالتالى أدرك الإخوان أن حمدين يمثل خطرا حقيقيا عليهم فى المستقبل وأنه الأقرب لمنافستهم فى أى انتخابات رئاسية قادمة، فضلا عن أن مشروع «التيار المصرى» إذا تشكل بشكل جاد خلال الفترة القادمة ستكون له حظوظ جيدة فى أى انتخابات برلمانية قادمة، هنا بدا صباحى خطرا حقيقيا على الإخوان المسلمين وعلى الرئيس الجديد، وهنا كان الهجوم المنحط على «زعيم المعارضة» يبدو بالنسبة إلى الإخوان مشروعا ومنطقيا. الأمر الأهم أن أى هجوم سياسى من السلطة الحاكمة -أى سلطة- على المعارضة -أو العكس- أمر وارد ومشروع، لكن عندما يتحول الأمر من مجرد هجوم فى إطار الصراع السياسى إلى هجوم بغرض «حرق الرجل واغتياله سياسيا»، فإن الأمر يتعدى المساحة العادية للخلاف السياسى، ويتحول إلى انتهازية ووضاعة سياسية، وهو أمر لا يختلف كثيرا عن هجوم نظام مبارك الساقط على الدكتور محمد البرادعى أو الدكتور أيمن نور وغيرهما، فلم يكن هجوم النظام الساقط على هؤلاء يدخل فى إطار الخلاف السياسى، بل كان يتم بقصد الاغتيال السياسى الذى وصل إلى حد التشهير الأخلاقى والتشويه المعنوى للأبناء والعائلة، وهو نفس الأمر الذى يتكرر مع صباحى الذى يتهمه الآن الكاذبون بأنه كان يرغب فى أن يصبح نائبا لأحمد شفيق، وأنه باع الثورة وغيرها، من التهم التى تعبر عن أصحابها ممن يتحدثون عن الدين والشريعة. صباحى باختصار الآن هو زعيم المعارضة للحكم الدينى والحكم العسكرى، وصاحب المشروع الوحيد المطروح فى مواجهة مشروع مرسى والشاطر، لذلك يدفع ثمن معارضته لنظام كنا نظن أنه سيختلف عن سابقه على الأقل فى طبيعة تعامله مع معارضته، ولكن خاب ظننا للأسف. التحرير |
|