رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد كان منظر يسوع وهو يسقط على الأرض رهيباً! وهو يكشف عن ثِقل خطايا البشريّة، ومن هول المنظر أخذت النساء اللواتي كن يتبعنَ يسوع من بعيد ينُحنَ، إذ شعرنَ بالإثم الفظيع الَّذي ارتكبه رجالهن في حق يسوع. ها قلوبهن تذوب لأنَّ الملك لم يبقِ منه سوى شبح إنسان، فقد هجم عليه الخنزير الوحشيّ في الغابة المُظلمة ومزّق جسده بأنيابه السامة، والآن هو يسير ملطَّخاً على أوراق السنين المتساقطة. إنَّ صوته لن يأتي مع الفجر إلى نوافذهن ليوقظهن مع نسيم الصباح، لقد أفلت ذاك الَّذي كان صوته وقيثارته توأمين، يسوع الَّذي كانت المرارة تتحوّل على شفتيه إلى شهد عسل حلو ولذيذ. لقد بكت النسوة لأنَّ الحياة في نظرهن قد مات! أمَّا الرب فيرفض دموع النائحين عليه، ويعد دموعهن بلا جدوى، لأنَّ يسوع لم يكن ضرساً مسوَّساً في فم البشريّة ولا سبيل إلاَّ استئصاله لترتاح من أوجاعها، فهو الَّذي استطاع في كل المواقف وتحت وطأة الآلام الشديدة أن يُظهر هدوءاً تاماً، ولهذا يلتفت إليهن وهن يشاهدن آلامه وسيل دماءه في إشفاق ويقول: " يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ " (لو28:23). وفي هذه الكلمات توبيخ لهن ولمن ينحصر تعظيمهم للصليب في إظهار العواطف الَّتي نصيبها الرفض، فالمسيح لا يقبل النوح لأجله لأنَّه يجتاز الألم بإرادته، ففي استطاعته لو أراد أن يقف أمامنا بتاجِ مجدٍ، فالأفضل أن نبكي على أنفسنا معترفين بأننا مستوجبون الموت الأبديّ، الَّذي شاء الرب برحمته أن يرفعه عنَّا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تشجع العروس بنات أورشليم بحماس إذ تصف لهم صلاح العريس |
يسوع يعزى بنات أورشليم |
أيها المصلوب-بقلم بنات أورشليم |
المسيح يعزى بنات أورشليم |
بنات أورشليم |