كأس آلالم

[walaa farouk]

كأس آلامك هي كأسي فكيف شربتها عوضاً عني؟
لقد عبر المسيح عن آلامه بأنها كأس سوف شربها! ولا شك أن كل ما مُزج في الكأس كان مقدَّراً لنا من قِبل العدل الإلهيّ بسبب خطايانا، فكأس الألم الَّتي شربها المسيح كان يجب علينا أن نشربها، والآلام الَّتي وقعت عليه كانت ستقع على طبيعتنا الفاسدة، وما لقيه من عذاب كُنَّا سنناله كجزاءٍ عادل لشرورنا.
لكنَّ المسيح حمل خطايا البشريّة في جسده المُقدَّس وحرقها على مذبح الصليب بنار الغضب الإلهيّ، فأوفي العدل الإلهيّ حقَّه، وبهذا قد أكمل الفداء وأتمَّ الصُلح، وأصبح الآن " لا شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذينَ هُم في الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ " (رو1:8)، فيسوع البار الَّذي لم يفعل خطيّة ولم يوجد في فمه مكر، صار خطيّة لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه، والشجرة الوحيدة الخضراء المُثمرة الثمر الجيِّد بين البشر، وضعت عليها الفأس وقُطعت من أرضنا، لكي تُثمر شجرتنا الَّتي جفت وأفسدتها الخطيّة.
وهذا يدل على محبّة الله وحكمته، لأنَّه بكأس ألم شربها المسيح كانت نهاية آلام البشريّة! وأيَّ إنسان لم يرتشف من كأس حُبِّه في إحدى كاساته؟! أيَّ زهرة لم يسكب الصباح قطرة من الندى بين أوراقها؟!