رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من يوم ما فتحت عنيا ع الدنيا وصرختي بتوجع فيا، الأولى صرخت محتاجة الآمان اللي يشبه آماني جوا رحم أمي، والتانية صرخت، محتاجة للكيان اللي يشبعني ويغلفني برعايته ، وفضلت عنيا مفتوحة ومترقبة بتلقط كل همسة، وكل حركة، زي الرادار مظبوطة على إشارات الحنية والاحتواء. وبعد شويةإشارات توكيد الذات، والثقة بإني إنسان وموجود. ولما كبرت حبتين واتعلمت أتكلم لاقيتني محتاجة كوكتيل عجيب من المشاعر، بحلقت في امي وابويا وعمي وكل اخواتي ..قرايبي واصحابي وكنت باقلدهم وشوية باعاندهم. ومشيت وانا شايلة سلال من الاحتياجات، اللي فيهم مليانة، واللي فيهم فاضية، لكن طول ما انا لسه محتاجة وبدور على اللي يملاها تبقا هي لسه فاضية. وبقيت في اعدادي ومكملة لغاية 18 سنه بدور ع اللي ناقصني، وبقيت محتاجة اتسمع واتصدق واتفهم لكن محصلش... وصرخت بعلو صوتي ياعالم .. يا ناس إسمعوني، قدروني، لكن كأنهم ما بيسمعوش.. فمشيت أدور تاني وتالث وعاشر.. بدور على ناس بتسمع لكن سلالي فضلت فاضية. وعشت حياتي كدا مركزة أوي في احتياجاتي وفي الوجع اللي بيهاجمني لما سلة منهم تفضى مركزة في الزلزال اللي بيخضني لما سلة الأمان أو الحب تقرب تفضى.. وتعبت أوي.. تعبت من كتر المشاوير والتدوير على مين وفين أو ازاي أملاها.. "اشتغلت كتير ومليت جيوبي لكن لسة سلالي فاضية وروحي عطشانة" وتعبت اكتر لما لاقيت ناس حواليا عايشين وشبعانين ومش مشغولين بالشكل دا بالسلال بتاعتهم وفكرت أسألهم وافهم منهم انتوا ازاي كدا هاديين ومن الآمان والحب والقبول شبعانيين!!!؟؟؟ وياترى بتروحوا فين ولمين تملوا سلالكم؟ لكنهم استغربوا كلامي جدا وقالولي إحنا جوانا خزانات مش سلال، خزانات ماليانة من زمان ومش بتفضى وعايشين عليها على طول صدموني بكلامهم.. طيب ليه أنا معنديش خزان ماليان على طووووول؟وليه شوية سلال مخرمة وما بتتمليش؟ وازاي عايشين كدا مش بيدوروا ولا مشغولين!!! قالولي إنتي شاغلة بالك بيها ليه ؟ أهالينا زمان مالوها لينا مش انتي كمان كدا؟ أيوة هم مالوهالي.... لكن.. مالهوهالك إيه ياترى؟ إحكلنا كدا بالتفصيل قولتلهم مالوها حب، بس كانوا دايما يحطوا معاه حاجات تانية، مالوها آمان بس بعد ما كنت افضل اصرخ، أو أعيا.. مالوها قبول بس لما كنت بجيب الدرجات النهائية أو أسمع الكلام زي الشطورة او للسرير بدري أنام. ملوها حنيه لكن معاها كان في فراق وسفر ووداع. يعني أفتكر مثلا إن بابا مكنش بيحضني إلا وهو مسافر، أو لما كان بيرجع لينا.. وهو كان مسافر على طووووول. مالوها تشجيع لكن كان معاها دايما مقارنة عجيبة بابن الجيران وفلان وعلان. مالوها كمان بضرب وإهانات بس فهموني إن دا تشجيع وتحفيز للنجاحات... مش هي دي نفس الحاجات اللي مالية خزاناتكم؟ ردوا عليا أصحابي مصدومين وقالولي: مش هي ... كل اللي اتملا جواكي كان مشروط وقاسي، إللي يملا الخزان حب بلا شروط قبول بلا شروط أمن وآمان... وبعد ما خلصوا كلام ملاني حزن وضيق ومابقيتش عارفة أعمل إيه دا بحر غويط من الاحتياجات وسلالي مخرومة .. أجيب منين خزانات واملاها ازاي انهاردا وانا فوق التلاتين.. أنا ياما مليت وماشبعتش لكن ع العكس اتعورت ووسعت خروم سلالي أكتر. أنا تعبت من حياة كلها بحاول فيها أسدد احتياجاتي وياريتني قدرت أسددها.. هو أنا هاعيش كدا؟ هو أنا هافضل أدورعلى عمري اللي ضاع مني في عيون الناس؟ هافضل أشحت القبول والحب لحد إمتى؟ لحد إمتى هاقدم تنازلات يمين وشمال!! طيب أعمل إيه؟ أسكت صرخات احتياجاتي ازاي.. وفي عز يأسي خطر على بالي سؤال تاني.. سألت نفسي هو انتي عايشة ليه ولمين؟ عايشة بتعملي إيه؟ بتاخدي بس؟ ماتحبيش تدي؟ ولو فكرت أساعد غيري هاجيب منين حب ليهم؟ ولو فكرت أخلف هاقبل ابني ازاي بلا شروط؟ ساعتها حسيت بخوف ورهبة عظيمة وصوت جوايا بيقوللي صدقي.. هاتقدري، أُخرجي برة نفسك شوية، ارفعي عينك من عليها حبه، وفكري، العالم كبير دوري، دوري على ناس بلا مأوى تطبطبي عليهم بلا مقابل، دوري على طريقة تزرعي بيها خير خلص من جوا القلوب.. بلاش كل دا: دوري على حلم ضايع جواكي وماكملش، على بذرة زرعتيها في يوم وماترويتش.. وبلاش تسيبي حبال اليأس تشدك لبير الاكتئاب. ركزت مع الصوت اكتر ولمعت جوايا أفكار اكتر وصدقت صوتي اللي قاللي هاتقدري .. جريت على أوراقي وقلمي وفضلت اكتب واكتب.. كل وجع وكل حيره كل تنهيده جديدة وافتكرت كمان إني برسم وإني لما بتوجع بقدر أترجم الوجع لخطوط تلمس قلوب ياما وترويها. ولسه بدور جوايا على معنى أكبر يشدني على ينبوع صافي يرويني، ينبوع برتوي منه لما بسقي عطشانين، لما بقرر أشوف المحتاجين.. طاقة جبارة بتملاني لما برسم ضحكة على وش التعبانين بنسى فيها تعبي واحتياجي.. لا مش بنسى اقصد بسدد احتياجي. وبرغم الاحتياج واحتياج فوق احتياج عايشة بدور على معنى لوجودي على حلم يملا كياني ويرفع عيني برة حدودي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
برغم الألم |
الاحتياج مش حب |
ولم يبتعد عنك برغم كلّ شيء. |
الاحتياج |
الاحتياج ورسائل الاحتياج |