رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يغفر للزانية "وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ قَالُوا لَهُ: "يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟" قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الْأَرْضِ. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَّوَلاً بِحَجَرٍ!" ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الْأَرْضِ. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الْآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: "يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟" فَقَالَتْ: "لَا أَحَدَ يَا سَيِّدُ". فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: "وَلَا أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضاً" (يوحنا 8:3-11). ذهب المسيح إلى أورشليم، ودخل الهيكل. وأخذ يعلّم ويشرح للجمهور أمور ملكوته الروحي. وبعد قليل حصلت ضجة بين الحاضرين، لأن جماعة من علماء الدين طلبوا أن يفسح لهم الجمع الطريق ليصلوا إلى المسيح، وهم يجرُّون امرأة تعيسة أُمسكت في زنى. وتظاهروا في ريائهم المعهود بغيرة كاذبة على شريعة العفة، وباحترام كاذب للمسيح، إذ طلبوا حكمة في أمر يتعلق بشريعتهم الدينية المقدسة، ولقبوه بأكرم ألقابهم أي "معلم في الدين" وأوقفوا المذنبة في الوسط أمام الجمهور، وطلبوا منه أن يحكم: "هل تُعامل بمقتضى شريعة موسى فيرجمونها؟". كانت الحكومة الرومانية قد منعت المحاكم الدينية اليهودية من الحكم بالإعدام. فإن حكم المسيح برجم هذه الخاطئة يخالف النظام السياسي الحاكم، ويغيظ كثيرين من الشعب الذي تعوَّدوا التساهل في الأحكام. وإن حكم بعدم رجمها، يفتح لهم باباً واسعاً لينتقدوه أمام الشعب كمخالفٍ لشريعتهم المقدسة. وبما أنهم يعلمون كيف تصرَّف أمامهم قبلاً بشريعة السبت، حاسباً ذاته أعظم من موسى، وغير مقيَّد بشريعته، كانوا يأملون أن يتصرف بذات الطريقة في شريعة الزنى أيضاً، فيهيّجون عليه كل من تهمُّه المحافظة على العفة والآداب الصحيحة. فقالوا له: "موسى يقول كذا وكذا. فماذا تقول أنت؟" كأنهم يعترفون له بحق مخالفة أحكام موسى، لو شاء. وانصرفت أفكار المسيح من هذه المذنبة إلى طالبي رجمها، وهم أعظم منها إثماً، لأنه لم يكن يقبل أن يتساهل مع الظالم والخبيث. فكان جوابه الأول أنه انحنى وصار يكتب بإصبعه على الأرض، ليعطي سائليه فترة للتفكير. ولما تابعوا السؤال أجابهم قانونياً ما معناه: حسب شريعتكم متى ثبت جُرم الزنى على امرأة، فالشهود هم الذين يجب أن يبدأوا أولاً برجمها، وأنتم الشهود. ثم أن العدل يقضي بأن الذي يخطئ أولاً يُجازى أولاً. فالذي منكم خالف شريعة العفة قبل هذه المرأة، لا يحق له أن يطلب قصاصها قبله، فليبتدئ برجمها البريء منكم لا غيره. ثم انحنى ثانية وصار يكتب بإصبعه على الأرض، فانسحبوا خجلين منكسرين، وخرجوا بالترتيب الذي دخلوا به حسب رتبهم: الشيوخ أولاً ثم الآخرون، حتى لم يبق منهم أحد، فإن الضمير يصيِّرنا جميعاً جبناء. يُرجَّح أن التلاميذ والجمهور لم ينصرفوا مع الشاكين، بل انتظروا النتيجة في أمر المرأة التي بقيت واقفة في الوسط. واتّجه فكر المسيح الآن إليها، لأنه أتى ليطلب ويخلِّص ما قد هلك. "أين أولئك؟ أما دانك أحد؟" وأجابت: "لا أحد يا سيد". قال لها: "ولا أنا أدينك. إذهبي ولا تخطئي أيضاً". بقوله: "ولا أنا أدينك" تصرف قانونياً، لأن هروب المدَّعين والشهود قبل استجوابهم يُسقط الدعوى، فليس في قوله هذا أقل تساهل مع الخطيئة التي اتُّهمت بها. ولما كان المسيح يكره الخطيئة ويحب الخاطئ، كان يسهل للخطاة أن يتركوا خطاياهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يُعلم يسوع بانَّ الله لا يمكن ان يغفر لمن لا يغفر لأخيه |
المسيح يخلصنا أي يغفر خطايانا |
المسيح يغفر للزانية |
دم المسيح على الصليب: يغفر الماضى |
السيد المسيح يغفر الخطايا |