أؤمن، أؤمن، أؤمن

[walaa farouk]

أؤمن أن النور يُبيد الظلمة، وبدونه يفقد الوجود ظله.
أؤمن أن الأماكن المظلمة والشقوق والمناطق المختفية، هي شغل النور الشاغل، هي هدفه ومبتغاه.
أؤمن أن سكارى الليل، والمهمشين، والضالين، لهم بالأخص قد أُرسل النور.
أؤمن أن النور يكره الظلمة، ويحب التائهين في أغوارها، يكره الضلال، ويحب الضالين، يكره العبودية، ويذوب في عشق المستعبدين..أؤمن أن الظلمة ما هي إلا غياب للنور
أؤمن أنه في طريق العودة، فكل المشاعر مباحة، اليأس مباح، والخوف مباح، والفشل مباح، والحزن مباح، والضلال مباح، والبكاء مباح، والجرح مباح. أن لا يعودوا فهذا فقط الغير مباح.
أؤمن أنه وفي طريق العودة، تذرف العيون الدموع، ودموعها لا تُفقد، بل تُجمع كالطيب في أغلى وأثمن القوارير. وتسيل دماء الجراح، ولا تُترك لتنزف حتى الموت، بل لها سامري صالح يضمدها ويشفي نزيفها.
أؤمن أنه وفي طريق العودة، لا محاولات عابثة، ولا أشواق مفقودة، ولا قيام وسقوط غير محسوب. الكل معدود ومُحصى بما فيها دقات خفق القلوب.
أؤمن أنه وإن ماتت الإرادة وأنتنت القلوب ورثاها الجميع، فكلمة من نور تُقيم الإرادة من كفنها، تُزيل عفنها.
أؤمن، أؤمن، أؤمن، أن النور سيجد بذرته المدفونة في الطين، سيجد بحاره الضال في محيط بلا شواطئ. سيجدهم ولن يرده شيء.
من اجل صهيون لا اسكت ومن اجل اورشليم لا اهدا حتى يخرج برها كضياء وخلاصها كمصباح يتقد .. إش ٦٢

💝