03 - 04 - 2017, 11:33 AM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: فضفضه شبابيه (متجدده)
اقتُل الغضب قبل أن يقتلك في الحياة اليومية، وبالذات في الحياة الزوجية، الغضب يُنافس الشهوة في قتل الحياة النفسية والسلام العائلي. وأعتقد أن الغضب هو عدو أسوأ من الشهوة. إنه يُحطِّم العلاقات الأخرى في الحياة الإنسانية والاجتماعية. ويوجد عند بعض الناس طاقة غضب أكثر مما يظنون، لأن الغضب له من وسائل التنكُّر والتمويه الشيء الكثير. وحينما تتدخل قوة الإرادة في إخفاء الغضب، يتخفَّى الغضب تحت السطح، بينما تصطك أسنان النفس بالغيظ. وقد يظهر ذلك في شكل دموع تبدو وكأنها أكثر أذية وألماً من الغضب الظاهر. لكن النفس بحيلها تعلَّمت بأن هذه أفضل طريقة لردِّ الأذيَّة بأذى أكبر. وقد يظهر الغضب في شكل صمت، حينما يعزم الإنسان ألاَّ يهاجم. ولكن هذا الصمت قد يخفي الغضب وراء نقدٍ شديد، وتصحيح قاسٍ لأخطاء مزعومة لِمَن يعيش معك وحولك. وقد يُعكِّر هذا النوع من الغضب المتخفي سلام وراحة كل أفراد العائلة. وهذا النوع من الغضب ينصبُّ على ويؤذي الأشخاص الذين لا يعرفون مصدر هذا النكد الحاصل في البيت من الشخص الغضوب. وقد يتحصَّن الغضوب ببعض الآيات في الإنجيل ما يُبعد عنه شُبهة الخطأ. فالمسيح نفسه غضب في الهيكل (مر 3: 5)، والقديس بولس يقول: "اغضبوا ولا تخطئوا" (أف 4: 26 - وإن كانت الترجمة الحديثة للكتاب المقدس ترجمتها هكذا: "وإذا غضبتم فلا تخطأوا"). ولكن المُشاهَد أن الغضب الحميد نادرٌ جداً بين الغضوبين وحتى لدى الكاملين. وهذا هو السبب الذي دفع القديس يعقوب الرسول أن يقول في رسالته: "... ليكن كل إنسان مُسرعاً في الاستماع، مُبطئاً في التكلُّم، مُبطئاً في الغضب؛ لأن غضب الإنسان لا يصنع برَّ الله" (يع 1: 19و20). كما يقول بولس الرسول: "فأريد أن يُصلِّي الرجال في كل مكان، رافعين أيادي طاهرة، بدون غضب ولا جدال" (1تي 2: 8)، وأيضاً: "ليُرفع من بينكم كل مرارة، وسخط، وغضب، وصياح، وتجديف، مع كل خبث"؛ ثم يُعطي علاج الغضب: "وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين، متسامحين، كما سامحكم الله أيضاً في المسيح" (أف 4: 31و32). وعلاج الغضب يظهر في آية رسالة يعقوب السابق ذِكرها: الإبطاء في التكلُّم، والإسراع في الاستماع، لأن معظم حالات الغضب تنجم عن الإسراع في الكلام (سواء من الغضوب أو من المغضوب عليه). وكذلك الإبطاء في الاستماع، لأن الغضوب إذا استمع إلى خصمه جيداً، فغالباً سيتوقف عن الغضب عليه! لذلك، فإن أعظم المعارك في حياتنا اليومية هي معركة "كفُّوا عن الغضب"، وليس فقط التحكُّم في مظاهره. ولكي تنتصر في معركة الغضب هذه نزوِّدك ببعض وصايا الإنجيل: 1. تمعَّن في حقِّ المسيح في أن يغضب، ولكن تبصَّر في كيف تحمَّل الصليب في صمت دون غضب أو عراك ليمنعه، إنه آية ما بعدها آية في احتمال الألم بشكر. فهل أنت لك نفس هذا التصرُّف نحو الصليب. لأنه لهذا السبب، أنت دُعيِتَ لتصير مسيحياً، فلأن المسيح تألَّم من أجلك، فقد ترك لك مثالاً حتى تقتفي آثار خطواته في تحمُّل الألم (1بط 2: 21). 2. تمعَّن في حقيقة كم من الخطايا التي تُغضب الله قد سامحك الله عليها ولم يغضب عليك، وكم أظهر لك رحمة بدلاً من غضب. فكُن لطيفاً نحو الآخرين الذين تغضب عليهم، على زوجتك أو ابنك أو ابنتك، شفوقاً، متسامحاً كما سامحك الله أيضاً في المسيح. 3. تبصَّر في خطاياك وتعدِّياتك، وانزع العارضة الخشبية التي في عينك. لماذا تجيد النظر والتفحُّص في ذرَّة الخشب التي في عين أخيك، ولا ترى الخشبة الكبيرة التي في عينك، ما يدفعك إلى الغضب عليه؟ أو كيف تقول لأخيك: إني أغضب عليك محبةً لك لكي أنزع ذرة الخشب من عينك، وأنت معميٌّ بسبب لوح الخشب الذي في عينك أنت، ويقول لك المسيح: "يا مرائي، أخرِجْ أولاً لوح الخشب من عينك، حتى يمكنك أن تُبصر ذرة الخشب المتناهية في الصغر التي في عين أخيك لتُخرجها" (مت 7: 3-5). اسأل أحد أطباء العيون كيف يُعالج عين مريض أصابه "رايش" دخل في عينه؟ 4. تفكَّر جيداً في أنك إذا لم تكفَّ عن الغضب، فإنك ستُعطي للشيطان مكاناً بارزاً ومتيناً في نفسك، وفي بيتك، وفي نفوس زوجتك (أو زوجكِ) وأولادك وبناتك؛ كما يقول بولس الرسول: "اغضبوا ولا تُخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم، ولا تُعطوا إبليس مكاناً" (أف 4: 26و27). 5. تبصَّر في حماقة التضحية بنفسك، أي بإصابتك بالآثار المدمرة العديدة للغضب: بعضها آثار روحية، والبعض الآخر عقليٌّ، والبعض جسديٌّ، والبعض الآخر يصيب علاقاتك بالدمار. لا تكن "حكيماً، في عينيِّ نفسك. اتَّقِ الرب، وابْعِِدْ عن الشرِّ. فسيكون في هذا شفاءٌ لجسدك، وشدة لعظامك" (أم 3: 7و8). 6. لا تتوانَ ولا تتأخر عن الاعتراف بخطاياك أمام أب اعترافك، وإن أمكن لِمَن غضبتَ عليه أيضاً، فهذا عمل شفائي سرِّي تصحبه نعمة كبيرة لك. لذلك "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلاَّت، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفَوْا" (يع 5: 16). 7. ليكن غضبك مفتاحاً تفتح به سجن كبريائك وإشفاقك على نفسك، لتنطلق من عبوديته وتخرج إلى حرية المحبة والمغفرة. + "المحبة تتأنَّى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ. ولا تُقبِّح (غيرها)، ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتدُّ ولا تظن السوء. ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. المحبة تحتمل كلَّ شيء، وتصدِّق كلَّ شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط أبداً" (اقرأ أصحاح المحبة في رسالة كورنثوس الأولى - الأصحاح 13 كله). 8. تذكَّر أن الله يعمل على أن يوفِّر لك كل ما هو لصالحك، طالما أنت تثق في نعمته الآتية حتماً. وعدوُّك سيكون سبباً لكل خير لك، إذا رددتَ عليه بالمحبة. وتاريخ المسيحية 21 قرناً أصدق شاهد على ذلك، تمثَّل بالآباء الشهداء والقديسين الذين عاشوا بالمحبة قبلك. + "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوُّون حسب قصده" (رو 8: 28). + "احسبوه كل فرح، يا إخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة. عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبراً. وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء" (يع 1: 2-4). وأخيراً، 9. تذكَّر أن الله سوف يحكم بالعدل في قضيتك، ويسدِّد كل ديونك، ويعوِّض كل خسائرك، بسبب محبتك، أكثر مما تظن أو تفتكر. وسيردُّ لك الرب أضعافاً، ويُبرئ ساحتك بصليب ابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا. + "لا تنتقموا لأنفسكم، أيها الأحباء، بل أعطوا مكاناً للغضب (الإلهي، أي لدينونة الله)، لأنه مكتوب: لي النقمة (أي الانتقام)، أنا أُجازي، يقول الرب" (رو 12: 19). + "الذي إذ شُتِم، لم يكن يشتم عِوَضاً. وإذ تألَّم، لم يكن يُهدِّد، بل كان يُسلِّم لِمَن يقضي بعدلٍ" (1بط 2: 23) وهذه هي شهادتنا المسيحية للعالم الذي حولنا، وليس من شهادة أخرى سواها. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تلميذ السيد المسيح قوته متجدده بالرب |
مجرد فضفضه في زمن الكورونا |
فضفضه مع ابويا السماوى |
نصايح شبابيه كل يوم (متجدده) |
فضفضه شبابيه |