07 - 07 - 2012, 04:34 AM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الزارع (1) الزراعة واحدة من أهم وأشهر مهن الكتاب المقدس. وهي أول مهنة كُلِّف بها الإنسان منذ كان في الجنة وبعد أن طُرد منها (تكوين2: 15؛ 3: 23). بل أن الله شرّفها بأن كان أول من قيل عنه أنه غرس، وما أروع ما غرس «وَغَرَسَ الرَّب الإلَهُ جَنَةً فِي عَدْنٍ» (تكوين2: 8). ونظرًا لأهمية الزراعة في زمن كتابة الكتاب المقدس، وكذلك لاتساع مجالاتها نجد مسميات عديدة يتسمى بها العاملون بالزراعة (في مراحلها المختلفة) من ضمنها: الزارع (متى13: 3)، الفلاح (1أخبار26: 10؛ يعقوب5: 7)، عامل الأرض (تكوين4: 2)؛ الفاعل وجمعها فعلة (متى9: 37)، الحارث أو الحرَّاث (عاموس9: 13، 2تيموثاوس2: 6)، الكرّام (متى21: 33)، الحاصد وجمعها الحصّادين (يوحنا4: 36؛ راعوث2: 6)، البستاني (يوحنا20: 15)، الغارس والساقي (1كورنثوس3: 4). وسنتكلم عن بعضها في مرات متتالية إن أذن الرب. ولنبدأ بأكثر هذه المسميّات شهرة وهو مُسمّى شرّفه الرب بأن نسبه لنفسه إذ قال: «اَلزارعُ الزرْعَ الجَيدَ هُوَ ابْنُ الإنْسَانِ» (متى13: 37). ولعل أول ما يجب أن نذكره هنا هو المثل الذي بدأه الرب يسوع بالقول «هُوَذا الزارعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ» (اقرأ المثل في متى 13: 3-9؛ وتفسيره في 18-23). في هذا المثل نرى الزارع خارجًا يحمل بيده مبذر الزرع، (مزمور126: 6)، وباختصار تقابل مع 4 نوعيات من التربة تتكلم عن طرق استقبال القلب لكلمة الله: 1- الطريق: وهي ممرات وسط الحقل تصلّبت من جرّاء دوسها بالأقدام فما عادت تستقبل البذار أصلاً. وعن هذا يقول المسيح «يَسْمَعُ... وَلاَ يَفْهَمُ، فيَأتِي الشريرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ». احذر حين تسمع أو تقرأ كلمة الله لئلا يخطف الشرير الكلمة منك فلا تفهم رسالة الله لك. 2- الأرض المحجرة: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَحَالاً يَقبَلُهَا بفَرَحٍ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أصْلٌ فِي ذاتِهِ بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فإذا حَدَثَ ضِيقٌ أو اضْطِهَادٌ مِنْ أجلِ الْكَلِمَة فحَالاً يَعْثرُ». تذكر أن عمل الله الحقيقي يبقى في القلب. 3- وسط الشوك: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة، وَهَمُّ هَذا الْعَالَم وَغُرُورُ الْغِنَى يَخنُقانِ الْكَلِمَة فَيَصِيرُ بلاَ ثمَرٍ». ما الذي يخنق تأثير كلمة الله في .. 4- الأرض الجيدة: «َهُوَ الذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الذِي يَأتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ». أصلي أن تكون من هذا النوع الرائع، وأن يكون ثمرك كثيرًا لمجد الله. .................................................. .................................................. .............................................. الزارع (2) الكلام عن الزارع والزرع في الكتاب المقدس كثير، ومليء بالدروس المفيدة. وهاك القليل من كثير. فالزرع يعلِّمنا الاجتهاد، يقول الحكيم «فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ؛ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو:هَذَا أَوْ ذَاكَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً» (جامعة 11:6). مبدأ سارِ المفعول في كل دروب الحياة:اعمل باجتهاد، صباحًا ومساءً، فلا بد أن تجني ثمرً.وما أحلى أن نطبِّق هذا بالأولى على أمورنا الروحية، فنهتم بكل ما ينمي حياتنا الروحية، ونبذل كل الجهد في خدمة السيد. وعلى من يريد أن يزرع ألا يتلمس الأعذار والحجج للكسل لأن «مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ» (جامعة 11:4). فالذي ينتظر أن تكون الريح (أي الظروف) مواتية، حتى يبدأ عمله لن يبدأ في الغالب، ولن يحصد بالتالي.وعلينا ألا ننسى للحظة أن «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ» (مزمور 126:5)، وفي كل ما نفعله للرب لا بأس بقطرة عرق أو دمعة ألم إن كان سيعقبها فرح غزير وأبدي. كما نتعلم مبدأً هامًا من الزراعة، حين يوصي الناموس بالقول «لا تَزْرَعْ حَقْلكَ صِنْفَيْنِ... لا تَحْرُثْ عَلى ثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعا» (تثنية22:9 ، 10). والمعنى هنا يمكن بسهولة أن نقرنه بقول الرسول بولس «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ»؛ فراقب صداقاتك وعلاقاتك يا صديق «لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ » (2كورنثوس6:14 ، 15). ثم يأتي القول الأشهر والأهم حين يقول الكتاب «لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً» (غلاطية 6:7). وهل يحتاج إلى تعليق؟! اعلم أن كل ما تفعله هو زرعة ستجني ثمارها بعد زمن، وإن كان طويلاً. فإن زرعت مثلاً درسًا للكتاب، سيثمر معرفة أعمق لله، أما إن زرعت شهوة فستُنبت خطية تمرمر حياتك إذ تدفع ثمنها غاليً. فلا تزرع إلا ما تحب أن تجني ثمره. واسمع النصيحة «اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِالْبِرِّ. احْصُدُوا بِحَسَبِ الصَّلاَحِ.احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثاً، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ» (هوشع 10:12). عصام خليل |
||||
|