وقف المسيح عند هذا الرجل على فراشه، وتفرَّس فيه، وسأله سؤالاً ظاهره بسيط، يبيّن اهتمام هذا المعلم الغريب القادم من الجليل بخبر هذا العليل الذي يجهله قال له: "أتريد أن تبرأ؟"
كان يمكن أن يستخفَّ هذا الرجل بهذا السؤال الفضولي من غريب، لكنه احترم المسيح وكشف له أمره .. لا بد أنه تأثر من هيئة المسيح، كما تأثر من صوته، فاحترمه وأجابه: "يا سيد، ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء، بل بينما أنا آتٍ، ينزل قدامي آخر". علَّق المسيح أمر الشفاء على إرادة هذا العليل. والمسيح يوقف دائماً وأبداً أمر خلاص النفس على إرادة الخاطئ.. يسأله: "أتريد أن تَخْلُص؟" لقد أعلن الله صريحاً أنه هو يريد خلاص الجميع، ومع ذلك يبقى على الخاطئ أن يريد، وإلا فالخلاص لا يتم..
كان هذا الرجل قد حدَّد لنفسه كيفية الشفاء الذي يطلبه، فأتاه الشفاء على صورة تخالف تصوُّراته المتعلِّقة بالشفاء فإن كنت تنتظر ملاك يشفيك فهوذا أعظم منه هنا .. ومنه نتعلم أن نأخذ المعرفة اللازمة للخلاص من تعاليم المسيح، وليس من تصوُّراتنا السابقة ولا من غيرنا من البشر..