رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي قصة العهد القديم؟ الجواب: في البدء كان الله. وقام الله لمسرته بخلق الزمن والكون بسلطان كلمته وصنع شيء من لا شيء. وفي اليوم السادس من الخليقة، خلق الله شيئاً فريداً: وهو الإنسان – رجل وإمرأة – مخلوقين على صورته. وعندما خلق الله أول شخصين ذكراً وأنثى، فإنه أسس بهذا عهد الزواج (تكوين 1-2). وضع الله الإنسان وزوجته في جنة عدن، وهي بيئة مثالية، وأعطاهما مسئولية العناية بالجنة. وسمح لهما الله أن يأكلا من كل ثمر الجنة ماعدا شجرة معرفة الخير والشر التي كانت محرمة بالنسبة لهما. وكان لهما الخيار، إما طاعة الله أو عصيانه، ولكن الله حذرهما أن الموت سيكون نتيجة العصيان (تكوين 2: 15-17). وفي ذات الوقت، تمرد ملاك عظيم إسمه لوسيفر ضد الله في السماء. وتم طرده مع ثلث الملائكة من السماء. جاء لوسيفر إلى الجنة حيث كان آدم وإمرأته. وهناك أخذ شكل حية وأغرى حواء، المرأة الأولى، بعصيان الله وأكل الثمرة المحرمة. قال لها أنها لن تموت وأن الثمر في الواقع مفيد لها. صدقت حواء الأكاذيب وأكلت من الثمر. ثم أعطت زوجها، آدم، وأكل منها هو أيضاً. على الفور عرف الزوجين أنهما إرتكبا خطأ. وشعرا بخجل وضعف وعري. وإختبئا عندما جاء الله للبحث عنهما (إشعياء 14: 12-15: تكوين 3). بالطبع وجدهما الله. وأصدر حكمه. فقد لعن الأرض بسبب الإنسان: فلا تعود تعطي ثمرها بسهولة؛ بل يجب أن يتعب الإنسان لإنتاج المحاصيل. وقد لعن المرأة بآلام الولادة. ولعن الحية بالزحف في التراب من ذلك الوقت. ثم أعطى الله وعداً: في يوم ما، سيولد من إمرأة من يحارب الحية. وسوف يسحق رأس الحية، رغم أنه سوف يجرح أثناء ذلك. ثم قام الله بذبح حيوان وصنع ملابس من جلده للزوجين الخاطئين قبل أن يطردهما من جنة عدن (تكوين 3: 15-19، 21). إستمر الصراع بين الخير والشر في العائلة الأولى. فقام قايين أحد الأبناء، بقتل هابيل أخيه، ولعنه الله بسبب ما فعله. وولدت حواء إبناً آخراً إسمه شيث (تكوين 4: 8، 25). بعد عدة أجيال إمتلأت الأرض بالشر. وتفشى العنف وعدم إحترام الله. فقرر الله أن يدمر شر الإنسان ويبدأ من جديد. نال شخص إسمه نوح، من سلالة شيث، نعمة من الله (بركة الله لغير المستحقين). وأعلن الله لنوح أنه سوف يرسل طوفاناً عظيماً لتدمير الأرض، وأعطى نوح تعليمات لبناء فلك للنجاة من الطوفان. قام نوح ببناء الفلك، وعندما جاء الوقت، جعل الله كل أنواع الحيوانات تدخل إلى الفلك. وتم إنقاذ هذه الحيوانات مع نوح وعائلته. ودمر الطوفان كل الكائنات الحية الأخرى على الأرض (تكوين 6-8). بعد الطوفان، بدأ نوح وعائلته في إعادة إعمار الأرض. وعندما بدأ نسلهم في بناء برج لأنفسهم في تحدي لله، قام الله ببلبلة ألسنتهم. فتفرق سكان الأرض وفقاً للغاتهم وإنتشروا على وجه الأرض (تكوين 11: 1-8). جاء الوقت لكي يبدأ الله في تنفيذ خطته بمجيء من يسحق الحية إلى العالم. كانت الخطوة الأولى هي خلق شعب خاص لنفسه. فإختار رجلاً إسمه إبراهيم وزوجته سارة لكي يكونا بداية جنس جديد من البشر. دعا الله إبراهيم ليترك بيته وقاده إلى أرض كنعان. ووعد الله إبراهيم أن يعطيه نسلاً لا يحصى يمتلكون أرض كنعان. كما وعد أن يبارك ذرية إبراهيم، ومن خلالهم يبارك كل أمم الأرض. ولكن كانت المشكلة تكمن في كبر سن إبراهيم وعقم سارة. ولكن إبراهيم صدّق وعد الله فحسب الله له إيمانه براً (تكوين 12: 1-4؛ 15: 6). وفي الوقت المعين، بارك الله إبراهيم وسارة بولادة إسحق إبنهما. وكرر الله وعده بكثرة النسل والبركة لإسحق. ولد لإسحق توأمين، عيسو ويعقوب. إختار الله يعقوب لكي يرث البركة الموعودة وغيَّر إسمه إلى إسرائيل. كان ليعقوب/إسرائيل إثنا عشر إبناً صاروا رؤساء أسباط إسرائيل الإثني عشر (تكوين 21: 1-6؛ 25: 19-26؛ 28: 10-15؛ 35: 23-26). إنتقل يعقوب وكل عائلته من كنعان إلى مصر نتيجة حدوث مجاعة عظيمة. وأعطى يعقوب أبناءه بركة نبوية قبل موته. فوعد يهوذا بأنه سيأتي ملك من نسله تكرمه كل أمم العالم. وزاد عدد عائلة يعقوب في مصر، وظلوا هناك 400 سنة. بعد ذلك خشي ملك مصر أن يزيد عددهم إلى حد لا يعود يستطيع السيطرة عليهم، فإستعبدهم. ثم أقام الله نبياً إسمه موسى، من سبط لاوي، لكي يخرج شعب إسرائيل من مصر ويعيدهم إلى الأرض التي وعد بها الله إبراهيم (تكوين 46؛ 49؛ خروج 1: 8-14؛ 3: 7-10). صاحب الخروج من مصر معجزات عديدة عظيمة، بما فيها شق البحر الأحمر. وبعد أن خرج شعب إسرائيل من مصر بسلام، نصبوا خيامهم عند جبل سيناء، حيث أعطى الله موسى الناموس. وكان الناموس الذي يتلخص في الوصايا العشر هو أساس عهد صنعه الله مع شعب إسرائيل: سوف يباركهم إذا حفظوا وصاياه، ولكن إذا كسروا وصاياه سوف تحل عليهم اللعنات. وقد وافق شعب إسرائيل على إتباع ناموس الله (خروج 7-11؛ 14: 21-22؛ 19-20). بالإضافة إلى وضع قانون أخلاقي، فإن الناموس حدد دور الكاهن ورسم كيفية تقديم الذبائح كفارة عن الخطايا. فالكفارة تكون فقط عن طريق سفك دم ذبيحة بلا عيب. كذلك وصف الناموس بالتفصيل كيفية بناء خيمة الإجتماع المقدسة حيث يسكن حضور الله ويتقابل مع شعبه (لاويين 1؛ خروج 25: 8-9). بعد أن تسلم موسى الشريعة، قاد شعب إسرائيل حتى حدود أرض الموعد. ولكن الشعب خافوا من سكان كنعان المحاربين وتشككوا في مواعيد الله فرفضوا الدخول إليها. فأرجعهم الله إلى البرية عقاباً لهم، حيث أجبروا على التوهان مدة 40 سنة. في هذه الفترة دبر الله، في نعمته، الطعام والشراب للشعب كله (عدد 14: 1-4، 34-35؛ خروج 16: 35). مات موسى في نهاية الأربعين سنة. وكانت واحدة من نبواته الأخيرة تتعلق بمجيء نبي آخر مثل موسى يجب أن يسمع له الشعب. إستخدم الله يشوع، خليفة موسى، لقيادة شعب إسرائيل في دخولهم إلى أرض الموعد. فدخلوا إليها بناء على وعد الله بألا يقف في وجههم أي من أعداءهم. وأظهر الله قوته في أريحا، التي كانت أول مدينة يصلون إليها، وجعل أسوار المدينة تنهار أمامهم. وقد أنقذ الله، في نعمته ورحمته، زانية آمنت به إسمها راحاب، من الدمار الذي أصاب أريحا (تثنية 18: 15؛ يشوع 6). على مدى السنوات التالية نجح يشوع وشعب إسرائيل في طرد غالبية الكنعانيين، وتم تقسيم الأرض على الأسباط الإثني عشر. ولكن إحتلال الأرض لم يكن كاملاً. فبسبب عدم الإيمان والعصيان، فشلوا في إتمام المهمة وظلت مجموعات متفرقة من الكنعانيين في الأرض. كان لهؤلاء الوثنيين تأثير على شعب إسرائيل إذ بدأوا في تبني عبادة الأوثان في إنتهاك صريح لشريعة الله (يشوع 15: 63؛ 16: 10؛ 18: 1). بعد موت يشوع، إجتاز شعب إسرائيل في أوقات مضطربة. كانت الأمة تنجرف إلى عبادة الأوثان، وكان الله ينزل عليهم الدينونة في شكل إستعبادهم لأعدائهم. وكان شعب الله يتوب ويدعو الرب طلباً للمعونة. فيقيم الله قاضياً لتدمير الأوثان، ويجمع الشعب، ويهزم الأعداء. ويسود السلام لفترة، ولكن بعد موت القاضي، كان الشعب يعود إلى عبادة الأوثان، وتتكرر الدورة من جديد (قضاة 17: 6). كان صموئيل هو آخر القضاة، وكان نبياً في نفس الوقت. وفي زمنه، طالب شعب إسرائيل أن يكون لهم ملك يحكم عليهم مثل باقي الأمم. وأعطاهم الله ما طلبوه وقام صموئيل بمسح شاول كأول ملك على إسرائيل. ولكن شاول كان مخيباً للآمال. ولأنه عصى الله، أزاله الله من السلطة. ثم إختار الله داود من سبط يهوذا لكي يملك بعد شاول. ووعد الله داود أن يأتي من نسله من يملك على عرشه إلى الأبد (صموئيل الأول 8: 5؛ 15: 1، 26؛ أخبار الأيام الأول 17: 11-14). ملك سليمان إبن داود على أورشليم بعد موت داود. وفي أثناء ملك إبن سليمان حدثت حرب أهلية وتم تقسيم المملكة: وسميت المملكة الشمالية إسرائيل، والمملكة الجنوبية يهوذا. وحكمت سلالة داود مملكة يهوذا (ملوك الأول 2: 1؛ 12). كان لمملكة إسرائيل سلسلة متصلة من الملوك الأشرار. فلم يحاول أي منهم أن يطلب الرب أو أن يقود الأمة وفقاً لشريعة الله. فأرسل الله الأنبياء لتحذيرهم، ومنهم إيليا وأليشع صانعي المعجزات، ولكن أصر الملوك على شرهم. وأخيراً، جلب الله الأمة الأشورية ليدين بواسطتها مملكة إسرائيل. قام الآشوريين بترحيل غالبية شعب إسرائيل، وكانت تلك نهاية المملكة الشمالية (ملوك الأول 17: 1؛ ملوك الثاني 2؛ 17). كان لمملكة يهوذا نصيبها من الملوك الأشرار، ولكن من فترة لأخرى كان بينهم ملك يتقي الله ويحبه ويسعى لكي يحكم وفقاً لشريعة الله. وكان الله أميناً لوعوده وبارك الشعب عندما تبعوا وصاياه. وقد حفظ الله الأمة أثناء الغزو الآشوري وفي مواجهة التهديدات والمخاطر الأخرى. في ذلك الوقت، كان النبي إشعياء يعظ ضد خطايا يهوذا وتنبأ بالغزو البابلي. تنبأ إشعياء أيضاً بمجيء خادم الرب – الذي يتألم من أجل خطايا شعبه ويتمجد ويجلس على عرش داود. وتنبأ النبي ميخا بميلاد المسيا في بيت لحم (إشعياء 37؛ 53: 5؛ ميخا 5: 2). بعد ذلك، سقطت أمة يهوذا في عبادة الأوثان. فجلب الله البابليين ليدين يهوذا بواسطتهم. شهد النبي إرميا سقوط أورشليم وتنبأ بعودة الأسرى اليهود من بابل إلى أرض الموعد بعد 70 سنة. تنبأ إرميا ايضاً بعهد مستقبلي لا تكون الشريعة فيه مكتوبة على ألواح حجرية، بل في قلوب شعب الله. هذا العهد الجديد ستكون نتيجته غفران الله للخطايا (ملوك الثاني 25: 8-10؛ ارميا 29: 10؛ 31: 31-34). إستمر السبي البابلي 70 سنة. وقد خدم الأنبياء دانيال وحزقيال في تلك الفترة. تنبأ دانيال بقيام وسقوط أمم عديدة. كذلك تنبأ بمجيء المسيا، أو مختار الله، الذي يموت من أجل الآخرين (دانيال 2: 36-45؛ 9: 26). بعد سقوط بابل في أيدي فارس، تم إطلاق اليهود لكي يعودوا إلى يهوذا. وقد رجع الكثير من اليهود إلى بلادهم لإعادة بناء أورشليم والهيكل. قاد نحميا وعزرا هذه المجهودات بتشجيع من الأنبياء حجي وزكريا. وتضمنت إحدى نبوات زكريا وصفاً لملك يأتي في المستقبل ويدخل إلى أوررشليم متواضعاً، وراكباً على حمار (نحميا 6: 15-16؛ عزرا 6: 14-15؛ زكريا 9: 9). ولكن لم يرجع كل اليهود إلى يهوذا. فقد إختار الكثيرين البقاء في بلاد فارس، حيث إستمر الله في رعايتهم. وصارت فتاة يهودية إسمها إستير ملكة فارس وكان لها دور رئيسي في إنقاذ حياة كل اليهود في المملكة (إستير 8: 1). كتب ملاخي السفر الأخير في العهد القديم. وتنبأ أن الرب سيأتي إلى هيكله، ولكن قبل مجيئه سوف يقوم رسول آخر بإعداد طريق الرب. هذا الرسول سيكون مثل إيليا في القديم. وقد مرت 400 سنة بعد نبوة ملاخي قبل أن يتكلم الله مباشرة مع الإنسان مرة أخرى (ملاخي 3: 1؛ 4: 5). إن العهد القديم هو قصة خطة الله لفداء الإنسان. وفي نهاية العهد القديم، صار لله شعب فريد مختار يدرك أهمية الذبائح ويؤمن بالوعود التي أعطيت لإبراهيم وداود وينتظر مجيء المخلص. بإختصار، كانوا مستعدين لقبول من يسحق رأس الحية حسب سفر التكوين، والذي هو نبي مثل موسى، وأيضاً الخادم المتألم في سفر إشعياء، وإبن داود، والمسيا في سفر دانيال، والملك المتواضع في سفر زكريا – في شخص واحد هو يسوع المسيح. |
|