رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معاناة أرميا النبي: كان النبي ينبه الشعب لأخطائهم ويدعوهم للتوبة وإصلاح طرقهم المعوجة، ولم يحتمل الناس توبيخات رجل الله واتهموه بالتشدد والتعصب وعدم قبول الآخر؛ فقرر أن يصمت ولا يتكلم بعد بكلام الله حتى لا يُهان، ولكنه لم يستطع أن يصمت؛ فتكلم واضعًا في قلبه أنه لابد أن يتكلم “قد أقنَعتَني يا رَبُّ فاقتَنَعتُ، وألحَحتَ علَيَّ فغَلَبتَ. صِرتُ للضَّحِكِ كُلَّ النَّهارِ. كُلُّ واحِدٍ استَهزأَ بي. لأنّي كُلَّما تكلَّمتُ صَرَختُ. نادَيتُ: «ظُلمٌ واغتِصابٌ!» لأنَّ كلِمَةَ الرَّبِّ صارَتْ لي للعارِ ولِلسُّخرَةِ كُلَّ النَّهارِ. فقُلتُ: «لا أذكُرُهُ ولا أنطِقُ بَعدُ باسمِهِ». فكانَ في قَلبي كنارٍ مُحرِقَةٍ مَحصورَةٍ في عِظامي، فمَلِلتُ مِنَ الإمساكِ ولَمْ أستَطِعْ. لأنّي سمِعتُ مَذَمَّةً مِنْ كثيرينَ. خَوْفٌ مِنْ كُلِّ جانِبٍ. يقولونَ: «اشتَكوا، فنَشتَكيَ علَيهِ». كُلُّ أصحابي يُراقِبونَ ظَلعي قائلينَ: «لَعَلَّهُ يُطغَى فنَقدِرَ علَيهِ ونَنتَقِمَ مِنهُ». ولكن الرَّبَّ مَعي كجَبّارٍ قديرٍ. مِنْ أجلِ ذلكَ يَعثُرُ مُضطَهِديَّ ولا يَقدِرونَ. خَزوا جِدًّا لأنَّهُمْ لَمْ يَنجَحوا، خِزيًا أبديًّا لا يُنسَى. فيارَبَّ الجُنودِ، مُختَبِرَ الصِّدّيقِ، ناظِرَ الكُلَى والقَلبِ، دَعني أرَى نَقمَتَكَ مِنهُمْ لأنّي لكَ كشَفتُ دَعوايَ. رَنِّموا للرَّبِّ، سبِّحوا الرَّبَّ، لأنَّهُ قد أنقَذَ نَفسَ المِسكينِ مِنْ يَدِ الأشرارِ.” (إر ٢٠: ٧-١٣) الأنبا رافائيل |
|