قليل من الاعتكاف يُصلح النفسية

[walaa farouk]

"مما لاشقليل من الاعتكاف يُصلح النفسية
"مما لاشك فيه أنه من المفيد أن نحتفظ بقدر صغير من حياتنا، يكون ملكاً لنا بكليته، ونكون أحراراً بإزائه تماماً، ونحقق في نطاقه حريتنا الحقة واعتزالنا بصفة رئيسية" #مونتاني .
لإحداث بعض التغيير ولإعادة تقييم جوهري للحياة في مرحلة ما نحتاج إلى الاعتكاف لبعض الوقت ويبدو هذا غريباً بعض الشيء في ظل حضارة ترى أن العلاقات بين المرء وبين غيره من البشر كفيلة بأن توفر العون ولكن في الحقيقة الاعتكاف يمكن أن يكون علاجاً شأنه شأن الدعم العاطفي من جانب الآخرين.
وهناك أمور تثير الدهشه تتعلق بردود أفعال البشر تجاه الأشخاص الذين يعانون من آلام الفقد لأن الشخص المتألم الذي لا يعبر عن ألمه يوفر على أصدقاءُه معاناة مواساته. ولكن في الحقيقة يُطلعنا المعالجين النفسيين على حقيقة وهي أنهم عند معالجة أشخاص تأخر لديهم التعبير عن حزنهم أو لم يعبروا عنه بشكل كافٍ ينهمرون حزناً في لحظة ما أثناء العلاج بالرغم من مرور زمن على حادث الفقد.
في بعض الثقافات يكون الحداد بمثابة اعتكاف. كما في المجتمعات الشرقية واليونان. وأقصد الحداد هو مايتم من سهر الليالي وفي أعماق الشخص المتألم بالفقد بعيداً عن الدنيا والناس.
العطلات أيضاً تعتبر نوع من الاعتكاف، بالهروب من الروتين الممارس يومياً، وهنا نجد أن القول بأن العزلة يمكن أن تكون طريقة علاجية ونادراً ما تذكر في مراجع الطب النفسي.
الاعتكاف يوفر البصيرة وأيضاً التغيير، فكثير من الأنبياء دأبوا على اعتزال الدنيا فترة من الزمن قبل أن يعودوا إليها للمساهمة بما أُوحى به إليهم.
إن ابتعاد المرء عن بيئته التي اعتادها يساعد أيضاً على تفهم المرء نفسه، وعلى أن يكون على اتصال مباشر بتلك الأعماق التي تفوته ملاحظتها في حياة الهرج والمرج التي تطارده كل يوم.
ويصف جلين بينيت في كتابه (Beyond Endurance) المشاعر الغامرة التي يشعر بها المرء حينما يكون وحده ومع الكون... تلك المشاعر التي تصاحب الرحلات الانفرادية.
وأختم بقول شارل ديجول:
" لقد ظل الاعتكاف مبتغاي في أثناء صخب الناس والأحداث، وهو الآن صديقي فماذا عسى أن يرضيني بديلاً عنه عندما أكون وجهاً لوجه مع التاريخ.؟"
ك فيه أنه من المفيد أن نحتفظ بقدر صغير من حياتنا، يكون ملكاً لنا بكليته، ونكون أحراراً بإزائه تماماً، ونحقق في نطاقه حريتنا الحقة واعتزالنا بصفة رئيسية" #مونتاني .
لإحداث بعض التغيير ولإعادة تقييم جوهري للحياة في مرحلة ما نحتاج إلى الاعتكاف لبعض الوقت ويبدو هذا غريباً بعض الشيء في ظل حضارة ترى أن العلاقات بين المرء وبين غيره من البشر كفيلة بأن توفر العون ولكن في الحقيقة الاعتكاف يمكن أن يكون علاجاً شأنه شأن الدعم العاطفي من جانب الآخرين.
وهناك أمور تثير الدهشه تتعلق بردود أفعال البشر تجاه الأشخاص الذين يعانون من آلام الفقد لأن الشخص المتألم الذي لا يعبر عن ألمه يوفر على أصدقاءُه معاناة مواساته. ولكن في الحقيقة يُطلعنا المعالجين النفسيين على حقيقة وهي أنهم عند معالجة أشخاص تأخر لديهم التعبير عن حزنهم أو لم يعبروا عنه بشكل كافٍ ينهمرون حزناً في لحظة ما أثناء العلاج بالرغم من مرور زمن على حادث الفقد.
في بعض الثقافات يكون الحداد بمثابة اعتكاف. كما في المجتمعات الشرقية واليونان. وأقصد الحداد هو مايتم من سهر الليالي وفي أعماق الشخص المتألم بالفقد بعيداً عن الدنيا والناس.
العطلات أيضاً تعتبر نوع من الاعتكاف، بالهروب من الروتين الممارس يومياً، وهنا نجد أن القول بأن العزلة يمكن أن تكون طريقة علاجية ونادراً ما تذكر في مراجع الطب النفسي.
الاعتكاف يوفر البصيرة وأيضاً التغيير، فكثير من الأنبياء دأبوا على اعتزال الدنيا فترة من الزمن قبل أن يعودوا إليها للمساهمة بما أُوحى به إليهم.
إن ابتعاد المرء عن بيئته التي اعتادها يساعد أيضاً على تفهم المرء نفسه، وعلى أن يكون على اتصال مباشر بتلك الأعماق التي تفوته ملاحظتها في حياة الهرج والمرج التي تطارده كل يوم.
ويصف جلين بينيت في كتابه (Beyond Endurance) المشاعر الغامرة التي يشعر بها المرء حينما يكون وحده ومع الكون... تلك المشاعر التي تصاحب الرحلات الانفرادية.
وأختم بقول شارل ديجول:
" لقد ظل الاعتكاف مبتغاي في أثناء صخب الناس والأحداث، وهو الآن صديقي فماذا عسى أن يرضيني بديلاً عنه عندما أكون وجهاً لوجه مع التاريخ.؟"