منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 04:07 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017


الشهيد فوكا البستاني




فوكا كان رجل عامياً، يسكن في مدخل بلدة سينوبي، مدينة فيآسيا الصغرى تطل على البحر الأسود. وكان يملك بستاناً صغيراً يتعايش من زراعته، و كان فوكا يقرنصلاته بعمل يديه حتى صار بستانه وكأنه كتاب مفتوح على الدوام أمامه، يقرأفيه أعمال الله الفائقة ويُسبَّح بمجده ويشكره أناء الليل و أطراف النهار. فكان بستانهالصغير ينبوع تأملاته الذي لا ينضب .

أما بيته فكان مفتوحاً على الدوام لكل غريب أو مسافر يُمسي عليه الليل ولا يجد مأوى في تلك البقاع النائية. وبعد أن ظل فوكا لسنوات عديدة يعطي كل ما عنده لكل منيقصده بسرور وسخاء، وُجِدَ أخيراً مستحقاً أن يُعطي حياته من أجل المسيح .

ففي أوائل القرن الرابع ، عندما هبّت على الكنيسة عاصفة الاضطهاد العاتية في أيام دقلديانوس، نمى إلى وإلي إقليم البُنْطُس أن فوكا البستاني يدين علناً بدين المسيح . فحنق الوالي عليه ولكنه أَنِفَ أن يستدعيه أو يحقق معه ويعامله بمقتضىالقانون ، بل اكتفى بأن أثبت القضية ضده وأجرى محاكمته غيابياً، وبناءًعليه أرسل بعضاً من الجند ليبحثوا عنه ويُنفذا فيه حكم الإعدام أينماوجدوه!... وكان ذلك استصغاراً من الوالي بشأن الفلاح الفقير، إذ كيف يتجاسر هذا الصعلوك على مخالفة أوامر القياصرة ؟!

فذهب الجند فيطلبه وجعلوا يبحثون عنه في تلك النواحي سراً لئلا يستشعر بهم فيفلت منأيديهم. وكان أنهم لما وصلوا إلى سينوبي لم يقدروا أن يدخلواالمدينة لأن الوقت أمسى عليهم وقد أُُعيوا من طول السفر فتوقفوا عندمدخلها بجوار بيت فوكا دون أن يعرفوه! ... فلما خرج وراءهم رحب بهم ودعاهم ليبيتوا عنده ، فقبلوا دعوته...

فما كان من فوكاإلا أن أكرم وفادتهم كعادته وقدَّم لهم طعاماً وشراباً، وجهز لهم مواضعراحة للنوم، ثم جلس يحيهم و يسامرهم. ولما أنسوا إليه،أعلموه بسرهم وبمهمتهم التي من أجلها جاءوا وطلبوا منه أن يدلهم على فوكاالبستاني إن كان له معرفه به !

أما هو فلما سمعهذا لم يضطرب ولا بدا على مظهره أي شيء من الخوف، بل ظل هادئاً ووعدهمأنه سيتمم لهم مطلبهم وأمهلهم إلى الغد مؤكداً لهم صلته الوثيقة بفوكاغنيمتهم التي يطلبونها ، ثم تمنى لهم نوماً هادئاً ومضى...

أما هو فإذ علمأن ساعته قد جاءت، وأن الوالي أخرج قضيته وها هو قد أرسل الجند في طلبهلكي يقتلوه، لا لسبب سوى إيمانه بالمسيح، قام لتوه وبهمة وشجاعة حفر قبره بيديه، وجهز كل ما يلزم للدفن وكأنه مكلف بمـأمورية رسمية، ثم أمضى الليل كله ساهراً مصلياً ليعد نفسه لإستقبال الموت، وقدأخذته نشوة من الطرب إذ وُجد أهلاً أن يبذل حياته حباً وكرامة في المسيحإلهه، وأخذ يترقب بزوغ الفجر وهو يتضرع إلى الرب لكي يقويه.

فلما لاح نور الصباح دخل إلى ضيوفه الجند ووجهه يطفح بشراً ، فأطعمهم وأكرمهم ثم بادرهم بلهفة:
"إن فوكا الذي تطلبونه هو الآن بين أيديكم وفي استطاعتكم أن تقبضوا عليه إذا شئتم"!
ففرحوا بذلك وسألوه: "أين هو؟".
فقال لهم:إنه هنا معكم !!
فوقفوا مستعدين لأنهم ظنوا أنه بالقرب من البيت .
فقال لهم:أنا هو فوكا المتكلم معكم ! أنا هو الرجل الذي تطلبونه !!
فدهشوا للغاية وظنوا انه يسخر منهم، ولكنه عاد فأكد أنه هو فوكا بعينه...
وقال لهم :الآن ما عليكم؟ تمموا ما أُُمرتم به!! ... ها أنا ذا طائعاً بين أيديكم!!

فاضطربوا وارتاعوا وأخذتهم الحيرة من هذا السلوك الغريب، وأدهشهم جداًكيف تسنح الفرصة لرجل محكوم عليه بالموت ليهرب وينجو بحياته، فيرفض!! ثم يأتيبنفسه ويضع عنقه تحت حدّ السيف ؟! وتحيرواً في أنفسهم جدآ إذ كيف يسوغ لهم أن يفتكوا برجل كريم كهذا، أضافهم وأكرم وفادتهم !! وها قد صار بينه وبينهم أواصر صداقة ومودة ؟!

لكن فوكا وقف يهدئ من روعهم ويُعيد إليهم إحساسهم بواجبهم مؤكداً لهم بكل هدوء أنهيعتبر استشهاده اليوم من أعظم النعم وأسمى الامتيازات التي وُهبت له... وبدا أمامهم بشوشاً مغتبطاً وكان ذلك عن يقين إذ أحس أنه دعي للموت منأجل إلهه الذي يعبده!! ... وأدخل في روعهم أنهم بقتلهمإياه لن يخونوا عهد الصداقة أو الضيافة، أليسوا هو رسلآ مكلَّفين بتنفيذ ماأُُمروا به؟ ...

وما زال به يهوَّنعليهم أمر ذبحه ويحثهم ويدفعهم إلى إتمام الواجب المفروض عليهم حتى أفاقوا من ذهولهم ودهشتهم أخيراً وقبلوا ذلك إنما بصعوبة شديدة، وفيجزع ومرارة وحسرة أخبروا حكام المدينة وأخذوا راس فوكا بحد السيف...

فتجمهر الإخوة محبو المسيح ودفنوه فوكا في نفس القبر الذي احتفره لنفسة، وعادوا مشدوهين يروون لكل من صادفهم قصة هذا المسيحي الطيب الذي أسر قلبهم بحبه وشجاعته وإيمانه!!

وبعد أن زالكابوس الاضطهاد ذكرت هذه المدينة شهيدها البطل وأكرموا جسده الطاهر وبنواعلى اسمه كنيسة تليق بإيمانه، تحمل ذكراه إلى الأبد .

وفي حوالي سنة 400 م . وقف القديس استر يوس أسقف أماسيا يطوَّب هذا الشهيد العظيم في يوم تذكار استشهاده في الكنيسة التي تحتفظ بجزء يسير من ذخائره المقدسة، فقال :


" أنفوكا منذ يوم استشهاده صار عاموداً في كنيسة المسيح، ودعامة إيمان راسخللمؤمنين في كل زمان ومكان، فسيرته أصبحت تجذب القلوب وترفعها إلى مستوى الإيمان اللائق بالمسيح، وها قد امتلأت الطرقات من الأشخاص الآتيين من كلبلاد الدنيا للصلاة في كنيسته وللتشفع به. إن هذه الكنيسة العظيمة التيتحتفظ بجزء من جسده صارت عزاءً وراحة لنفوس المتضايقين والمضطهدين...


أما بحارة السفن الذين يجوبون البحار في تلك النواحي حتى الذين في أعماق المحيطات فكانوا في كل أسفارهم ينشدون الأناشيد في مديح فوكا، لأنهم شهدوا أن صلاة هذا الشهيد القديس كثيرآ ما كانت لهم هاديآ بالليل و النهار و انقذتهم من المهالك و الأخطار".


+ لهفي على ذلك المسيحي الحلو الذي جاهز بإيمانه في سينوبي ولم يخف من سلطان الطغاة!!


+ لهفي على الوديع المضياف الذي قاد قاتليه إلى بيته !!


+ أنظروا كيف استطاع فوكا أن يواجه قاتليه ببشاشة و لم ينزعج !!


+ لم يرتعب، لم ينثنِ، ولا ارتد إلى الوراء بل كلمهم بلطف كلطف سيده: من تطلبون؟ أنا هو !!


+ عجبي على الإيمان الحر الخالص الذي استجاب لداعي الموت بالصلاة و رد على نداء السماء بحفر المقبرة !!


+ عجبي على المسيحي الحق الذي ما وبخ قاتليه قط، و لا نطق حتى بقول عتاب !!


+ أنظروا كيف وقف يقنعهم و يلح بضرورة تكميل القضية و كأن الموت شهوة أو غنيمة؟!!


+ لهفي على أيمانك يا فوكا و شجاعتك و جلدك يا عملاك سينوبي ...


+ لهفي على روحك الطاهرة التي طارت من تحت حد السيف تنشد أنشودة الظفر !!


+ إليك يا شهيد الإيمان و الشجاعة و الحب، نبكي و نتوسل و نتشفع أن تزكي فينا شيئاً من إيمانك
و شجاعتك و حبك لنشهد حسناً وقت ما تلح علينا الشهادة ولا نرتعب ولا نخور ولا نثني حتى
إلى الموت !!

الأب متى المسكين
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيرة الشهيد فوكاس البستاني
القديس الشهيد قونن البستاني
فوكاس البستاني الشهيد
الشهيد فوكاس البستاني
الشهيد سيريناس البستاني


الساعة الآن 02:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024