رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك سمّّروه! فصار كطفل يتمدد على ذراعي أمه ليرتاح من آلام الحياة وقسوة البشر! وصل المُخلِّص إلى الجُلجُثة ليبدأ فصلاً جديداً من مأساة الصليب، وهو تسمير جسد يسوع على الصليب، فبكل قسوة ينزع المتوحِّشون الثياب من على جسده فيقف بينهم عارياً، لا تُغطّيه سوى الدماء وهو الَّذي يتسربل بالنور كثوب ويترصّع طرف ردائه بنجوم السماء، أمَّا إكليل الشوك فظل كما هو يُظلل رأسه المقدَّسة. وبعد أن عرّوه وضعوه على الخشبة فنزفت دماؤه عليها، ثم يشُدَّان بعنف ذراعيه المُقدَّستين على ذراعيّ الصليب، فظهر يسوع كطفل وديع يستقر على ذراعي أُمِّه! والقدمان توضعان فوق بعضهما مثلما رُبط إسحق فوق الحطب على جبل المُريَّا، لكنَّ الصوت الَّذي نادى من السماء حينئذ قائلاً: " لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً " (تك12:22)، هذا الصوت صامت في الجُلجثة! ويمسك الجلاّدون بالمطرقة والمسامير وكأنَّها مُحمَّاة في أتون الجحيم، وبدون اعتناء يدقّون المسامير في أقدس وأطهر يدين وقدمين، وتنهال ضربات المطرقة الثقيلة الَّتي تهز القلوب، لتشهد في أُسلوب مرعب عن خطايا البشر وغضب الله. لقد غاصت المسامير فتدفَّقت دماء القُدّوس من يديه ورجليه، شقّت المسامير صخرة خلاصنا ففاضت بماء الحياة، وعندما نفذت في جسد البار ثقبت الصك الَّذي كان ضدنا مسمّرة إياه بالصليب، ودخلت في رأس الحيّة القديمة المدعوة إبليس، فأهلكتها وأبادت سلطانها، |
|