القديس الشهيد بنشير (القرن4م)
19 آذار شرقي (1 نيسان غربي)
نشأ على المسيحية وشغل منصباً هاماً في بلاط ذيوكليسيانوس قيصر، زمن الاضطهاد الكبير. كان ينعم بصداقة الإمبراطور وأنعامه مما حمله على الكفر بالمسيح. علمت بخيانته أمه وأخته فكتبتا إليه رسالة نصحتاه فيها بذكر الدينونة الرهيبة المزمعة أن تأتي في آخر الأزمنة، يومذاك كل الذين كفروا بالمسيح التماساً لإمتاع عابر في الحياة الدنيا سوف يُدانون بعذاب أبدي. فلما قرأ بنشير هذه الرسالة عاد إلى نفسه وعرف عظم خطيئته. وإذ ألقى بنفسه على الأرض ابتهل بدموع إلى الرب الإله سائلاً العفو والرحمة. بعض ضباط القصر لاحظوه ينتحب فنقلوا خبره إلى قيصر الذي استدعاه وسأله غاضباً ما إذا كان "ناصرياً"، فأجاب باعتزاز أنه كذلك ويحسب المسيح مخلّصاً. هدّده الإمبراطور بإهلاكه في عذابات رهيبة إذا ما أصرّ على زيغانه فأجاب إنه لا يخشى سوى النار الأبدية وأنه مستعد لتحمّل كل غال ورخيص حبّاً بالمسيح. وإذ خشي الإمبراطور أن يبدي رأفة حيال صديقه دعا مجلس الشيوخ لأخذ القرار المناسب في شأنه، فأشار الشيوخ بجلده عرياناً وسد المدرج ثم إرساله إلى نيقوميذية ليُنزل به الحاكم هناك شر ميتة. مثل بنشير أمام حاكم نيقوميذية فأبدى حياله تمسّكاً بالإيمان لا يتزعزع فما كان من الحاكم سوى أن أمر بقطع رأسه. يظن أن استشهاده تمّ في حدود العام 302م.