رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احذروا لئلا الخدمة تجرفكم وتنخدعوا باسمها
إخوتي الأحباء الذين يخدمون في كنيسة الله الحي أو في أي مكان، سلام لكم لا ينبغي أن يظن أحد - على الإطلاق - أنه يخدم من أجل أن يصير إنسان روحاني، أو لكي تستقيم حياته وتُضبط في سرّ التقوى (لأن للأسف فيه بعض الناس بتروج على أنك لما تخدم تبقى كويس)، لأن الخدمة لا تسبق إقرار الحياة مع الله والتوبة الحقيقية إطلاقاً، ولا تصدر إلا من المحبة الإلهية الساكنة في القلب مع وجود موهبة بالروح القدس، ولا يصح أن ندخل فيها إطلاقاً - تحت اي حجة - حسب اختيار الناس وظنهم فينا أو حسب اختيار إنسان.وحذاري من الظن السائد أن الخدمة هي التي تجعلك ناجحاً على المستوى الروحي، أو أن الخدمة تجعلك إنسان روحاني وتعدل القلب المعوج، لأن الكتبة والفريسيين كانوا خُداماً لله ومع ذلك قلبهم ظل معوجاً ولم تنفعهم معرفتهم بالتوراة والأنبياء والمزامير، وأيضاً ديماس رفيق القديس بولس الرسول الذي لم تنفعه رفقة الرسول ولا حتى خدمته حينما أحب العالم وتركه، فكثيرين ساروا في الطريق ودخلوا الخدمة بكل عزيمة ومع ذلك لم تنفعهما بل صارت سلاح قتلوا أنفسهم بها، لأن أن لم ينتبه الإنسان لمسيرته ويمتحن قلبه كل يوم على نور الوصية المقدسة للقلب، وينظر أن كان يطيع الوصية أم أنه فقط يسعى لكي يخدم بنشاط ناسياً نفسه في خضم مديح الناس أو حتى مقدار استفادتهم منه، لأن ما اسهل أن نضل الطريق دون أن ندري، لأن عدو كل خير من خلال ميولنا حتى المقدسة والمشروعة ممكن يجتذبنا بكل مكر لطريق آخر مغاير لطريق الحق بصورة طريق مستقيم مع أن عاقبته هو الموت. فيا إخوتي اعلموا كما سبقت وكتبت لكم، أن الخدمة عمل سري فائق لطبيعة الإنسان وكل إدراكاته وإمكانياته العقلية والنفسية والجسدية، فيلزمنا أن نتحقق من طبيعة جوهر الخدمة جيداً جداً بالصلاة الدائمة وإصغاء الأذن الداخلية لصوت الله، بانفتاح الذهن بالنور الإلهي حتى نُدرك مشيئة الله وماذا يُريد منا على وجه التحديد، وبذلك لا نعود نُخطئ في استخدام الوسائل المتعلقة بالخدمة التي صارت اليوم محور عمل خدام كثيرين الذين – دون أن يدروا – ابتعدوا تماماً عن الهدف الحقيقي للخدمة وزاغوا عن الحق وانجرفت ارجلهم سريعاً في طريق شبه مستقيم.وعلينا أن نعي أن وسائل توصيل الحياة الأبدية في شخص المسيح يسوع كما تعرفها الكنيسة وتُسلمها من جيل لجيل إلى قلوب المخدومين هي باختصار شديد بدون تفاصيل طويلة: (1) الإيمان الحي: (2) شهادة الحياة بإيمان حي في خبرة الشركة مع الله: (3) سرّ المسيح الرب: وسر المسيح الرب القدوس ليس معرفة أو تعليماً أو مجرد سلوك وأخلاق ولا مجرد تبليغ عن مبادئ نعيش بها وسط العالم وأفكار ومُثُل عُليا.. الخ، إنما هي توصيل روح وحياة تعتق من سلطان الخطية والموت، وهي بالنسبة للمخدوم قبول روح المسيح وحياته في داخله.+ فالذي له روح المسيح هو مسيحي حقيقي، والذي ليس له روح المسيح فالمسيح ليس له، ويلزمه أن يراجع حياته على الإيمان بشخص المسيح وقبول عمله: أن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له (رومية 8: 9) ؛ ليس أحد يقدر أن يقول على المسيح رب إلا بالروح القدس (1كورنثوس 12: 3)، وهنا الاعتراف بأن المسيح هو الرب ليس من جهة المعرفة العقلية بل بيقين القلب الذي يرى فيه سر قيامته، وهو رجاء الخاطي الذي يؤمن بالله القيامة والحياة فيرى مجد الله ويقوم كما أقام الرب لعازر. +++ يا إخوتي أنتبهوا أرجوكم +++انظروا كلام الرب لرسله حينما قال لهم: وها أنا أُرسل إليكم موعد أبي، فأُقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي (لوقا 24: 49)، وقد طاعوا الرب ولم يخدموا أو يكرزوا باسمه إلا بعد نوال عطية وموهبة الروح القدس، لذلك على الإنسان أن يمكث في عُليته أي مخدعه الخاص حتى ينال تلك القوة العُليا لكي يخدم اسم الله حسناً ليوصل الحياة الأبدية لكل نفس تشتاق إليها، لأن عمل خدَّام المسيح الحقيقي لا أن يكون موسوعة معلومات متنقلة بل ممتلئ بروح وحياة الله لكي يُقدمها كما هي للآخرين وتكون دعوته تعالى وانظر، لأننا نُخبِّر بالمسيح الرب الآخرين لكي يكون لهم شركة معنا، وشكرتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح بروح الحق المُعزي الذي يثبت ويشع فيها الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا آمين. |
|