اهتز إيمان أحد المحامين بسبب وفاة زوجته الجميلة في أثناء الوضع، وكان كثيرًا ما يسأل بحنق : «بأي حق يلسبني الله زوجتي» وشيئًا فشيئًا أنكر الإيمان، وكم حدثت مناقشات حادة بينه وبين الآخرين بهذا الخصوص، وكان يقول للكثيرين وهم يتحدثون عن الخلود، إنك إذا مت مت كمسمار الباب! أما ابنه الذي وضعته زوجته قبل موتها بقليل فقد تربى في رعاية مربية، ومع أنه لم تكن له فرص كثيرة يرى فيها والده، إلا أنه سمع مرات كثيرة مناقشاته الحادة!! وقد طلبت المربية يومًا أن ترى المحامي، ولما قابلته قالت له : لقد بدأ الولد يحلف ويشتم، ويلزم أن تكلمه في ذلك، وطلب منها المحامي أن ترسله، فلما جاء الغلام إليه، رأى فيه صورة زوجته العزيزة فرق قلبه، ولكن كلمه بخشونة عن غلطته وأمره بالذهاب. على أن المربية جاءت إلى المحامي مرة أخرى تحدثه عن عادات الغلام الردية، وأخيرًا فكر الرجل في طريقة يؤثر بها على ابنه فقال له : يا ابني لو كانت أمك تعيش لما قبلت أن تسمعك تتحدث كما تتحدث الآن!! وأجاب الولد بتهكم : لكن أمي ليست عائشة هي ميتة كمسمار الباب!! وقد صدمت هذه الكلمة قلب الرجل الحزين، وتأثر ووثب على قدميه وصرخ : «هي ليست ميتة.. اسمع يا ابني أمك حية، وهي تسمع كل كلمة تقولها! وصمت المحامي قليلاً ثم قال : لقد كنت شريرًا أحمق، وكثيرًا ما تكلمت غير الحق!! لنبدأ من الآن أن يرى كل منا الآخر أكثر مما رأينا قبلاً حتى يمكن أن نعيش بكيفية لائقة مجيدة!! وعاد الرجل عن حماقته التي أوشكت أن تؤذيه هو فقط، بل أن تؤذي ابنه أيضًا.