القديس البار باردوس الفلسطيني المتوحد (القرن6م)
15 كانون الأول شرقي (28 كانون الأول غربي)
امتهن باردوس نقل البضائع على بهيمة كان يملكها. وصل يوماً إلى أريحا فترك بهيمته محملة في الخارج ودخل إلى أحد الخانات. في تلك الأثناء اقترب طفل من البهيمة فجفلت وانتفضت فأوقعت الطفل وداسته فسحقته. خرج باردوس إلى خارج فطالعه المشهد فاضطرب أشد الاضطراب وعضه شعور قوي بالذنب. تعويضاً عما حدث والتماساً للتكفير ترك البهيمة والتجارة والعالم وذهب إلى الصحراء. كان شاباً صغير السن بعد ومع ذلك تعاطى النسك بقسوة. ذرف دموعاً سخية مقدماً عن الطفل توبة عميقة. رغم كل شيء لم يغادره الإحساس بالذنب الفظيع. شاء أن يلقي بنفسه للوحوش تكفيراً فبحث عن أسد في الجوار فلما وجد واحداً ألقى بنفسه أمامه فريسة سهلة فهرب الأسد منه. عرف أن الأسد يمر في طريق ضيق فذهب إلى هناك آملاً أن ينقض الأسد عليه فقفز الأسد من فوقه وعبر دون أن يمسه بأذى. إذ ذاك أدرك أنها ليست مشيئة عند الله أن يهلك كفريسة للضواري. رضخ واتضع واعتبر نفسه حثالة الناس. استمر كذلك إلى أن رقد بسلام في الرب.