|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبينا الجليل في القديسين بولس المعترف رئيس الأساقفة القسطنطينية (+351) 6 تشرين الثاني شرقي (19 تشرين الثاني غربي) "أيّها الأب البار, لما توشّحت بحلة رئاسة الكهنوت, طفقت تقتدي بسميك بولس محتملاً الاضطهادات و الشدائد. و بأتعابك الذاتية نقضت عقائد آريوس ذات التجديف. وبما أنك تألّمت من أجل الثالوث الأزلي المتساوي الجوهر، حطمت مكدونيوس الملحد، محارب الروح. و إذ أوضحت للجميع الإيمان المستقيم الرأي، فأنت تسكن الملائكة العدمي الهيولى فمعهم ابتهل الآن في خلاص نفوسنا" (صلاة المساء. ذكصا بروصومية) هذا ما تصدح به الكنيسة في عيد القدّيس بولس المعترف، رئيس أساقفة القسطنطينية، الذي يعتبر أبرز المدافعين العمالقة عن الإيمان القويم في وجه الهرطقات عموماً، ولا سيما الهرطقة الآريوسية، مثله مثل نظيره الإسكندري القديس أثناسيوس الكبير و أوسطاتيوس الأنطاكي و مركلس، أسقف أنقرة. وُلد في تسالونيكي في أواخر القرن الثالث، أو أوائل القرن الرابع للميلاد. جاء القسطنطينية يافعاً، و لم يلبث أن انضمّ إلى خدّام الكنيسة فيها. أبدى منذ أول عهده بالخدمة تمسّكاً بالإيمان القويم اقترن بالصلابة و التقوى و الطهارة في المسرى و الوداععة. و قد سامه البطريرك ألكسندروس، وفي وقت قصير نسبياً، شمّاساً ثم كاهناً و كانت عينه عليه. و لمّا شعر البطريرك بدنو أجله في العام 336 م، سُئل بمَن يشير خلفاً فكان جوابه: إذا رغبتم في راعٍ فاضل و صاحب إيمان قويم و علم جزيل فعليكم بمكدونيوس الشمّاس. فما أن فارق البطريرك حتى جرى اختيار بولس. و لكن كان هذا إيذاناً بعهده لم يعرف خلاله طعم الراحة لأنّ ما لحقه من الافتراء و التنكيل و الضطهاد من الآريوسيّين، لم يتوقف، و كان هو ثابتاّ راسخاً شامخاً كالطود، رمزاً للإيمان القويم، حتى الموت. خمس مرات أُبعد عن كرسيّه و شعبه و أربع مرّات عاد. ثلاث مرات لجأ إلى رومية. مرّتان أخذ بالحيلة و قيّد بالسلاسل و اقتيد إلى المنفى. و الشعب وقف بجانبه في مواجهة الدولة التي آزرت اتباع آريوس، لا سيما الأمبراطور قسطانس. وكم من صدام دموي حصل بسببه بين المؤمنين و العسكر حتى إنّ الدولة لم تعد تجرؤ على اتخاذ أي تدبير علني ضدّ بولس مخافة ردّ الفعل الشعبي. و قد كانت المواجهة ضارية أحياناً إلى درجة أنّ قائداً أوفده قسطانس لواد ما اعتبره فتنة، اسمه هرمجان، انقضت عله الجموع و قتلته و جرّت جثته في الشوارع و أحرقت منزله. كل ذلك زاد من حقد الآريوسيين على بولس، كما زاد من سعي الأمبراطور إلى التخلص منه بكل الطرق الممكنة. و ما كان ليحتمله، أحياناً، مرغماً لأن الأمبراطور قسطان، سيّد الأمراطورية في الغرب و أخ الأمبراطور البيزنطي قسطانس، كان أرثوذكسياً و كان يستعمل نفوذه، لدى أخيه، لإعادة بولس إلى كرسيّه. و لا شك أن للبابا الروميّ يوليوس دوره في ذلك. و مما عمله أنّه دعا إلى مجمع في سرديكا (347م) أدان فيه الأساقفة الآروسيين و طلب إعادة الأساقفة الأرثوذكسيين إلى كراسيهم. و لكن، بقيت الأمور تتقلّب إلى أن جرى نفي بولس إلى كوكوزا، في أقاصي أرمينية، إلى حيث سيِنفى أيضاً القدّيس يحنا ذهبيّ الفم، بعد نصف قرن تقريباً. و في كوكوزا تحمل بولس الجوع و العطش و التعب و لهب الشمس. أخيراً، فيما كان، مرّة، يقيم الذبيحة الإلهية، دخل عليه الآريوسيين و خنقوه. و كان ذلك في العام 351 م. ثم إنّه جرى نقل رفات القدّيس بولس إلى القسطنطينية في أيام الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير (381م). بعد ذلك سطا عليها الصليبيون و نقلوها إلى البندقية في العام 1236 م، حيث ما تزال إلى اليوم. |
|