رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محمد أمين
على باب الرئيس الآن متظاهرون من مختلف الفئات، وأصحاب الحاجات.. لم يجد أحد حلاً لمشكلته غير رئيس جمهورية الثورة.. أهم صورة لفتت نظرى فى «الأهرام» أمس الأول كانت لأحد المحتجين يعتلى سور القصر الجمهورى.. الطريف أنه صعد السور الحديدى بالبدلة الرسمية، بينما يحتج على عدم تعيينه بالنيابة الإدارية.. المفاجأة أن هناك آخرين، أقل تقديراً، تم قبولهم عبر الواسطة(!!). لا أستطيع أن أستوعب وجود «واسطة» بعد الثورة.. لا أستطيع أن أفهم ما يردده المحتجون.. ما الذى يدفع طالب الحقوق ليصعد أسوار القصر الجمهورى؟.. هل هى المحاولة التى تسبق الانتحار؟.. هل يتكرر بعد الثورة الكلام عن غير اللائقين اجتماعياً؟.. هل يتكرر نموذج عبدالحميد شتا؟.. هل مصر الثورة تستبعد المتفوقين لصالح أبناء المحظوظين؟.. هل وصلت الثورة إلى النيابة والشرطة؟! مأساة عبدالحميد شتا أنه من أسرة متواضعة، لكنه كان الأول على دفعته.. العصر الفاسد لم يكن يعترف بالتفوق الدراسى.. كان يعترف بالتفوق المادى فقط.. كتب على ورقته «غير لائق اجتماعياً».. لم يتحمل الظلم وانتحر.. الآن تغيرت الدنيا.. الرئيس المنتخب نفسه ابن فلاح.. تولى إدارة شؤون البلاد.. لم يمنعه مانع من حكم مصر.. مع ذلك هناك من لا يُقبلون فى النيابة لأنهم بلا «واسطة»! تصورت خطأ أن «الواسطة» انتهت إلى غير رجعة.. تصورت خطأ أن الكفاءة هى المعيار.. بقى أن أعرف طبيعة الواسطة بعد الثورة.. هل هى لأبناء القضاة والمستشارين؟.. أم هى لأعضاء مجلسى الشعب والشورى؟.. أم هى لأبناء الوزراء والمحافظين؟.. أريد أن أعرف من هم أصحاب النفوذ الجدد بعد الثورة؟.. من الذين تنفتح لهم الأبواب الآن؟.. من الذين يدخلون الشرطة والنيابة بعد ثورة يناير؟ من الخطأ الجسيم أن يقتصر دخول النيابة والشرطة على فئة بعينها.. جريمة كبرى أن تقبل دفعات كاملة من الإخوان أو السلفيين، تعويضاً لهم، أو نوعاً من النفاق للحكم الجديد.. علمت أن هناك نزوحاً كبيراً لدخول الكليات العسكرية والشرطة والنيابة.. أخشى من اختراق «الإخوان» الجيش.. أخشى أن يكون هناك إقصاء لصالح الإخوان.. أخشى أن يكون الضباط الجدد بـ«لحية»، على غرار الرئيس! الرئيس «مرسى» مطالب الآن بالرد شخصياً، وليس أحداً فى مكتبه، على ما قاله المحتجون على بابه، بشأن تعيينات النيابة الإدارية، أضيف: وتعيينات النيابة العامة، والقبول بكليات الشرطة، والكليات العسكرية.. دفعات العام الماضى، وما سيجرى خلال العام الحالى.. خاصة ونحن على أبواب القبول بالكليات، والمعاهد العسكرية والشرطة، بعد أيام.. هل يتم تقسيم تورتة الشرطة والنيابة بنظام الحصص؟! من حق الإخوان والسلفيين ألا يحرموا من هذه الوظائف العامة.. لكن ليس من حقهم أن يستحوذوا عليها.. ليس من حقهم أيضاً أن يغيروا قوانينها ونظمها، بحيث تمر سنوات محدودة لنكتشف أنه قد تغيرت هوية أجهزة مهمة فى بلادنا.. أفهم أنهم كانوا مستبعدين فى عصر أمن الدولة، لدواعٍ أمنية وسياسية، الآن ينبغى أن يعيشوا بشكل طبيعى.. لا يمكن أن يكون تعويض الإسلاميين على حساب الوطن! الأقباط عانوا الأمرين، كما عانى الإخوان والسلفيون.. غير اللائقين اجتماعياً، لم يكن لهم حظ فى الوظائف المرموقة.. الإقصاء الآن لصالح الإخوان «فيه سم قاتل».. الاستبعاد فيه ثورة مكتومة.. لا أتصور أن تنتهى الثورة إلى تقسيم التورتة، بحيث تكون الشرطة للإخوان، والنيابة للسلفيين، أو حتى العكس! المصرى اليوم |
|