المسيطر يخاف من الاختلاف

[walaa farouk]

1. الاختلاف مصدر تهديد للمسيطر
نحن نرتاح لما نعرفه ونعتاد عليه. ربما ننفعل لما هو جديد لوقت محدود لكننا نرتاح لأن نعيش بشكل مستمر فيما تعودنا عليه. يظهر هذا في أسلوب تعاملنا مع بعضنا البعض فنجد أنفسنا دون أن ندري نرتاح أكثر مع من هم مشابهين لنا وردود أفعالهم متوقعة بالنسبة لنا. فنحن نحب أن تأتي ردود أفعال الآخرين حسب توقعاتنا. ونشعر بالقلق والتوتر عندما يتصرف الآخرون بطريقة تختلف عن توقعاتنا.

فنجد أنفسنا نريد أن نسيطر على أفكارهم أو تصرفاتهم لكي نشعر بالأمان. فنقول للآخرين:
• ماتفكرش بالطريقة دي
• لا لا أنا مش عاجبني كلامك ده
• لا لا مش انت اللي تقول الكلام ده
• أنا رأيي غير كده

طبيعي أن نختلف في الآراء لكننا أحياناً بسبب التهديد من الاختلاف نعبر عن آرائنا بطريقة فيها رفض للآخرين. فيصل لهم منا عدم قبول عام.
في تلك المواقف كلا الطرفان يشعران بالغضب والغضب ربما يولد اكتئاب.

• هل شعرت من قبل أن الآخرين يحاولون أن يحددوا لك ماذا يجب أن تشعر ويحاولون وضعك في قالب معين مريح بالنسبة لهم؟

إليك بعض الأمثلة.
والدتي تريدني أن ألبس على مزاجها
والدي لا يوافق على عملي،
أصدقائي بيبعدوا عني لما أقول رأي مخالف لآرائهم، الخ

2. المسيطر يعتقد أن الالتزام يُفرض على الشخص وليس أمراً يختاره.
كلنا سمعنا ونحن أطفال ومراهقون كلمات مثل :
• ليه؟ ـ من غير ليه، هو كده!
• علشان هو ده الصح.
• علشان كل الناس بتعمل كده.
• علشان ده واجبك في الحياة.
علشان أنبسط منك.
كلنا نحتاج للنظام والقواعد في حياتنا. لكننا نقبلها عندما نقتنع بها. أما عندما ننفذها بدون اقتناع لمجرد أنها مطلوبة مننا أو لكي ننال رضي غيرنا فإننا نشعر بضغط، وبأننا تحت السيطرة. وهذا يؤدي للغضب وبالتالي للاكتئاب أحياناً.
الفرق بين كلمة "إلزام" وكلمة "التزام" مجرد حرف واحد هو التاء ولكن هذا الحرف يصنع فرقاً نفسياً كبيراً.
الإلزام هو فرض قوانين وقواعد بدون إقناع أو إبداء أسباب. فيكون على الشخص أن يتبعها لكي يقبله الآخرون ويحصل على حبهم وتقديرهم. أما الالتزام فهو اختيار شخصي حر بأن يضع الشخص نفسه وبمحض اختياره تحت قواعد معينة لأنه مقتنع أنها مفيدة له.