جاء في الإنجيل المقدس «وكان يسوع يصلي في أحد الأماكن، فلما أتم الصلاة قال له واحد من تلاميذه: "يا رب، علمنا أن نصلي، كما علم يوحنا (المعمدان) تلاميذه". فقال لهم يسوع: "متى صليتم فقولوا: أيها الآب (الله) ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك (الحياة الأبدية) أعطنا خبزنا اليومي واغفر لنا خطايانا، لأننا نغفر لكل من يذنب إلينا. ولا تدخلنا في التجربة"، ثم قال لهم يسوع: "... أقول لكم: إسألوا تنالوا، أطلبوا تجدوا، دقوا الباب يفتح لكم. فمن يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يدق الباب يفتح له. فأي أب منكم إذا طلب منه ابنه سمكة أعطاه بدل السمكة حية؟ أو طلب منه بيضة أعطاه عقرباً؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون كيف تحسنون العطاء لأبنائكم، فما أولى أباكم السماوي بأن يهب الروح القدس للذين يسألونه؟"»
اخوتنا الأحباء، من المشاكل الكبيرة التي تؤثر كثيراً على حياة المؤمن، هي قلة او انعدام الصلاة. فالصلاة هي التي تعطي الطعم للإيمان، وبدونها لا يوجد تواصل مع الله، وتصبح المسيحية دين عادي كباقي الأديان مبنية على مجموعة فرائض وطقوس ومفاهيم، وليست علاقة مع الله كما نقول عنها. والصلاة مهمة لدرجة ان السيد المسيح بنفسه، الذي نؤمن بأنه روح الله المتجسد، كان يؤديها، بل كان يقضي ساعات بالصلاة. ففي هذا النص المقدس، السيد المسيح لم يعطِ لتلاميذه نموذج عن الصلاة فقط (والتي نسميها اليوم الصلاة الربية او الربانية)، بل كان هو بنفسه نموذج للصلاة، حيث عندما رآه تلاميذه يصلي، طلبوا منه ان يعلمهم. والصلاة في المسيحية هي حوار مع الله، والحوار بطبيعته يعني انه ليس فقط كلام من طرف واحد بل هو تواصل، فنحن لسنا فقط نحدث الله، بل نستمع اليه ايضاً، وهذا هو سر قول ان المسيحية هي علاقة مع الله؛ فلا توجد كلمات معينة ثابتة لنقولها في الصلاة، مع وجود صلوات جماعية بالتأكيد، ولكن الصلاة بحد ذاتها هي محادثة بين الإنسان والله، ومن خلالها نحن نشكر الله على عطاياه لنا، ونطلب مشيئته لحياتنا، ونطرح امامه تحدياتنا ومشاكلنا واثقين بأنه يسمعها ويهتم بنا بل ويعطينا اعظم عطية يمكن الحصول عليها، وهي روحه القدوس الذي يرشدنا ويقوينا ويعزينا ويثبتنا. ويمكنكم ايجاد هذا النص في الإنجيل المقدس في لوقا ١١ : 1