جئت لتفحص القلوب

[Ramez5]

قال السيد المسيح جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون»، وقال ايضاً «الدينونة هي أن النور جاء إلى العالم، فأحب الناس الظلام بدلاً من النور لأنهم يعملون الشر .

اخوتنا الأحباء، لا يهم اذا كنتم تؤمنون بالسيد المسيح ام لا، فمجرد معرفتكم بحياته وتعاليمه كافية لجعلكم واقعين تحت دينونة الله، والسبب لذلك بسيط. وهو ان كل من يعرف حياة وتعاليم السيد المسيح، يعرف انه قد عاش حياة كاملة بلا خطيئة، وانه لم يدعُ فقط لتطبيق وصايا الله كقائمة مطاليب، بل للإندفاع نحو تطبيقها من خلال محبة الله. فحياة السيد المسيح وتعاليمه هي المرآة التي نفحص فيها حياتنا. فمثلما نقف امام المرآة لنرى ان كانت هناك اي عيوب في شكلنا، نقف امام حياة السيد المسيح لنرى ان كانت هناك اي خطيئة في حياتنا. فكل من يعرف السيد المسيح (حتى لو لم يؤمن به بعد) فهو امام قرار مصيري، اما ان يتوب عن خطاياه التي كشفها له السيد المسيح ويقرر ان يسير في حياة القداسة من الخطيئة، او ان يرفض هذا النهج ويبقى يعيش في نجاسة الخطيئة. والسيد المسيح يطلق لقب “الذين يبصرون” على من يعرف وصايا الله، ولقب “الذين لا يبصرون” لمن لا يعرفونها، ولكنه يقول بأن معرفة وصايا الله شيء، وتطبيقها شيء آخر، وان حياته هي المرآة التي تكشف للإنسان اذا كان يطيع الله فعلاً ام لا. فمجيئه الى العالم هو امتحان للذين يبصرون، ورجاء للذين لا يبصرون. فالذين يبصرون (يعرفون وصايا الله) ولكنهم يقررون ان يبقوا على حياتهم الخاطئة بعد ان رأوا حياة السيد المسيح الطاهرة هم العميان الحقيقيون، والذين لا يبصرون (لا يعرفون وصايا الله) ولكنهم قرروا ان يتوبوا على خطاياهم بعد ان قارنوا حياتهم الخاطئة بحياة السيد المسيح هم الذين يبصرون بحق. فالسيد المسيح هو النور الذي جاء الى العالم كيما يكشف خفايا القلوب ويمتحن حياة الناس، ولكن الناس كرهت هذا النور لأنه كشف حقيقتها وأظهر لها كيف انها تفعل الخطيئة، ولأنها احبت الخطيئة جداً، رفضت النور. فعندما تقف امام مرآة الحياة هذه (اي السيد المسيح) وترى خطاياك، هي ستقرر ان تصحح شكلك؟ ام تريد ان تبقى كما انت على عاداتك القديمة الخاطئة لأنك احببت الخطيئة؟ نحن ندعوك لقراءة الإنجيل المقدس، وقراءته كل يوم، لتفحص نفسك وتعرف ما يريده الله منك؛ وعندما تقرأه لن يكون بإمكانك ان تبقى كما انت، بل ستضطر ان تختار: اما ان تسير في طريق القداسة، او تتعمق في طريق الخطيئة. ويمكنكم ايجاد الآية الأولى في يوحنا ٩ : ٣٩ والآية الثانية في يوحنا ٣ : ١٩