قواعد عامة في التفريخ

[MenA M.G]

سأبدأ بالحديث عن تفريخ أسماك الزينة بشكل عام كقواعد عامة ، ربما سيكون الموضوع طويل لذلك سيتم الكنابةة بإسهاب وعلى مراحل حسب فراغي:
بسم الله وعلى بركة الله نبدأ:
- أرجو تأجيل الأسئلة إن وجدت لحين الانتهاء من الكتابة، لكن إن حدث خطأ في معلومة أو نسيان الرجاء التصحيح مباشرة (إن أبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي)
عملية تفريخ أي كائن في الحياة هي نتاج عملية بيولوجية ضرورية وحتمية لبقاء النوع، أي أن أي كائن حي يجب أن يتكاثر وهذه سنة وضعها الله في الخلق بجميع أنواعه للاستمرار، من هنا أقول أن أي زوجين من الأسماك يجب أن يتكاثروا، إذن لماذا لا يحدث هذا عندنا بسهوله في الحوض؟
- الكثير من الأسماك تتكاثر في الحوض دون انتباهنا ودون علمنا وذلك لجهلنا بطرق تزاوج هذه الأسماك.
- لعدم توفر الظروف الملائمة الخاصة بكل مجموعة أقول مجموعة وليس نوع لأن كل مجموعة تحتاج لظروف متشابهة للتزاوج ـ مع بعض الإستثناءات ـ ، إذن علينا محاكاة الطبيعة أو الاحتيال على الأسماك بمحاكاة الطبيعة لدفعها للتزاوج.
- علينا أن نعرف أن هناك بعض الأنواع لم يتم تكثيرها في الأسر (الأحواض) نتيجة إما جهلنا بظروف تكاثرها، أو نتيجة صعوبة توفير هذه الظروف.
هناك عدة عناصر تخص هذا الموضوع منها ما يتعلق بالأسماك والماء والحوض، سنتناول كل عنصر على حدة، ونبدأ بالماء والحوض لنتكلم في النهاية عن الأسماك باسفاضة.
الماء: وهو البيئة الطبيعية التي يعيش فيها السمك، يتغذى من كائناته ويتنفس الهواء الذائب فيه ويتفاعل بصورة مباشرة معه، لذا يجب أن يكون الماء ضمن المواصفات التي يحتاجها نوع السمك الذي نريد تفريخه، من ناحية درجة الحرارة، والحموضة وعسر الماء ونظافة الماء، نعرف أن لكل نوع من الأسماك مدى حراري أي يكون هذا النوع يتحمل درجة الحرارة من X-y (مثلا) وعادة تكون درجة الحرارة الملائمة للتفريخ قريبة من القيمة العليا للمدى الحراري أو نفسها، يجب أن تكون درجة الحرارة ثابتة غير متذبذة أي نسيطر عيها بثيرموستات بعد ضبطها، وكثيرا ما تكون الحرارة هي المحفز الرئيسي لعملية التفريخ.
الحموضة هي كمية أيونات الهيدروجين الذائب في الماء (قوة الهيدروجين) وتتراوح بين 0-14 تعتبر القيمة أقل من 7 هي مياه حامضية و7 مياه طبيعية (متعادلة) وأكبر من 7 هي مياه قلوية، الفرق في قيم الحموضة هي فروق لوغريتمية أي أن الفرق بين ستة وسبعة مثلا هي عشر درجات وبين خمسة وسبعة مئة درجة ، لذلك تتأثر الأسماك إذا حدث اختلاف أكثر من اثنين بالعشرة / يوم (2,/يوم). كل نوع من الأسماك له مدى من درجة الحموضة يمكنه ان يتعايش معه (بشرط عدم التذبذب) ولكن هناك قيمة مثالية هي التى يحتاجه للتفريخ. والحقيقة أن موضوع السيطرة على الحموضة موضوع صعب للغاية وخطير جدا على الأسماك وهناك طرق كثيرة ، لرفع وخفض درجة الحموضة ، فمثلا لزيادة حموضة الماء (أي خفض رقم درجة الحموضة):
- استعمال البيتموس يوضع في الفلتر.
- استعمال مياه المطر.
- خلط الماء بالماء المقطر.
- استعمال فقاعات ثاني أكسيد الكربون.
- استعمال أغصان النباتات المتحجرة.
- استعمال المياه المعالجة بفلتر التناضح العكسي (revers Osmosis) (R/O Water)
ولخفض حموضة الماء (زيادة رقم درجة الحموضة):
- استعمال الصخور الكلسية أو الجيرية.
- إضافة جرش يتوي كسر من الأصداف.
ولضبط هذه العملية والتحكم بها يجب إضافة كمية مناسبة من (بيكربونات الصوديوم) وهذه تعمل كضابط (buffer) وصمام أمان لمنع تذتذب الحموضة وبالتالي إيذاء الأسماك. وهذا الضابط له سعة محددة في السيطرة ويجب أن تكون كميته مناسبة لكمية الماء المعالج.
(ينصح بعدم التجربة لغير المختصين والعارفين بالتعامل مع هذه الحموضة، ومعالجة المياه قبل وضع السمك فيها ويتم وضع السمك بعد التأكد من ثبات واستقرار الوضع بحيث يتم إضاف الماء المعالج بالتدريج لتتأقلم الأسماك شيئا فشيئا).
عسر الماء وصلابته وهو كمية الأملاح الذائبة في الماء وهنا يوجد مدى لدرجة العسر الملائمة لكل نوع ودرجة مثالية عادة تكون مناسبة للتفريخ، وهذا العامل مرتبط عضويا بموضوع الحموضة فعادة المياه تتراوح بين اليسر والعسر (فيما يختص بهذا العامل) فالمياه الحامضية هي مياه يسرة والمياه القلوية هي مياه عسرة........ فمثلا الديسكوس يحتاج مياه يسرة خفيفة الحموضة تقريب 6.5 والمياه العسرة تمنع التخصيب أو تمنع فقس اليرقات....فيما يتعلق بالعسر فهنامك أمرين:
1- Gh: وهي قياس أيونات الكالسيوم والمغنيسيوم في الماء، وهي المهمة في حالات التفريخ التي تحتاج مواصفات مياه معينة (يسر وعسر) وهنا يمكن القياس بطريقتين: درجة عسر dGh، وجزء بالمليون ppm، وبناءً عليه يمكن وصف المياه من هذه الناحية كما يلي:
وصف حالة الماء درجة العسر جزء بالمليون
يسرة 0-3 0-50
متوسطة اليسر 3-6 50-100
خفيفة العسر 6-12 100-200
متوسطة العسر 12-18 200-300
عسرة 18-25 300-450
شديدة العسر +25 +450

لاحظ أن الدرجة X (قيمة ثابتة كمصطلح16.7) = جزء بالمليون أين ان الدرجة إذا كانت 3 فهذا يعني:
16.7X3=50
أي ان الدرجة ثلاث تعني خمسين جزء بالمليون.
وهناك أيضا :
2- (KH (Carbonate Hardness ، وهي كمية أيونات الكربونات والبيكربونات الذائبة في الماء.

نظافة المياه: مهمة جدا فكثيرا ما يتم التفريخ بدافع من تجديد جزء من الماء أو يبقى أن تجري عملية تغيير لجزء من الماء ليحدث التزاوج، وكثيرا ما تفرخ أسماك الجوبي بعدإجراء عملية تجديد للماء، والماء النظيف هو الخالي من السموم كالاأمونيا والنتريت والنترات وغيرها من الكيماويات الضارة، وهذا يتأتي بالتغيير الدوري لجزء أو لكل الماء (إذا توفر ماء باستمرار بنفس المواصفات ودرجة الحرارة كأن يتوفر نهر أو نبع وهذا ما يلجأ له بعض المربون في جنوب شرق آسيا وغيرها) الماء الخالي من الأمونيا والنتريت يكون بإجراء تغيير ربع الماء مرتين أسبوعيا وقد يحتوي كمية من النترات الاقل سمية تصل الى عشرين جزء بالمليون وهي مقبولة نوعا ما.
الماء النظيف بالنسبة للأسماك خالي تماما من الأمونيا والنتريت ولا يتعدى النترات عشرين جزء بالمليون وهو صافي غير ضبابي ،لا يحتوي مخلفات عضوية كالاسماك النافقة أو النباتات المتعفنة قد تحدث المعالجة بالبيتموس تغير لون الماء (كالشاي) وهذا عادي بل أحيانا ضروري فهذا اللون محبب لأسماك كالديسكوس وأسماك مجموعة السيبرينيدي.......
ومن الأمور المهمة بالنسبة للماء هو ارتفاع الماء فمثلا الجولد فش يجب خفض مستوى الماء عند تفريخه لزيادة نسبة الخصوبة، وفي الجورامي والفايتر يكون ارتفاع الماء قريب من 15 سم لتتمكن اليرقات من الصعود للسطح لتنفس الهواء . كما أن بعض الأنواع تتشجع للتزاوج عند خفض مستوى الماء كما في البارب.
الحوض ومتعلقاته:
- عادة وبشكل عام الحوض سعة 40 لتر ويمكن أن يؤدي 20 لتر المهمة خاصة في الأنواع صغيرة الحجم. بعض الأنواع تحتاج قصرا غطاء للحوض مثل أسماك اللابيرنث (جوراميز وفايتر..) ذلك أن اليرقات تصعد للسطح لتنفس الهواء الجوي وبغياب الغطا قد تتعرض لتيار هوائي بارد. موقع الحوض أن يكون بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة.
- أثاث الحوض ومستلزمات التفريخ:
عادة حوض التفريخ خالي من الديكورات ومن الجرش الا في بعض الحالات، مع توفير مستلزمات التفريخ حسب النوع:
- حاضنة للأسماك الولادة، وقد تكون للأمهات أو لليرقات بعض الحاضنات تكون فيها الامهات فيعا ثقوب تسمح بخروج اليرقات للحوض الكبير بعيدا عن الأمهات. وهناك حاضنات لليرقات تنفد اليرقات من خلال ثقوب في حجرات تنحبس بها ولا تستطيع الخروج للحوض الكبير أن كان به أسماك أخرى كبيرة.
- نباتات إما طافية أو متشابكة وكثيفة فمثلا الأسماك التي تلصق بيوضها على الأوراق تحتاج نباتات ذات أوراق عريضة، والتي تلد مباشرة تحتاج نباتات كثيفة توفر ملاجئ، بعضها تحتاج نباتات طافية والآخر تحتاج نباتات ذات نمو فوق مستوى الماء للعمل كدعامة في بناء الأعشاش (أعشاش الفقاعات الهوائية (أسماك اللابيرنث)، يفضل أن تكون النباتات طبيعية لنمو الإنفيوزاريا (غذاء لليرقات).
- قطعة صخر أو بلاستيكة سطحها مستوي موضوعة بشكل مائل، أو قوارير بلاستيكية مقلوبة (الانجل والديسكوس)، و منبطحة في القاع (الأوسكار).
- بلى (جلول)، أو بنانير للأسماك التي تبعثر بيوضها كالزيبرا دانيو حتى تنزل البيوض بين البنانير ولا تلتهمها الأمهات.
- الكهوف الصخرية (سيكليد أفريقيا (تنجانكا، ومالاوي...)).
- البيتموس في قاع الحوض للأسماك التي تدف بيوضها في التراب كبعض أسماك الكيلي فش ، فهذه الأسماك لها طريقتين في التفريخ، الأولى دفن البيض في القاع وهذا يجب أن يمر بفترة جفاف قد يكون جفاف كامل أو ضمن رطوبة معينة، وهذا النوع يسمى السنوي، حيث تموت الأمهات بعد وضع البيض والتي تعيش عدة شهور فقط، ومنها ما يضع بيوضه على أوراق النباتات وهذا يسمى الغير سنوي حيث تعيش الأمهات في بيئات دائمة المياه وتعيش هذه لعدة سنوات (ثلاث سنوات مثلا).
- كأس مقلوب جانبا بحيث يكون مغمور نصفه بالماء (الفايتر).