حوار مع طفلي الداخلي

[walaa farouk]

في حوار دار بيني وبين الطفل اللي جوايا، لما صحيت مرة بالليل لقيته بيبكي:

أنا : أوووووه يعني الواحد ما يعرفش ينام منك، اتخمد شوية.
الطفل: أنا جعان... جعاااااااااااااااااااان... جعاااااااااااان.
أنا: طيب وطي صوتك، هاتفضحنا وها تلم علينا الناس.
الطفل: أنا كل ما أبكي إنت تقول لي وطى صوتك، وطى صوتك لحد ما خنقتني، سيبني أتكلم شوية أرجوك.
أنا: هو مين فينا اللي خنق مين بالظبط؟ كل شوية عمّال تقول لي جعان جعان، إنت مش بتشبع خالص؟

الطفل: أيوه أنا جعان، مش عارف أنام، نفسي حد يحضني ويبوسني قبل ما أنام، زي كل الأولاد الصغيرين. أنا خايف أنام لوحدي، أنا عايز حد ينام معايا.
أنا: إنت بتستهبل؟ إنت راجل نام لوحدك، عيب في حقك تقول كدة، وبعدين حرام عليك تعبتني، أنا مش عارف أعمل معاك إيه!! ما أنا ياما كنت بأسهر الليل أخليك تكلم بنات وستات كلام حلو لحد الصبح وكانوا بيحبوك ويحضنوك،وكنت بتبقى مبسوط على الآخر، وألا تنكر؟
الطفل: طب ما تفكرنيش، ده إنت كنت بتبقى قارفنى باللي إنت بتعمله
أنا: قارفك؟ تصدق إنك مش وش نعمة، ده أنا صرفت دم قلبي عشانك، فاكر في يوم لما فضلت تبكي وتقول لي جعان رحت دفعت لواحدة 1200 جنية عشان بس تيجي تقعد معاك ويمكن تديك حضن وألا كلمة حلوة
الطفل: وبعدين؟
أنا : ما إنت عارف، طِلعت بتضحك عليك، قصدي عليَّ وخدت الفلوس وما رضيتش تيجي، شايف شايف انت عامل فيا إيه؟
الطفل: ما إنت كنت كل ما تحول لها رصيد على التليفون أقول لك دي بتضحك عليك ما سمعتنيش
أنا: ما كانش هاين عليَّ تنام بالجوع .
الطفل: أنا كنت بقول لك جعان حب، كان ليه بتأكلني جنس؟
أنا: إنت مش كنت بتقول لي عايز ماما وعايز حد يحضني ؟ إنت شكلك نسيت.
الطفل: طب واللي يقول لك عايز ماما وعايز بابا......(قاطعته في الكلام)
أنا: أيوه فكرتني!!!
مش عيب عليك تشاور على الأولاد والرجالة وتبكي وتقول لى عايز راجل يحبني، عايز راجل يحضنني؟
عاجبك اللي حصل لي، شفتهم وهم بيبهدلوني علشانك؟ شفتهم وهم بيشتموني علشانك؟
شفتهم وهم بيقولوا إني مش راجل وده كله عشانك، شفتهم ؟ وألا تنكر؟
وده كله عشان أجيب لك واحد يحبك.
الطفل: إنت كنت فاهمني غلط، أنا من جوايا كنت باتألم عشانك، وكنت متضايق، ألمك كان بيقطعلي قلبي.
أنا:بجد كنت حاسس بيَّ؟
الطفل: أه كنت حاسس بيك، بس إنت ما كنتش فاهمني ولا كنت حاسس بيَّ.
أنا: ما كنتش فاهمك ازاي؟ إنت اللي كنت دايماً جعان حب، جعان حب، كل واحده تشوفها تشاور عليها وتقول دي اللي هتحبني، كل واحدة تشوفها تعجبك وتقعد تبص عليها، طول ما إنت ماشي في الشارع بتبصّ عليهم، كنت بأبقى نفسي أسيبك في البيت، بس كنت بأقول حرام خليه يستمتع.
الطفل: تسيبنى؟ ما أنا يا ما اتسبت لوحدي، أنا اتحرمت كتير، إنت فاكرني اتحبيت زي كل الأولاد؟
أنا: أكيد إنت كنت ما تتحبش أصلاً، بصراحة دمك تقيل ومش وسيم أوي ولا عندك حاجة تتحب فيك.
الطفل: كانوا إخواتي كتير أوي، اتحرمت من الحب والعطف، اتحرمت من الخصوصية، عمر أبويا ماحضنّي زي باقي الأطفال، عمر أبويا ما لِعب معايا، حتى يوم ما حب يلاعبني ويحكيلي حكايات كان بيحكيلي حكايات جنسية وبعدين مات وسابني بدري أوي.
أنا: طب أمك كانت كويسة خالص .
الطفل: حبتني أوي، بس تخيل عمرها ما حضنتني.
أنا: يعني ما كانتش بتحكيلك قصص قبل ما تنام؟
الطفل: قصص؟ كنت دايمًا أسمعها بتقول كلام جنسي وقصص جنسيهة.
أنا: أيوه صح، عشان لما كنت بأقعد معاك لوحدينا كنت بافتكر القصص الجنسية دي وأقول: أنا صغير أوي عرفت الكلام ده منين؟؟
الطفل: كانت بتسيبني أشوفها وهي عريانة.
أنا: طب ما إنت ابنها، عادي يعنىي.
الطفل: لا لا كنت أسمع الكلام الجنسي وأشوفها وأشوف اخواتى البنات عريانات، كنت بأتلصص عليهن، الكلام ده كله أثر فيَّ وجرحني وبعدين هي كده كده بعد ما أبويا مات سابتني وقعدت سنين تبكي ومش مهتمة بيَّ برغم إني كنت لسه صغير، وإنت جاي دلوقتي تحرمني من حبك؟
أنا: إنت بجد انجرحت كتير واتحرمت كتير واتهنت كتير، بس أنا كنت بحبك، فاكر كنا لما نبقى لوحدنا وألاقيك جعان كنت بأعمل معاك إيه؟
الطفل: برضه جنس، كنت كل ما أقول لك إلمسني، حس بيَّ، احضنني، كنت تقوم تمارس العادة السرية.
أنا: مش إنت اللي عايز كده!؟
الطفل: أنا عايز حب.
أنا: ما أنا كنت بحبك.
الطفل: إنت بتصرفاتك دي كنت بتجوعني أكتر، أقول لك حب، تقول لي جنس.
أنا: طب أنا كنت فاهم إني باريحك رغم الخزى والعار اللي كنت بأشعر بيه بعد كل ده.
الطفل: كنت مرات كتير بأحاول أتكلم، وكنت بتكتم صوتي، وتقول لي اسكت، أنا عارف إنت عايز إيه، كنت بأموت جواك وإنت مش حاسس بيَّ.
أنا: طب إنت عايز إيه؟
الطفل: أنا عايز أقول لك حب تديني حب، إنت تحبني، تقعد معايا تعرفّني على ناس كويسين في جو كويس، تساعدني إني أكبر وأنمو، تقعد تسمعني، إنت بجد وحشتني، عايز يكون فيه علاقة بنا.
أنا: بس كل الحاجات اللي عملتها دي أنا مش قادر أبطلها، أنا أدمنتها، وبعدين عايز أقول لك أنا ما ينفعش يكون فيه علاقة بنّا، لأني أنا مش كويس وأدمنت العلاقات اللي مش كويسة.
الطفل: وأنا قابلك زي ما إنت، اللي حصل لنا ده مالناش ذنب فيه، إحنا اضغطنا وانداس علينا فظهرت السلوكيات اللي بتعاني منها دي.
أنا: بجد أنا عايز أكون كويس.
الطفل: فيه أمل.
أنا: مسامحني على اللي عملته فيك؟
الطفل: بحبك.
أنا: وأنا كمان.
الطفل: أنا وإنت هانقدر، لما نتصالح مع بعض، وتعرف تفهمني، مش هانخلي أي حاجة تهزمنا ابداً، أنا جعان.
أنا: تاني!!
الطفل: جعان ليك إنت، لحبك إنت، لحضنك إنت.
أنا: شكلي هأحبك.
الطفل: ده أنا إنت، أنا بحبك أوي.
أنا: وأنا كمان.
الطفل: بحبك ...
ورحت بوسته وأخدته في حضني وسمعّته موسيقا وحكيت له حدوتة لحد ماراح في النوم، وبعدين أنا نمت.
بجد حبيته.

(مش مهم الإسم)