رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنت فى بروكسل أثناء إلقاء الرئيس محمد مرسى كلمته فى ميدان التحرير ثم قسمه أمام المحكمة الدستورية العليا وخطابه فى جامعة القاهرة، وتزامن ذلك مع انعقاد القمة الأوروبية بمقر الاتحاد الأوربى فى بروكسل التى تابعتها عن كثب، وتحدثت مع عدد من المراقبين والمحللين الذين يهتمون بالشرق الأوسط والمنطقة والشأن المصرى.. قالت لى محدثتى الكاتبة البلجيكية دونا راؤل المتزوجة من بلجيكى لأب مغربى، حيث ينتمى للجيل الثانى المولود فى بلاد الفرنجة: لماذا الشعب المصرى انقسم على مرسى؟
سألتها: ماذا تعنين؟ فقالت: لقد شاهدت مؤيديه من الإخوان فى التحرير ومعارضيه من مؤيدى المرشح الخاسر أحمد شفيق فى مكان آخر بجوار قبر السادات، أليس هذا يعد انقساماً؟.. قلت لها: ليس تماماً كما تظنين وإنما ما أراد قوله أنصار شفيق والمجلس العسكرى هو أن هناك من لم ينتخب الإخوان، وعليكم احترام إرادتهم.. فقاطعتنى قائلة: أنا عندى الأرقام، وحصلت عليها من مواقع مصرية هناك 25 مليون مصرى لم يحضروا الانتخابات و12 مليونا أعطوا أصواتهم للمرشح المنافس أحمد شفيق، وهناك 25 مليون مصرى رفضوا التصويت لأحد والدكتور مرسى حصل على 13 مليون صوت نصفهم لم يكونوا معه فى الجولة الأولى وأعطوه أصواتهم كرهاً فى المرشح الآخر، سألتها: ما دلالة هذه الأرقام؟ قالت: إن جماعة الإخوان التى يمثلها حزب الحرية والعدالة كانت محظوظة جداً لأن منافس مرشحها يمثل النظام السابق والثوار اعتبروه رمز الثورة، لكن ترى هل سينفصل الدكتور مرسى عن الإخوان وحزبهم بعد أن دخل قصر الرئاسة؟.. قلت لها: خطابه يقول هذا. فسألتنى: خطابه الذى ذكر فيه التكا.. كت «علقت الكلمة ثم نطقتها بالخطأ» قلت: لها تقصدين التكاتك؟ فقالت: نعم هى كذلك لكن ماذا تعنى؟ سألتها: كيف وصلت إليك؟ فقالت: سألت مصرياً فقال لى إنها وسيلة للركوب مثل الحيوانات، فضحكت، قلت لها: خدعك المصرى. فقالت: هو كان يضحك وفهمت أنه يسخر. وصححت لها معنى التكاتك. واستطردت بأننى فهمت من خطاب مرسى الذى استمعت له وأنا خارج مصر أنه يحاول أن يطمئن الجميع ربما زل لسانه ونسى أن يطمئن بعض الطوائف مثل الفنانين الذين نساهم فى أول خطاب لكنه استدرك ذلك بعد ذلك، وقلت: أتمنى أن تتطابق أفعاله مع كلماته.. فداهمتنى بسؤال آخر مثير: هل تظن أن خيرت الشاطر والمرشد محمد بديع سيتركان مرسى يحكم باستقلالية عنهما؟.. شردت برهبة ثم قلت لها: الدولة المصرية لها تقاليد عريقة وسيذوب فيها مرسى مهما كان توجهه، فداهمتنى مرة أخرى قائلة: أشعر فى صوتك بنبرة دفاع عن مرسى رغم أنك حسبما عرفت ليبرالياً، فقلت: أنا ليبرالى اشتراكى مصرى أمثل ما يسمى فى مصر الآن بالتيار الثالث أو «Third Road»، فقالت: هذا التيار نشأ فى أوروبا وهنا فى بلجيكا مؤمنون به وهو الخلاص بين الوالون أو الفرانكفورن الذين يمثلون الأغلبية من البلجيكيين والفلمنك الذين يسكنون شمال بلجيكا ويتحدثون الهولندية ويضمنون %75 من الدخل القومى أو ثروة بلجيكا، والطريق الثالث هو الأمل للصراع بين الجبهتين.. قلت لها: ما هو تفسيرك لقبول أوروبا محمد مرسى رئيساً لمصر رغم هجومها الشرس على الإسلاميين وبلجيكا نموذج واضح لذلك وفى بروكسل اعتقلوا مسؤولى المركز الإسلامى، ومنهم صاحب دعوة الشريعة لبلجيكا وهو مسجون حالياً، وأيضاً لم يصدر قانون فى أوروبا كلها لمحاربة النقاب، وتغريم من ترتديه إلا هنا. أليس فى هذا تناقض، فقالت موقف بلجيكا والاتحاد الأوروبى لا يتناقض مع موقف الشارع أو الرأى العام الأوروبى، نحن نريد ديمقراطية حقيقية عبر انتخابات حرة وشفافة، فإذا جاءت هذه الانتخابات بمحمد مرسى فلابد أن يصل للرئاسة ويسلمه الجنرالات منصب الرئيس، قلت لها: وهذا ما حدث. فأردفت: ولكن إذا جاءت ممارسات الرئيس مرسى ضد حقوق الإنسان والأقليات القبطية والمرأة وحرية الإبداع فلابد أن تصاب أوروبا كلها بالذعر، وهذا ما حدث فى تونس عندما تحدث برلمانى تونسى عن تطبيق الحدود وقطع يد السارق، وهنا ثار البرلمان الأوروبى ودعوا لقطع أى دعم لتونس فى إطار دعم أوروبا لثورات الربيع العربى، وإذا حدث فى مصر أية ممارسات من ذلك فسوف تقف لها بالمرصاد. وهنا توقفت ثم سألتنى: هل رأيت أم أحمد؟.. قلت لها: من هى أم أحمد؟.. قالت: زوجة رئيسكم، قلت: نعم، ماذا تقصدين؟ قالت: هل ظهورها وهى ترتدى غطاء الرأس دلالة على شىء ما.. قلت: الأيام ستجيب عن سؤالك، لكن عموماً معظم المصريات خصوصاً فى الريف والصعيد يرتدين هكذا، وهنا رن هاتفى لأجد على الخط الدكتور بدر عبدالعاطى نائب السفيرة المصرية فى بلجيكا والمستشار الإعلامى الدؤوب أحمد صلاح يدعواننى لجولة مسائية لا تخلو من السياسة، ولهذا حديث آخر. |
|