لباس المرأة اليوم هو إحدى مقومات أنوثتها المعاصرة. كيف ترى هذا اللباس وانسجامه مع الإيمان المسيحي
خاصة وأن اللباس المعاصر يبرز الجانب الجسدي من الأنوثة حصراً على حساب الجوانب الأخرى؟
لكي يعكس اللباس إيمان المرأة أو الفتاة، فهذا يعني أن نلبس المسيح في حياتنا، في أفكارنا، في سلوكنا، وفي نوايانا. أن نلبس المسيح فهذا يعني في العمق أن تعابيرنا منه، وسلوكنا منه، وكل ما فينا منه، وهو يرضى عنه. أي أن يكون كل ما في الإنسان لائقاً ومرضياً للمسيح. بكلام آخر، أن يكون المسيح كل شي بالنسبة للإنسان، كما يقول الكتاب المقدس نفسه: "لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد". وهكذا، فأن تلبس الفتاة لباساً مُثيراً، فهذا يعني أنها لا تُرضي المسيح، بل شهواتها، لأن المسيح قال: الويل لمَن على أيديهم تأتي العثرات.
الفتاة المعاصرة، تنشغل فوق حدود الوصف بمظهرها، وهذا الإفراط في العناية بالهندام والمظهر، ليس من الايمان، اليوم لا يستطيع المرء بسهولة أن يميز المؤمنة عن غير المؤمنة، المثقفة عن غير المثقفة، الفقيرة عن الغنية.
الكل يتشابهن بالمظهر. والفتاة كما تقول الخبرة لا تستطيع أن تهمل مظهرها فهذا من سمات العصر الذي يستلهم الجسد كثيراً. السؤال الآن: كيف تلبس المؤمنة وغير المؤمنة؟ الجواب: الاثنان متشابهتان. وأية قيمة للايمان في ما ألبسه، وفي ما أحمله في نفسي من أفكار؟ هذا السؤال غير مطروح عند الفتاة المعاصرة، من هنا يسهل انتقادها.
وعليه إذا كانت الفتاة شهوانية في لباسها، فهي حكماً تُغري الشباب وتُسيء إلى نقاوة نفوسهم وقلوبهم. عدم طهارة الشباب اليوم يرتبط إلى حد بعيد بنوعية السلوك واللباس الذي تقبله الفتاة وتتبناه. وفي رأيي أن اللواتي يقبلن على الثياب في هذا الزمان، يجهلن أن العيون تنظر إلى الأجساد المكشوفة لا إلى نفوس صاحباتها.
الفتاة المتفننة في غوايتها ليس لها وجود سوى أنها موضوع مشتهى. ومن هي موضوع مشتهى، يأتي حين يمجها فيه القلب والعين معاً.
باختصار، من غير المعقول أن لا تعي الفتاة أهمية لباسها. لكن المهم أن تكون أنيقة ومؤمنة، لا جميلة وعبدة. أنا لا أرضى أن تكون المؤمنة بدون أناقة، إلا أني لا أقبل أن تكون المؤمنة موضوع غواية واغراء. ليس الجمال عندي في الاغراء، وليست الأناقة في كشف الجسد.
عزيزتي المؤمنة، لن يكون المسيح فيك، إذا كان الناظر إليك يهوي إلى جحيم الشهوات بسببك.