12 - 01 - 2017, 05:05 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مبشّر المساكين
مبشّر المساكين
في ملء الزمان ولد المسيح ابن الإنسان!
وقبل ميلاده عاش العالم في ظلمة الوثنية، وتمرّغ في أوحال الخطية، وتحطّمت قواه من قسوة العبودية، فلما جاء نادى للعمي بالبصر، وللمأسورين بالحرية.
*
في ساعة امتلأ فيها العالم بالأنين، وران فيها على البشر الصمت الحزين، ولد المسيح ليقول للمعذبين:
"رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ،"
قبل مجيئه أصغى الناس إلى فلسفة "بوذا" الذي جاء من بلاد الهند، وتوقعوا أن يجدوا راحة في كلمات كونفوشيوس حكيم الصين، وانتظروا أن يأتيهم العزاء من بلاد اليونان على لسان سقراط وأفلاطون، لكن حكمة هؤلاء جميعًا لم تفرح قلوب المتألمين.
*
وفي غمرة اليأس الذي طغى على النفوس ولد السيد المسيح. وفي يوم ميلاده أعلنت السماء البشرى لسكان الغبراء، وردد الملاك للرعاة أنشودة الرجاء
"فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:
«لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.(صانع الفداء)"
جاء فقيرًا ليشترك في آلام المحتاجين. وعاش فقيرًا ليجذب قلوب البائسين، ومات في النهاية فقيرًا لينقذ المساكين، فباسمه أقيمت ملاجئ العجزة والمعوزين. قبل ميلاده كانت المرأة من سقط المتاع، فلما ولد من العذراء الطهور، رفع مقام المرأة على ممر العصور والدهور.
*
ولد لكي يفتح باب السماء لسكان الأرض، ويعلن عواطف قلب الله لأبناء الناس، فقد ظنّ البشر أن الله قد تخلّى عنهم، فجاء المسيح ليؤكد لهم أن الله محبة، وأن المحبة لا تسقط أبدًا.
لم يشنّ في حياته حربًا، لكنه ربح بقوة حبه قلوب الملايين!
لم يجرّد بيده سيفًا لكنه أخضع بلطفه عواطف الثائرين. لذلك ليس بعجيب أن يقول عنه شيلنج لرفاقه:
"لو دخل شكسبير إلى هذه الغرفة لوقفنا كلنا إجلالاً له، ولو دخل نابليون لأحنينا رؤوسنا احترامًا أمام عبقريته العسكرية، ولكن لو دخل السيد المسيح لركعنا أمامه سجدًا."
*
بميلاده ارتفعت القيم الأخلاقية، وسمت المبادئ الإنسانية، وارتفعت قيمة الشخصية البشرية، لأنه أنار بتعاليمه أفكار البشر، ولا غرو فهو "كلمة الله" الذي أرانا مكنونات قلبه، وأعلن لنا حقيقة حبه.
فعيد الميلاد هو عيد الإنسانية، إذ ولد فيه المسيح ابن الإنسان. عنده يلتقي الشرق بالغرب، ويصافح الأبيض الأسود، وتحس المرأة بقيمتها في الحياة، وترتفع الطفولة التي شرفها المسيح بتجسده العجيب.
فيا صاحب العيد أشرق على عالمنا العجيب بنورك المجيد، ووحّد القلوب المتنافرة بحبك الوطيد، ليسعد الناس بك في يوم عيدك السعيد.
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
يسوع يحبك ...
|