رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سألني شاب :
" لماذا أهرب من الحوار مع الفكر الخاطئ؟ أليس هذا نوع من الضعف؟ " أجبته : كثيرًا ما يكون الهروب إحدى علامات القوة .فمن يهرب من فكر له جاذبيته يكون قويًا .هذا والحوار مع الشر لا يعرف المنطق، كما حدث في الحوار بين حواء والحية . لنهرب من الحوار مع الشر، لأنه يشبه حوار الحمل الوديع مع الذئب المفترس . قيل ان ذئبا كان جائعا جدا وقف عند مجرى ماء من أعلى التل وتطلع لعله يجد فريسة يلتهمها . رأى أسفل التل حملاً يشرب من المجرى . عندئذ تطلع من كل جانب فلم يجد راعي الخراف ولا الكلب الحارس لها . رفع الذئب راسه ، إذ يعلم أن سمعته سيئة للغاية، أنه محب للافتراس،ياكل الخراف الوديعة التي لا ذنب لها . حاول أن يبرر الذئب نفسه فتطلع إلى أسفل وقال للحمل : " إنك حمل صغير، لكنك تسلك بلا لياقة ". سأله الحمل : " لماذا تتهمني بهذا؟ " قال الذئب : " لأنك تشرب من المجرى، وها أنت تعكّره؛ أما تعلم أنني أشرب منه؟ !" علق الحمل على ذلك : " أيها الاخ ذئب . انت تشرب من المجرى من أعلى وأنا أشرب من أسفل فكيف يمكنني أن أعكر الماء النازل من عندك نحوي؟ !" كان الحمل على حق . صمت الذئب قليلاً ثم قال له :- لقد سمعت من مصدر موثوق به أنك تكلمت عني حديثًا رديئًا - كيف أتكلم عنك برديءٍ أو صالحٍ وأنا لم أرك من قبل؟ - إذن لابد وأن يكون أخوك هو الذي تكلم ضدي . - أيها الأخ ذئب، ليس لي أخ ولا أخت . - إن كان ليس لك أخ ولا أخت فحتمًا لك أب يشبهك . هو الذي تكلم ضدي . لهذا فإنني انتقم منه فيك أنت ابنه . قبل أن يفتح الحمل المسكين فمه هجم عليه الذئب وافترسه . حقًـا لقد كانت كل إجابات الحمل تبرره، لكن كيف يتبرر أمام ذئبٍ لا يعرف إلا الافتراس . الحوار مع الذئب باطل وغير مُجدٍ .. . . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا حوار |
حوار |
الحوار بين الخطيبين(حوار بنّاء-حوار غير بنّاء) |
حوار مع ذئب |
البرادعي: لا حوار مع مرسي قبل إلغاء الإعلان الدستوري (حوار) |