|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المصطلحات اللاهوتية والصراع من جهة التعليم الصحيح رسالة لشباب اليوم (سؤال على الفيسبوك) أقرأ كتير على الفيس مصطلحات لاهوتية كثيرة عليها صراع واضح بين الناس، وأحببت ان أفهم بعضها لكي افهم ما هي علاقتها بإيماني وازاي اعيش بيها، ولكن الرد كان صادم لي باتهامي أني جاهل والموضوع أكبر مني واحتاج أن افتح مخي وافهم، فهل فعلاً الموضوع أكبر مني وعايز دراسة كبيرة، طيب والجاهل والغير متعلم ازاي يعرف هذا الكلام ويعيش مع الله !!! ____________ الإجابة _________________ سلام لشخصك أيها الحبيب يا من تبحث عن خلاص نفسك وطريق التقوى لتسير فيه باستقامه، اثبت على إيمانك هذا وتأكد ان الله بسيط في طبيعته لا يهمه مصطلحات ولا يهتم بمن يحفظ ولا يعرف حتى اصول الكلمات ولا أن يتبحر في المعرفة والدفاعيات أو يعرف أن يقوم بكل انواع الخدمات، إنما ينظر للقلوب العطشانه إلى بره لأنه في تلك الساعة حينما يجد صدق القلب فأنه يروي ويعطي بدون كيل غنى نعمته المُخلِّصة حتى يشبع الإنسان وينمو نمواً صحيحاً ليرتفع مع جميع القديسين حيث المسيح جالس ليرى ما لا يُرى ويطلب ما فوق ويتمتع بالمائدة الملوكية ببساطة وفرح لا ينطق به ومجيد. عموماً كرسالة اقدمها للجميع أحب أن اقول بصراحة تامة أن مشكلة هذا الجيل التبحر في المعرفة اللاهوتية والكنيسة والتمسك بالألفاظ والمعاني بلا خبرة لذلك فأنه يحيا في حالة من الصراع الدائم حتى فقد سلام الله الذي لا يلتفت إلا للقلوب التي تطلبه، فاشكر الله ايها الأخ الحبيب لأنك فلت من هذا الفخ الذي تعثرت اقدام الكثيرين فيه بدون أن يدروا لأن بصيرتهم قاصرة لا ترى ولا تنظر نور الحياة في المسيح يسوع ربنا، حتى أنهم خالفوا الوصية، وصية المحبة، فأبغضوا البعض ولم يحبوهم واعتبروهم اعداء الحق ويريدوا بكل رغبة جامحة أن يعزلوهم، بل وافتخروا بعلمهم ومعرفتهم حتى انهم لا يصغوا لرجال الله الأتقياء ليتعلموا من جهة الخبرة. ____ رسالة أُقدمها لشباب اليوم العارفين _____ من يريد ان يسمع فليسمع ومن لا يريد فليترك الموضوع ويغادره بهدوءفي واقعنا اليومي المُعاش فأننا وسط جيل مُصاب بداء المعرفة بسبب سهولة الوصول إليها، ولكن بسبب حالة الطفولة والمراهقة الفكرية يظن انه صار مُعلماً عظيماً فاهماً لاهوت وعارفاً معنى كل مصطلح وضعته الكنيسة في التاريخ، وبسبب أنه من السهولة التامة الوصول لأصول الكتاب المقدس والأبحاث الكثيرة عنه فأخذ الكثيرين يبحرون في هذا الاتجاه ويظنون في أنفسهم أنهم العارفون، مع أنهم لازالوا أطفالاً في الخبرة الحقيقية مع الله الحي، لأن في خضم استنارة الفكر الإنساني الطبيعي لم يلاحظ الكثيرين أنهم لا ينتبهون أن الموضوع ليس موضوع معرفة معلومة وصارع فكر سليم أمام فكر خاطئ، لأن الله شخص حي يشهد لذاته ويعرف نفسه بنفسه لهدف أن الإنسان يدخل في حياة الشركة الحقيقيه معه، لذلك سقط الكثيرين لا من جهة الفكر بل من واقعية الحياة المُعاشة مع الله وظنوا أنهم يحيون له على قدر قراءتهم ومعرفتهم، وكلما تعمقوا فيها ظنوا انهم مع الله متحدين، مع أنهم لازالوا أمام الباب الضيق ولم يدخلوا بعد، لذلك لا عجب في الحَوَّل الحادث في الرؤيا، لأنهم لا يعلمون أنهم في اتجاه مغاير تماماً لعمل الروح القدس. فيا إخوتي انتبهوا واصغوا مرة بآذان قلبكم لا عقلكم المتخم بالمعلومات، فحينما نتناول الكتاب المقدس أو اللاهوت بالبحث والشرح والتفسير، وقبل أن نشرح قانون التقوى (قانون الإيمان) أو نذهب لنقتبس من كتابات الآباء، لابد أولاً أن نفهم أن إيماننا لن يكون أبداً قانون مجرد يختص بالمصطلحات والكلمات الكبيرة ذات الوقع الثقيل على الآذان، ولا إيماننا بالله ومعرفتنا به نوع من أنواع البحث العقلي خاضع لقوانين الفكر البشري ويتوقف على ذكاء وفهم كل شخص كأنه نوع من أنواع العلوم والفلسفة أو الأفكار والمعلومات، ولم يكن قانون الإيمان في الكنيسة موضوع لمجرد الدفاع عن الإيمان، هذا فكر بعيد تماماً عن بساطة الإيمان وقوته، لأن كثيرين حينما يقولون قانون الإيمان يظنون أنه مجرد إعلان عن الإيمان الصحيح ضد من انحرفوا عن الإيمان !!!فيا إخوتي المصطلحات اللاهوتية وقانون الإيمان ينبغي أن يُفهم بمفهومه الصحيح، حتى يصير إيماننا سليم وعميق، فقانون الإيمان هو صيغة كرازية أكثر منها دفاعية، فهو مبني على أساس مبادئ الإنجيل الأولى البسيطة، لأن الإيمان الذي سُلَّم للكنيسة مرة واحدة، يُمكن تسليمه فقط بالإيمان، من إيمان إلى إيمان، للدخول في سرّ الحياة الجديدة في المسيح يسوع بصورة واقعية فعلية. فالإيمان الرسولي الذي تسلمناه هو اعتراف صريح ، بسيط، وإدراك واعي للعمل الخلاصي لابن الله المتجسد، وهو مرتبط بالتقوى وبقوة المحبة لله الحي، ومن المستحيل أن يُفصل الإيمان عن التقوى والمحبة أبداً. الارتباط بين الإيمان والتقوى والعمل بالمحبة، هو الطريق المسيحي الأصيل والمُميز جداً للحياة الروحية، بل يمتد ليمس حياتنا كلها في الجسد وتنعكس عليه، حيث أن فكر الكنيسة، فكر المسيح، مختوم بختم الثالوث القدوس الذي لا يُمحى، فلم يكن في الكنيسة انفصال بين التقوى والتعليم اللاهوتي، أو بين العبادة والإيمان كما هو حادث اليوم للأسف الشديد!!! فالاهتمام الثابت في الكنيسة منذ البداية موجهاً لتفسير الكتب المقدسة بوقار شديد، مسترشدة بالإيمان الحي والمحبة بروح التقوى، متبعه كل دقة علمية وبحثيه بمنطق الروح، وبإعلانات الله في الكتاب المقدس، بمقارنة الروحيات بالروحيات، وتناقش كل المشاكل التي تقابلها من هرطقة وغيرها من المستجدات بدون صراخ وصياح وصراع حاد، بل بكل تواضع ووداعة وعبادة وصوم بمحبة عميقة شديدة لله والناس، دون تدخل حاد في سرّ الله وبغير تعليم خارج عن الوقار في الأمور التي تخص الله: ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث (أفسس 4: 31) وحين يتناول علم اللاهوت العلاقة الداخلية للثالوث القدوس في الله الواحد نفسه، كانت الكنيسة تُصرّ على التحفظ والخشوع الشديد بكل مهابة عظيمة وتمجيد لائق، سواء في الأسلوب أو في صياغة الفكر أو حتى في اللغة المستخدمة. وللأسف فأن كثيرين جداً اليوم لا يعطون التمجيد اللائق بالله القدوس، بل ويكتبون لمجرد عرض فكر ومعلومات أو لكي يكتبوا بحث بصورة فلسفية معقدة، كي ما يثبتوا الحق حسب رؤيتهم الخاصة، دون أن يكتبوا في نور الله لتسليم خبرة حياة الإيمان كما فعل الآباء القديسين، لأن كل ما كُتب في المجامع ومن شروحات، هذا كان لأجل أن تستقيم حياتنا مع الله ويكون لنا شركة مع القديسين والرسل في النور، أي لكي تكون لنا شركة مع الله، شركة واقعية حقيقية، على مستوى الخبرة لا لغو الكلام ووضع مصطلحات لا يفهمها العامة لكي يفتخر كل واحد بعلمه ومعرفته ويظن ان الناس لا تفهم ما يفهمه، لأن الرب بسيط وتعامل مع اضعف الناس وأقلهم علماً ومعرفة، فيا من ترى نفسك لاهوتياً وتتعاظم على الناس وتضع كلماتك بصور معقدة عن قصد، أعلم يقيناً أنك بعيد كل البعد عن مسيح بيت لحم متغرب عن الكنيسة الحية بالله. ليتنا - الآن - نستفيق ولا نحيا كالفلاسفة بل نعود للنبع الصافي لنشرب من ماء الحياة الأبدية بكل تقوى واحترام لله الحلو الذي أحبنا جداً، وأن تكون كل كتاباتنا وأقوالنا وبحثنا في إطار الخبرة ومعرفة الله بكل تقوى وخشوع وحب، ولا تكون بهدف أن نجمع معلومات أو ندخل في حوار لنثبت أننا على صواب والآخر على خطأ دون أن نحيا حياة الخبرة مع الله والكنيسة كلها، ونخترع من عندنا افكاراً جميلة تبدو رائعة لكنها تحمل سم الحية القديمة التي تلدغ الناس في قلبهم قبل عقولهم. |
|