رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يخدعنا ويشبع آذاننا بأن الحياه مع الله هي قيود، حياه حزن وكآبة؛ لن أفعل ما اريد، لن أتمتع بملاذ العالم، لن اتذوق السعادة يوما. بالحقيقة وبالممارسة، الاقتراب من الله فيه تحرر؛ تحرر من قيود الفشل -فشل في حياة القداسة، فشل في الحياه العملية، فشل الوصول للسعادة.... الخ-، تحرر من شهوات العالم، تحرر من عادات، تحرر من صفات وطباع... الخ. يخدعنا ويعلم أننا نسمح له؛ فيستمر. يخدعنا ونحن لا نجهل افكاره؛ فيسرق ارادتنا. يخدعنا ونحن نعلم انه يخدعنا؛ فنقع تحت سلطانه. أليست هذه القيود الحقيقية التي نتوهم أنها حرية؟!! ألم يقل رب المجد عنه أنه كذاب؟! ألم يحذرنا من حيله وتخطيطه؟! ألم ينبهنا انه متربص لابتلاعنا؟! بلى، لكننا نقبل!!! هل تستطيع أيها الإنسان أن تتحرر من فكر شرير يسيطر عليك؟ انك تحت سلطان الشر. هل بامكانك التحرر من قيود فكر نجس يتملكك؟ انك تحت سلطان النجاسة ... يالها من قيود للعقل!! أو يمكنك التحرر من قيود الكراهية؟ هل تقدر أن تنزع من قلبك كراهيتك لأخيك؟ انت تحت سلطان الكراهية. كم من مرة استطعت ان تحرر نفسك من الغضب أو من مشاعر خوف أو يأس.... الخ. انها حقا قيود تسلسل القلب وتخضعه لسلطانها!! متى ستدرك يا انسان ان كلها قيود تسببت بالحقيقة في حزنك وضيقك؟! فهل اخفي عن ذهنك انه بقيودك هذه لن تصل يوما لمكتمل سعادتك؟! بل وإلى متى ستظل مسلوبا ارادتك؛ مفتاح حريتك؟ الآن تستطيع أن تسترد المسروق، ولتسلمه لخالقك؛ فهو قادر أن يفك وفي الحال سلاسل قيودك. إلى متى ترى الوقت ينهب منك وانت مكتوف اليدين؟ ألا تعلم أن كل لحظة يمدها الله في عمرك هي فرصة توبة مقدمة لك منه؟! الآن يمكنك التحرر من شهواتك، خوفك، قلقك، غضبك، كراهيتك، حزنك، تعاستك، يأسك، فشلك...... الخ. واستلم منه محبة، فرح، سلام، طول اناه، صلاح، ايمان، تعفف، وداعة، لطف... استلم منه حريتك. فحينما تلتصق الروح بخالقها، فإنه بالحقيقة يحررها. |
|