|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
25 - 12 - 2016, 03:23 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
أتنساني يارب كل هذا النسيان؟ أتحجب وجهك عني؟ أتتركني أغرق في همومي وآلامي؟ - أنا يابني؟! تعالى لأفتح لك ذهنك على فكري فتفهم حكمتي.... ألم أعرفك منذ تأسيس العالم وأنا قد خلقتك في عقلي؟! ألم أنسج كل تفاصيلك التي أحببتها بيدي القديرتين؟! ألم أعد لك الخطة ومن قبل ميلادك لتتم بها خلاصك؟! ألم اختر بحكمة موعد ميلادك وهيئت لك طرقك وضبطت كل ظروفك من حولك ومن قبل أن أجسمك؟! ألا تعلم أنه ليس هناك شيئا وإن كان صغيرا قد ترك للصدفة أو العشوائية؟ ألم يخطر ببالك أن كل شخص تقابله أنا من وضعته في طريقك؟ بل وأن كل نجاح تحققه هو من تدبيري؟ تأكد يابني أن حياتك بجملتها هي في قبضة ضابط الكل. ولتدرك أن وجودك في الحياه حتى هذه اللحظة التي أنت معاتب لي فيها هو لأصدق دليل أنك محور انشغالي واهتمامي. فوجودك يعني أنك لازلت تنعم بقوة حفظي لك من أجناد الشر غير المنظورة، وأنك لازلت في حمايتي وحراسة ملائكتي من أمرتهم بالدفاع عنك. ربما أنك لا تراهم وهم يحاربون من أجلك وينتصرون لصالحك، لكن ثق أن المرات التي أنقذتك فيها من الشر وأنت لا تعرفها أكثر بكثير من تلك التي لمستها. والآن، هل تشك في حبي أم أنك تشك في قدرتي؟!!! أنا لم أتركك تقع في الآلام. لا، بل أنا هو من ألزمك أن تدخلها عمدا. فأنا عليم بجروح نفسك، أنا لخبير بها، فأنا من صنعتها. وها أنا أعالجها لك واحدة تلو الأخرى. أنا هو من يعرف جيدا ضعفات قلبك المختبئة، وأنا الآن بمقوم انحناءاتك تتابعا. فبالآلام يتم الشفاء. أهكذا أكون قد نسيتك؟!! إنك للأسف لا تراني؛ فأنت تنظر من عينين محدودتين. فإن فتحت عيون قلبك ستجدني غارسا في أعماق أعماقك؛ مرة أخاطب عقلك بمنطق لعلك تراني، ومرة أداعب قلبك بهمساتي الحانية لربما تحس بي. لكنك مازلت مغمضا عيون الحب متسائلا "أتنساني يارب؟". أنا الآن من يسألك "أتنساني يابني؟" 
|
|
العرض الشجري