رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتصر البشر في مئات من الميادين، ما عدا الموت. فأمام الموت كان الإنسان يقف عاجزًا ويائسًا. وإذا بالقيامة تعطى أول انتصار على الموت: فيقول الرسول في تحدى (أين شوكتك يا موت؟!).. وإذا برجاء في الحياة الدائمة، يدخل إلى قلب الإنسان، فيملؤه فرحا، في أنه لن يفنى ولن ينتهي. وإذا بالكنيسة تستقبل كل نفس قد انتقلت، وتغنى في أذنيها تلك الأنشودة الحلوة (إنه ليس موت لعبيدك، بل هو انتقال).. وإذا بالمرتل يغنى أيضًا في المزمور (يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتني.. فلن أموت بعد، بل أحيا، وأحدث بأعمال الرب..) (مز 117). والانتصار على الموت أعطى رجاء في الانتصار على كل شيء آخر لأن الذي يقدر على الأقوى، بديهي أنه يقدر على كل ما هو أضعف منه وأقل شأنا على باقي كل جيش العدو. وهكذا بالانتصار على الموت، ارتفعت الروح المعنوية عند أولاد الله، حتى قال معلمنا بولس: "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". وهكذا صار أمام الناس، لا يصعب، لا مستحيل (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. بل (كل شيء مستطاع عند المؤمن).. وإذا بروح القيامة تبسط رجاءها على كل شيء. وتقف أمام كل ضيقة وكل مشكلة، صورة القائم من بين الأموات، لتعطى رجاء أنه وراء الموت حياة أخرى لا تموت، ووراء الظلمة نور) ولكل مشكلة حل.. وهكذا عاش أولاد الله (فرحين في الرجاء) (رو 14). يرون أن كل ما يحيط بهم (وإن مات فسيحيا) لذلك هم (لا يحزنون كالباقين الذين لا رجاء لهم). وهنا تنتهي من كل قلب أحزان جثسيماني وآلام الجلجثة، وشكوك العلية ومخاوفها. وتبقى صورة الملاك المنير أمام القبر الفارغ، يعلن أول بشارة بالقيامة.. |
|