منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 07 - 2012, 11:28 PM
الصورة الرمزية روشا الفرفوشه
 
روشا الفرفوشه Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  روشا الفرفوشه غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 36
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : طفله كبيره
المشاركـــــــات : 26,618

إنّي لَسْتُ أستحي بإنجيل المسيح


(رومية 1، 16- 17)


كان ليسوع رسل بارزون، وهم أبراج في تاريخ الكنيسة، وأوّلهم بطرس كليم االرسل،ومتّى البشير خادم كلمات يسوع، ويوحنّا البصير الصوفي الّذي منح المسيح الحيّ له رؤيا المستقبل، وأخيراً بولس رسول الأمم، المتجوّل في أنحاء العالم المعروف في ذلك الوقت. كان بولس يترعرع في طرسوس، على شاطىء الأناضول، في مدينة رومانّية، وحصل على الجنسيّة الرومانيّة منذ ولادته، إلى جانب جنسيته لشعب العهد القديم. وبعد تعليمه مِن العرق اليوناني والروماني، سافر إلى القدس، وتعلّم شريعة موسى على تفسير غمالئيل، وصار فقياً في الشريعة لوصايا الله.
كان شاول(بولس) شاباً متعصّباً لشريعته. إنّما المسيح وقف في طريقه، ورأى بهاء مجده، وأدرك أنّه مخطىء ومجرم، ومتعدّ على ربّه بالذات. أمّا الرب فرحمه لأجل نيّة طموحه، وبرّره، وأرسله إلى الأمم، لينشر بينهم الخبر السارّ عن ابن الله المصلوب، والمقام مِن بين الأموات. ويظنّ أغلبية المؤمنين الّذين يقرأون رسائله في العهد الجديد، أنّ بولس لا يعرف الخوف، ولا يستحي بإنجيل المسيح. وهذا يكون خطأ، لأنّ بولس واجه اخطار وتجربة الموت، لأجل شهادته، بإبن الله الحي. وكانت هناك ثلاثة أسباب لخوفه واستحيائه، التي تغلّب عليها يومياً:
أولاً: كلّ يهودي يعترف بأنّ لله ابن، يجب أنْ يُرجم، وحتّى يسوع صُلب، لأنّ رئيس الكهنة قيافا استحلفه، أنْ يشهد مباشرة، أنّه المسيح ابن الله الحي أم لا، وعندما وافق المسيح على هذا السؤال المحرج، سلّموه للصلب. وأمّا بولس فرأى الربّ يسوع في مجده، وتيقن أنّ المسيح هو ابن الله الحي، واعترف بِهذه الحقيقة الجلّية في الشام، مقرّ إيمانه الأول، فأراد اليهود في الشام أن يقتلوه فوراً، فأنزله المؤمنون في سلّ مِن على السور، ليهرب ليلاً. فأينما وصل بولس، واعترف بحقيقة المسيح وألوهيته، أشرف على خطر الموت. وكان السؤال دائماً أمامه: هل اتكلّم عن المسيح بدون ذكر ألوهيته؟ أو اعترف بالحقّ، ونواجه الإضطهاد والخطر والتهديد بالموت؟ ولكنّ بولس تغلّب يومياً على هذه التجربة. لذلك كتب: "إنّي لست أستحي بإنجيل المسيح"، لأنّه تغلّب على خوفه باستمرار.
ثانياً: شهد بولس، أنّ بيلاطس الروماني اعترف جهراً، بأنّه لم يجد في يسوع علّة وقصده أن يُطلقه. لكنّ الضغط اليهودي أجبره، أنْ يصلبه على عكس اعترافه. فبولس وضّح أن صلب يسوع كان خطأً شرعيّاً، وأنّ بيلاطس خالف الحق الروماني وكسره، وأمر بصلبه مع العلم أنّه بريء. هذه الشهادة على لسان بولس كان تعدّياً على الحكم الروماني، ودليلاً على أنّ النظام الروماني كان على خطأ مبين! وزيادة على ذلك أثبت بولس، أنّ المسيح هو ابن الله، وأنّ الرومان قد صلبوا إلهاً، بصلبهم ليسوع. آمن الرومان بتعدّد الألهة، فأرادوا أنْ يُسكتوا هذا الصوت، فكان بولس في خطر الموت على أيّة بقعة رومانية وُجد عليها. فكان عليه أنْ يتغلّب على هذا الخوف، ويشهد للجميع بالصليب، رغم أنّه أصبح عند الرومان محلّلاً للقتل، ولكنّ بولس تغلّب يومياً على هذا الخطر، وقام وشهد بحقيقة الصلب، وسِرّ ألوهيّة يسوع.
ثالثاً: تقدّم بولس إلى أثينا في اليونان، مركز الفلاسفة والأذكياء، حيث يسكن أصحاب اللّغة اليونانيّة الطنّانة، والماهرين في البلاغة، وتمنّى رسول الأمم، أنْ يكسب عباقرة الفكر والفلسفة للإيمان بيسوع. وهم طلبوا منه، أن يجتمع معهم على جبل أريوباغس، ويخبرهم بما لديه. فألقى بولس وهو صاحب التربية اليونانية عظة عن يسوع المسيح، وأصغى الفلاسفة إلى أقواله، حتّى وصل إلى قيامة المسيح مِن بين الأموات. فضحكوا وسخروا منه وقالوا: مَن رأى ميتاً متجولاً؟ وسمّوه ثرثاراً متخيّلاً مِن سفالة المجتمع. انصدم بولس، لأنّه فكّر أنْ يربح بواسطة الفلاسفة كل الشعب اليوناني، وكان عليه أن يتعلّم الدرس المؤلم، أنّ الأذكياء والحكماء لن يروا ملكوت الله، بل البسطاء والصغار. وشهد لذلك بكلماته الشهيرة إلى أهل كورنثوس الأولى ( 1، 19 - 31 ).
صمت بولس بعد ذلك أياماً طويلة، لأنّ المجتمع استهزأ به، لأجل سخرية الفلاسفة منه. وكان عليه أن يتغلّب على الإستهزاء والخجل، ويستمرّ في شهادته، بأنّ المسيح قام، حقاً قام. ومِن هذه الغلبة على ذاته اعترف بعناد وتصميم بأنّي لست أستحي بإنجيل المسيح. نتعلّم مِن كفاح بولس بذاته، أنّ هناك ثلاثة أنواع مِن تجارب للمؤمن، يجب أن يتغلب عليها:
1- الخطر مِن المتعصبين دينياً وحيلهم واستعدادهم للقتل.
2- الخطر مِن السلطة المدنية التي لا تقبل أي ملك أو سلطان إلى جانب سلطتهم، أمّا يسوع فهو ملك الملوك وربّ الأرباب.
3- الخطر مِن المتعلمين الممسكين ببلاغة اللغة، الذي يكمن في استهزائهم مِن شهود
4- المسيح البسطاء، وأخطائهم اللغويّة في بعض المرّات. وينبغي أن يتغلّبوا على هذا
5- الإستهزاء، ويقبلوا الطريق المتواضعة، لابراز حقيقة المسيح.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيح حياتى وربحى | بولس الرسول
بألوهية المسيح أصبح إيمان التَّلاميذ ثابتًا وكافيًا
الرسول بولس المسيح مركز اللاهوتيات
الإيمان بألوهية السيد المسيح
بين بولس الرسول والسيد المسيح


الساعة الآن 07:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024