كتب : ياسمين رمضان
الليل والنهار عنده سواء، فقد نعمة البصر، لكن الله منحه حلاوة اللسان وحب الناس. حفظ القرآن والإنجيل وهو فى العاشرة، مما جعل لسانه يعتاد على عذوبة الكلمات.
«جرجس يوحنا» تجاوز الستين.. فقد بصره وهو فى السادسة ثم انتقل للعيش فى القاهرة مع خاله بعد وفاة والده، مما وقف حائلا دون استكمال تعليمه، لكن إرادته وقصة حياة طه حسين التى اعتادت أن ترويها له والدته كل يوم جعلتاه يقرر أن يبدأ فى تعلم الكتابة مرة أخرى فى سن العاشرة. كان يعتمد على أخيه الأصغر فى القراءة، يجلس إلى جواره فى الليل ويبدأ فى قراءة الروايات والقصص حتى يغلبه النوم، وفى الصباح يجلس إلى جوار دكان والده فى مصر القديمة عند «صبيح» -بائع الخردة- يسمع القرآن طيلة النهار. ولفرط حبه وشغفه بالاستماع إلى القرآن الكريم قرر أن يحفظه بالكامل لعذوبة كلماته، ولم يقف عند هذا الحد، بل قرر أن يحفظ الإنجيل أيضاً.
جرجس ما يؤرقه الآن الحال الذى وصل إليه المصريون وحالة الخلاف الدائم بينهم؛ فهو مؤمن دائما أن أميز ما فى المصريين هى حالة التناغم والتسامح بينهم، جرجس منحه الله من كثرة شغفه بالاستماع إلى الكتب السماوية لسانا حلوا جعله بركة ميدان مصر القديمة؛ فالناس تتبارك بدعواته، وتلجأ إليه فى المحن والمصائب لتطلب منه الدعاء، وبعد زواج كل إخوته قرر أن يكمل سيرته بدراسة سيسجلها على شرائط كاسيت لشرح القيم المشتركة بين القرآن والإنجيل.